إيلاف من لندن: في إطار المساعي المصرية لتحقيق وفاق وطني بمشاركة جميع الأطراف في الجارة ليبيا التي تمزقها الصراعات والحرب الأهلية منذ 2011، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر.

ويأتي لقاء السيسي مع حفتر، الذي محتمل أن يعقبه لقاء مع رئيس الحكومة التي مقرها طرابلس فايز السراج، في إطار الجهود والمساعي، التي تبذلها مصر لتقريب وجهات النظر بين الجانبين وبقية الأطراف الليبية، وصولا إلى حل الأزمة الليبية سياسيا.

وكانت الأيام السابقة شهدت اتفاق الجانبين، السراج وحفتر، برعاية مصرية وإماراتية وتم حل النقاط الخلافية، لا سيما ما يتعلق بالجيش ومكافحة الإرهاب وقضية المهجرين والنازحين وأزمة الجنوب.

وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية إن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية وسعيها المستمر للتوصل إلى حل سياسي من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف، بما يساهم في عودة الاستقرار لهذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه.

وأوضح الرئيس المصري أن كافة المساعي التي تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية تهدف إلى التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها.

دور مصر&

من جانبه، أعرب المشير حفتر عن تقديره للدور المصري المهم في الأزمة الليبية مثمناً جهودها لمساعدة مختلف الأطراف للوصول إلى توافق، ومشيداً بحرص مصر على ضمان استقرار الوضع في ليبيا في ظل الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين المصري والليبي.

وأضاف المتحدث الرسمي المصري أنه تم خلال اللقاء استعراض آخر التطورات السياسية في ليبيا، حيث تم التأكيد على أهمية استمرار الجهود من أجل مواصلة الحوار بين الأطراف الليبية وإعلاء المصلحة الوطنية الليبية، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة ويلبي طموحات الشعب الليبي في عيش حياة كريمة ومستقرة.

وحدة الجيش

وأشار السفير علاء يوسف، إلى أن الرئيس السيسي أكد أهمية إعادة لحمة ووحدة المؤسسة العسكرية الليبية التي نشأت منذ 77 عاماً على يد أبناء ليبيا من مختلف مناطقها، مشدداً على أهمية رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش الليبي، باعتباره الركيزة الأساسية للقضاء على خطر الإرهاب في ليبيا، فضلاً عن ضرورة وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدّها بالسلاح والمقاتلين، والتصدي لمختلف الأطراف الخارجية التي تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي.

يشار إلى أن صحيفة (الغارديان) البريطانية، كانت تحدثت الأسبوع الماضي عن لقاء وشيك يجمع السيسي، مع كل من القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير أركان حرب خليفة بلقاسم حفتر، ورئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج.&

وقالت الصحيفة إنه كان للرئيس المصري دور حاسم في عملية المصالحة من البداية إلى جانب كل من إيطاليا والإمارات العربية المتحدة.

لقاء أبوظبي

وكان المشير حفتر اجتمع مع السراج في أبوظبي، واتفق الجانبان على ضرورة التمسك بجملة من المبادئ والثوابت التي تضمن عدم التفريط في تضحيات الجيش الليبي والليبيين الشرفاء في كامل أنحاء ليبيا شرقها وغربها وجنوبها، وحفظ السيادة الوطنية وتمكين المؤسسة العسكرية من أداء مهامها فى محاربة الإرهاب، وتوفير الأمن وحماية مقدرات الشعب الليبي والحدود الوطنية.&

كما اتفقا على تأكيد وحدة الأراضي الليبية والجيش ومواصلة الحرب على الإرهاب وضرورة العمل على معالجة انتشار التشكيلات المسلحة وتنظيم حمل السلاح، واحترام سيادة القانون والقضاء، كما تمت مناقشة المعوقات التى حالت دون تنفيذ الاتفاق السياسي وإجراء التعديلات عليه، كما تطرق الحوار إلى ضرورة العمل على رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي والحرص على ضرورة تهدئة الأوضاع في الجنوب.
&