قالت نقابة الصحافيين العراقيين إن الأشهر الستة الأولى من العام الحالي شهدت مقتل سبعة صحافيين، لترتفع تضحياتهم منذ عام 2003 إلى 462 ضحية، موضحة أن الفترة نفسها شهدت 27 اعتداء على صحافيين ومؤسسات إعلامية، وحذرت من أنهم مازالوا ضحايا الإرهاب وغياب القانون والممارسات التعسفية لبعض الأجهزة الأمنية.
إيلاف: قالت نقابة الصحافيين العراقيين في تقرير لها لمناسبة عيد الصحافة العراقية الثامن والأربعين بعد المائة الذي يصادف الجمعة المقبل إن الأسرة الصحافية العراقية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي خسرت سبعة قتلى ليرتفع عدد تضحيات الصحافيين العراقيين منذ احتلال بغداد من قبل القوات الأميركية في إبريل عام 2003 إلى 462 ضحية.
وأضافت النقابة في التقرير الذي اطلعت على نصه "إيلاف" الأربعاء أن عدد ضحايا الأسرة الصحافية العراقية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي بلغ سبعة قتلى، معظمهم كانوا ضحايا إجرام تنظيم داعش، وخاصة في محافظة نينوى في شمال العراق لمرافقتهم القطعات العسكرية في تحريرها الأحياء والقصبات والقرى ونقلهم لصور حية وأخبار من الخطوط الأمامية للمعارك.
وأشارت النقابة إلى أن المناخات التي تتعزز بشكل كبير في حرية التعبير وما تحظى به الأسرة الصحافية من اهتمام لم تمنع مسلسل العنف القائم على استهداف الصحافيين، حيث إن العمل الصحافي في العراق رغم كل ذلك مازالت تحفه بعض المخاطر والألغام، وهناك خشية ما زالت قائمة على سلامة الصحافيين العراقيين في ظل غياب القانون وجهل بعض مفاصل الدولة بالدور الإيجابي للعمل الصحافي في تصحيح مسارات العمل السياسي وكشف الأخطاء ووضع المعالجات الصحيحة لها.
الاعتداءات طالت مؤسسات إعلامية
وقالت نقابة الصحافيين العراقيين إن بعض المؤسسات الإعلامية لم تسلم من حالات الاعتداء سواء من قبل الأجهزة الأمنية أو من خلال أطراف مجهولة بهدف إسكات صوت الحق وتغييب الحقيقة ومصادرة الأفكار بالإكراه وفرض الهيمنة بلغة التهديد والوعيد.
وأوضحت أنها باشرت بإعداد ملف يوثق جرائم داعش ضد الصحافيين تمهيدًا لتحويله إلى المحكمة الجنائية الدولية بعد تهيئة الوثائق والأدلة التي تدين داعش وجرائمه التي لا بد أن يقول القضاء الدولي كلمته بحق زعماء هذا التنظيم الإرهابي، حيث تعهد نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي بنقل هذا الملف إلى المحاكم الدولية لملاحقة المسؤولين عن تلك الجرائم.
كما أعلنت منظمة اليونسكو في الثلاثين من الشهر الماضي أنها تسلمت من الحكومة العراقية تقريرًا مفصلًا عن حالات قتل الصحافيين العراقيين منذ عام 2006، وهو يقدم معلومات شاملة عن الظروف والتحقيقات القانونية والمتابعة القضائية لكل قضية من تلك القضايا.
وأشارت المنظمة في بيان لها إلى أنه سيتم إدراج هذه المعلومات في التقرير العالمي الذي ستقدمه المديرية العامة لليونسكو في الدورة التاسعة والثلاثين للمؤتمر العام في أكتوبر المقبل، واصفة التقرير بأنه حدث مهم لحماية التعبير في العراق.
صحافيو العراق قدموا سبع ضحايا
ونشر التقرير تفاصيل عن الحالات التي قتل فيها الصحافيون السبعة، وهي كما يلي:
... في الأول من يناير تم العثور على جثة الصحافي عبد القادر القيسي بعد أيام عدة من اختطافه من قبل مسلحين مجهولين على الطريق العام بين كركوك وبغداد بالقرب من سلسلة جبال حمرين.
... في 25 فبراير قتلت الصحافية شفاء كردي المذيعة في قناة روداو الفضائية بانفجار عبوة ناسفة خلال إعدادها برنامجًا تلفزيونيًا في إحدى القرى المحررة من الموصل وأصيب زميلها يونس محمد بجروح خطيرة.
... في التاسع من مارس قتل المصور الحربي حسام محمد راضي من هيئة إعلام الحشد الشعبي خلال تغطيته معارك تحرير أطراف تلعفر.
... في 26 إبريل قتل مراسل الحشد الشعبي رسول السكيني خلال تغطيته معارك تحرير قرى غرب الموصل.
... في الأول من مايو قتل المصور الصحافي حسن ناجي العابدي خلال تغطيته معارك تحرير مدينة الحضر في غرب الموصل.
... وفي 18 مايو قتل المصور الحربي للحشد الشعبي ماهر عبد الحسين عطية خلال تغطيته عمليات تحرير القرى في شمال قضاء القيروان في غرب الموصل.
... أما في 31 مايو فقد قتل مراسل قناة آسيا الفضائية صهيب الهيتي خلال تواجده في أحد المراكز الأمنية في مدينة هيت، حيث هوجم من قبل انتحاري يرتدي حزامًا ناسفًا.
27 حادث اعتداء
أضافت النقابة في تقريرها أنه قد تم تسجيل 27 حادث اعتداء على الصحافيين خلال الأشهر الستة من العام الحالي تراوحت بين الاختطاف وإطلاق النار في محاولة الاغتيال والاعتداء على المؤسسات الصحافية وكوادرها وتهديدهم إلى جانب الإصابات المباشرة خلال تغطية المعارك.
وكان المرصد العراقي للحريات الصحافية قد أعلن أخيرًا أن عدد الصحافيين الذين قتلوا في العراق أثناء ممارستهم عملهم خلال عام بلغ 21 صحافيا.. محذرًا من أن العراق لا يزال "البيئة الأخطر على العمل الصحافي".
وأوضح المرصد أنه خلال المدة من 3 مايو 2016 إلى 3 مايو 2017 تم تسجيل مقتل 21 صحافيًا في زيادة عن عدد من قضى منهم في العام الماضي. وأشار إلى أن "العراق يبقى البيئة الأكثر خطرًا على الصحافيين رغم الدعوات إلى إجراءات أكثر حماية لهم وما أقر من قوانين". وقال إنه خلال عام تعرّض مراسلون ومصورون وتنفيذيون إلى العنف والإحتجاز، وواجه آخرون دعوات قضائية من مسؤولين حكوميين وبرلمانيين وأعضاء في مجالس المحافظات.
التعليقات