برازيليا: يمثل لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الاربعاء امام قاضي مكافحة الفساد سيرجيو مورو في جالسة يمكن ان تطيح نهائيا بأحلام العامل السابق في منجم الذي اصبح رئيسا للبرازيل من 2003 الى 2010، في العودة الى السلطة.
ومن المتوقع ان يتدفق انصار الطرفين بأعداد كبيرة الى شوارع كوريتيبا (جنوب) حيث اتخذت تدابير امنية مشددة. ولم يترك شيء للصدف في هذه اللحظة الحاسمة من هذا المسلسل المتقلب الطويل الذي يحبس انفاس البلاد برمتها، أي فضيحة الفساد الكبيرة التي كشفت عنها عملية "الغسل السريع".
يخضع لويس ايناسيو لولا دا سيلفا (71 عاما) لخمسة اجراءات قضائية على صلة بهذه الشبكة التي تنسقها شركات بناء، للتلاعب بصورة منهجية بالصفقات العامة، ولا سيما صفقات شركة بتروبراس العملاقة الرسمية للنفط. وسيتوجه الرئيس السابق للدولة الى المحكمة الاربعاء للرد على التهم الموجهة اليه وتفيد بأنه قبض رشوى هي كناية عن شقة من ثلاث طبقات في منتجع غواروخا البحري في ولاية ساو باولو (جنوب شرق).
ويقول المدعون العامون ان لولا دا سيلفا استفاد من رشوة سخية بلغت 3.7 ملايين ريال (1.16 مليون دولار)، قدمتها شركة "او آ اس" للبناء المتورطة في فضيحة بتروبراس. ومن المتوقع صدور الحكم في غضون 45 الى 60 يوما. وإذا ما ثبتت عليه التهمة وتأكد القرار في الاستئناف، فقد يحكم على لولا بالسجن ولن يستطيع الترشح الى الانتخابات الرئاسية في 2018. وعلى رغم هذه المسائل القضائية، فهو يتصدر نوايا التصويت، مع انه يثير مستوى مرتفعا من الرفض ايضا.
مواجهة عن بعد
وستكون جلسة الاربعاء اول مواجهة بين لولا وسيرجيو مورو. لكن لولا، المحنك في السياسة، والقاضي الشاب الطموح (44 عاما)، تواجها عن بعد مرارا في السابق.
كانت الجولة الاولى في الرابع من مارس 2016. فقد أيقظت الشرطة الرئيس السابق عند الفجر واقتادته الى المفوضية للإستجواب. وصدر الأمر مباشرة من مكتب القاضي مورو. وبعد بضعة ايام، تعرقل تعيينه وزيرا، بسبب عملية تنصت هاتفي أمر بها القاضي ايضا.
ويسمع فيها صوت لولا في خضم نقاش مع وريثته الرئيسة ديلما روسيف (2011-2016) التي تلمح الى ان الحقيبة ستؤمن له الحصانة للافلات من العدالة المشتركة. وقد اقيلت روسيف في العام الماضي بتهمة التلاعب بالحسابات العامة، وحل محلها نائب الرئيس السابق، المحافظ ميشال تامر.
التطور الاخير حصل يوم الجمعة، عندما اثبت القاضي مورو مرة جديدة حسا هائلا بأهمية التوقيت. ففي هذا اليوم، حصل في الواقع على الاعتراف المتفجر لريناتو دوكي، المدير السابق لبتروبراس، الذي خرج من صمت طويل ليؤكد ان لولا "كان على علم بكل شيء وانه كان يتولى قيادة" شبكة الفساد.
اعادة بث مباشر
وعلى رغم كل هذه الاتهامات، يأمل أنصار لولا في ان يحشدوا 30 الف شخص في كوريتيبا، لكن السلطات ابلغت ايضا بأن خصوم الرئيس السابق سينظمون تظاهرات كثيرة. وقال واغنر مسكيتا المسؤول عن الأجهزة الأمنية في كوريتيبا الذي قرر وضع حواجز كثيرة حول المحكمة "المهم هو الا يحصل اي احتكاك بين المجموعتين".
وقد وجه القاضي مورو مساء السبت دعوة الى الهدوء، طالبا ألا يتوجه ناشطو مكافحة الفساد الى كوريتيبا. وقال "نريد ان نتجنب اي نوع من انواع الفوضى والمواجهات، ولا اريد ان يصاب احد. لا تأتوا، ليس ضروريا ان تأتوا، دعوا القضاء يقوم بعمله".
وكان لولا سكب قبل يوم الزيت على النار. وقال مساء الجمعة خلال مؤتمر لحزب العمال ان من مصلحتهم ان يوقفوني عما قريب، وإلا فأنا من سيسعى على الارجح الى توقيفهم بسبب الاكاذيب التي يروجونها".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال باولو بيمنتا النائب عن حزب العمل الذي سيقوم برحلة الى كوريتيبا لدعم لولا ان "التحقيقات تستهدفه منذ ثلاث سنوات، وحياته وحياة افراد عائلته تتعرض للانتقاد. سيتمكن للمرة الاولى من التعبير عن رأيه، وسيصغون اليه".
التعليقات