واشنطن: أفاد مسؤولون الثلاثاء أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لن يحضر اجتماعا لحلف شمال الأطلسي في مطلع ابريل إلا أنه سيزور روسيا في الشهر نفسه، مما يثير مخاوف بشأن التزام واشنطن تجاه الحلف. 

سيحل محل تيلرسون نائبه توم شانون في الاجتماع الوزاري المقرر يومي الخامس والسادس من ابريل في بروكسل، رغم محاولة البيت الأبيض إزالة الشكوك بشأن دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحلف الأطلسي ورغبته بتوطيد العلاقات مع موسكو. 

ويتوقع أن يزور الرئيس الصيني شي جينبينغ ترامب في منتجعه في ولاية فلوريدا في الفترة نفسها في لقاء يرجح أن يحضره تيلرسون، فيما لم تصدر وزارة الخارجية أي توضيح علني بشأن قراره عدم المشاركة في اجتماع بروكسل. 

إلا أن مسؤولي الخارجية أصروا على أن تيلرسون سيلتقي بكل الأحول وزراء خارجية الحلف العسكري الذي يضم 28 دولة في مقر الوزارة في واشنطن هذا الأسبوع في اجتماع للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.

وأفاد مسؤول أميركي رفيع المستوى أن وزير الخارجية "كان التقى بمسؤولين من أوكرانيا. وبعد هذه المشاورات واللقاءات، سيسافر في ابريل لاجتماع مجموعة الدول الصناعية السبع في ايطاليا، ومن ثم إلى روسيا".

ويمثل شانون، أعلى دبلوماسي مستوى بقي في وزارة الخارجية من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وهو نائب تيلرسون بالوكالة. 

 وبعد نحو شهرين في المنصب، لا يزال يتعين على وزير الخارجية تعيين نائب له أو أي مساعد في وقت بقي هو في الظل بعيدا عن المناسبات العامة والإعلام، وفضل العمل مع دائرة صغيرة من المستشارين المقربين. 

في هذه الأثناء، تحاول الإدارة الاميركية التأكيد على التزامها بتحالفاتها العسكرية، بما فيها حيال حلف الأطلسي، بعدما شكك ترامب بجدواه خلال حملته الانتخابية. 

وبعد لقائه بالمستشارة الألمانية انغيلا ميركل في البيت الأبيض في الأسبوع الماضي، كتب ترامب على تويتر أن "ألمانيا مدينة بمبالغ طائلة لحلف الأطلسي والولايات المتحدة،" مذكرا باتهاماته لحلفاء واشنطن بعدم الوفاء بالتزاماتهم المالية في هذا السياق. 

غياب "يغذي شكوك الحلفاء" 
من ناحيته، اعلن وزير دفاع ترامب جيمس ماتيس، الجنرال المتقاعد في قوات المارينز، أن الولايات المتحدة تدعم حلف الأطلسي بشكل كامل، فيما سافر تيلرسون في الأسبوع الماضي للتأكيد على علاقاته مع حلفائه الآسيويين - اليابان وكوريا الجنوبية. الا أن الولايات المتحدة تعد الشريك القيادي للحلف الأطلسي وسينظر بقلق إلى غياب تيلرسون عن اجتماع وزراء خارجيته. 

وزار الامين العام للحلف ينس ستولتنبرغ واشنطن الثلاثاء للقاءات مع مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية قبيل اجتماعات الحلف التي ستجري يوم الأربعاء، فيما قلل مسؤولوه من أهمية غياب تيلرسون عن لقاء بروكسل. 

وقال أحد مسؤولي الحلف الذي طلب عدم الكشف عن هويته إن "جميع الحلفاء ممثلين في الاجتماعات الوزارية، التي تعد مناسبات دورية مهمة. ويتوقف عليهم اختيار مستوى تمثيلهم".

أضاف المصدر أن "الأمين العام سيواصل اتصالاته مع الإدارة الأميركية، التي أكدت على التزامها القوي تجاه الحلف، قولا وفعلا". ولكن مسؤولين أميركيين سابقين عبّروا عن قلقهم من الرسالة التي يحملها غياب تيلرسون. 

وأشار ايفو دالدر، مبعوث الولايات المتحدة السابق إلى الحلف، والذي بات الآن رئيس معهد "مجلس شيكاغو" للدراسات، إلى أن القرار "يغذي شكوك الحلفاء المتزايدة بشأن التزامات الولايات المتحدة".

وأوضح في تغريدة عبر موقع تويتر أن اجتماع ابريل يعد في غاية الأهمية كجزء من التحضيرات لقمة الحلف التي "لا يجب"لواشنطن عدم المشاركة فيها، حيث رأى أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تعتبر اجتماع هذا الأسبوع المتعلق بالحرب على تنظيم داعش بديلا لاجتماع بروكسل. 

من ناحيته، أكد مبعوث سابق آخر إلى الحلف، وهو الاستاذ في جامعة هارفارد نيكولاس بيرنز على أنه "يتعين على وزير الخارجية تيلرسون أن يحضر اجتماع حلف الأطلسي. نحن قادة حلف الأطلسي وعلينا لقاء الحلفاء قبل روسيا". وعملت الولايات المتحدة خلال عهد أوباما مع حلف الأطلسي لحشد الدعم لحكومة كييف الموالية للغرب بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم ودعمها لتمرد دام في شرق أوكرانيا.

وهدف نشر المزيد من قوات حلف الأطلسي في دول البلطيق وبولندا الذي تزامن مع فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، إلى إرسال إشارة إلى الكرملين بوقف تدخلاته.

إلا أنه خلال حملته الرئاسية عام 2016، تبنى ترامب نبرة أكثر مرونة مع موسكو حتى أنه عبر عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فيما اعتبر أن "الزمن عفا" عن حلف الأطلسي.