أسامة مهدي: في آخر حملة اعدامات دأب النظام الايراني على تنفيذها، اعلنت مصادر ايرانية اليوم عن اعدامه لثمانية محكومين في سجونه بأنحاء البلاد وتاسعة على الملأ،&وذلك خلال الايام الثلاثة الماضية، ما اثار دعوات للهيئات الدولية بأن يكون أي تعامل مع النظام مشروطاً بتحسين أوضاع حقوق الإنسان في البلاد.

وأعدمت السلطات الايرانية امس السبت شابًا يبلغ من العمر 21 عامًا في مدينة بابل شمال إيران على الملأ، فيما اعدمت يوم 19 ابريل الحالي 8 سجناء في سجن جوهردشت بمدينة كرج بشكل جماعي تخلصًا من معارضين لها مع قرب اجراء الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد في 19 من الشهر المقبل.

وبين المعدومين محسن بابايي البالغ من العمر 29 عامًا حامل لشهادة الليسانس في فرع الحساب، ومتزوج، وكان يحظى بشعبية بين السجناء بسبب شخصيته وتعامله الإنساني.

وكان عدد من المعدومين قد تم نقلهم قبل ايام إلى زنزانات انفرادية، ثم الى خشبة الإعدام، حيث تم تنفيذ الاحكام الصادرة ضدهم ما دفع الى اضراب السجناء السياسيين عن الطعام للاحتجاج على هذه "الإعدامات الوحشية"، كما قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في بيان صحافي من مقره في باريس تسلمته "إيلاف" الاحد.

واشار الى انه في يوم 20 ابريل تم إعدام سجين بعد قضاء 8 سنوات من الحبس في سجن روجرد، وإعدام 3 سجناء في سجني شيراز وتبريز يوم 18 ابريل وإعدام سجين يوم 16 ابريل في السجن المركزي في بندرعباس.

واعتبر المجلس ان لجوء النظام الايراني إلى عقوبة الإعدام خاصة الإعدامات الجماعية يأتي لغرض تشديد أجواء الرعب عشية الانتخابات الرئاسية الشهر المقبل.

ودعا عموم المواطنين لاسيما الشباب الى الاحتجاج على هذه الاعدامات والتضامن مع عوائل المعدومين.

وشدد المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على أن أي تعامل من قبل الهيئات الدولية مع نظام ولاية الفقيه في طهران يجب أن يكون مشروطًا بتحسين أوضاع حقوق الإنسان في ايران، لاسيما وقف الإعدامات المتصاعدة.

وكانت السلطات الايرانية اعدمت في العاشر من الشهر الحالي سجيناً رغم تعرضه لجلطة قلبية، وذلك في سجن إصفهان، وهو "هوشنغ ثروتي" وهو رب عائلة تضم خمسة اولاد. وبالترافق مع ذلك، فقد تم إعدام سجين مريض آخر في سجن تبريز بعد 4 سنوات من الحبس.

ومن جهتهم، تظاهر المئات من أفراد عوائل السجناء المحكوم عليهم بالإعدام لاسيما النساء مقابل مبنى البرلمان الايراني في طهران اثر تنفيذ هذه الاعدامات مطالبين بإلغاء عقوبة الإعدام.

وحمل المحتشدون القادمون من طهران ومحافظات إصفهان وفارس ولرستان ويزد وخراسان الرضوية وخراسان الجنوبية وإيلام و آذربايجان الغربية وكردستان وكهغيلوية وبوير أحمد وهرمزغان وسيستان وبلوشستان ومازندران لافتات كتب عليها "لا للإعدام" و"لا تقتلوا أبناءنا" و"لا تقتلوا معيلنا".. و"ليرفع كل إيراني صوته ضد حكم الإعدام" و"نطالب بإلغاء حكم الإعدام" و"مطلب جميع الإيرانيين إلغاء حكم الإعدام" و"لا تعدموا الحياة".

وكان حسن نوروزي عضو البرلماني الايراني قد كشف مؤخرًا أن هناك 5 آلاف سجين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام، بحسب ما نقلت عنه وكالة أنباء مهر الحكومية في 23 نوفمبر الماضي.

ووفقًا لمنظمة العفو الدولية تعتبر ايران البلد الاكثر تنفيذًا لاحكام الاعدام في العالم، وفي تقرير نشرته مؤخراً اتهمت ايران بتعذيب الشبان ومعاملتهم بشكل سيئ.

وحملت المنظمة ايران ايضًا مسؤولية انتهاك القانون الدولي بالابقاء على قانون جزائي يسمح للقضاة بتحميل الفتيات ابتداء من تسع سنوات والاولاد من 15 عامًا، وتعريضهم بالتالي لعقوبة الاعدام.