لندن: كشفت دراسة عالمية جديدة أن ثلث حالات الخرف يمكن ان تُمنع بتغييرات في نمط الحياة للحد من تأثير تسعة عوامل تزيد خطر الاصابة بالمرض.
وتشدد الدراسة على أخطار بينها البدانة والتدخين وارتفاع ضغط الدم وضرورة تجنبها لخفض احتمالات الاصابة بالخرف بنسبة تزيد على الثلث.
وهذه اول مرة تمكن فيها العلماء من ان يحددوا نسبة حالات الخرف التي يمكن الوقاية منها. وحذر العلماء من النظر الى الخرف على انه جزء حتمي من الشيخوخة داعين الأشخاص الى ان يأخذوا على عاتقهم المسؤولية عن خفض العوامل التي تهددهم به كما في حالة السرطان أو مرض القلب.
وحث العلماء المختصون بالخرف الذين أعدوا الدراسة الأطباء على مكافحة ارتفاع ضغط الدم والمساعدة بذلك في منع 2 في المئة من حالات الخرف.
وبحسب الدراسة فان ضمان الاستمرار في الدراسة حتى سن الخامسة عشرة على الأقل يخفض عدد الاصابات بالخرف بنسبة 8 في المئة وعلاج فقدان السمع سيكون له أكبر الأثر في خفض حالات الخرف بنسبة 9 في المئة.
ويخفض الاقلاع عن التدخين بين من تزيد اعمارهم على 65 سنة حالات الخرف بنسبة 4 في المئة. ويمكن لممارسة التمارين البدنية بين افراد هذه الفئة العمرية ان تخفض حالات الخرف بنسبة 3 في المئة في حين ان التخالط الاجتماعي والوقاية من مرض السكري في مرحلة الشيخوخة يخفضان حالات الخرف بنسبة 2 و1 في المئة على التوالي.
مصادر الخطر
ومن مصادر الخطر الأخرى ارتفاع ضغط الدم والبدانة في منتصف العمر وبالتالي فان الوقاية من هذين المصدرين تخفض حالات الخرف بنسبة 2 و1 في المئة على التوالي ، كما افادت الدراسة التي نُشرت في مجلة "لانست" الطبية.
وستؤدي الوقاية من عوامل الخطر التسعة هذه كلها بتغييرات في نمط الحياة الى خفض حالات الخرف بنحو 35 في المئة.
وعلى النقيض من ذلك فان عوامل الخطر الوراثية الرئيسة مسؤولة عن زهاء 7 في المئة من حالات الخرف.
وقال البروفسور كلايف بالارد الذي شارك في الدراسة من كلية الطب في جامعة اكستر البريطانية "ان الأشخاص يميلون الى الاعتقاد بأن لا شيء يمكن عمله بشأن الخرف ولكنهم مخطئون. وأظهرنا بالفعل خلال العقد الماضي ان علاج عوامل الخطر الطبية في منتصف العمر يُحدث فارقاً".
ولاحظ الدكتور بالارد ان تفادي ثلث هذه العوامل على الأقل بتغييرات في نمط الحياة يعني ان هناك خطوات يستطيع الجميع اتخاذها.
وأوضح رئيس فريق العلماء البروفيسور جيل ليفنغستون من كلية لندن الجامعية ان الخرف يُشخص في مرحلة الشيخوخة ولكن التغيرات التي تحدث في الدماغ تبدأ عادة قبل ذلك بسنوات وعوامل الخطر تكون موجودة طيلة حياة الفرد.
ويقول العلماء ان التعليم يقوي شبكات الدماغ والاحتياطي المعرفي ، أي قدرته على مواجهة التلف الناجم عن الخرف.
ويعتقد العلماء ان فقدان السمع يضعف الاحتياطي المعرفي بما يسببه من تغيرات بيولوجية في الجسم أو عزلة اجتماعية وكآبة وهما عاملان لهما علاقة قوية بالخرف. ويقلل الاقلاع عن التدخين من تعرض الدماغ الى سموم ويحسّن عمل القلب الذي يحسّن بدوره صحة الدماغ.
وقال الباحثون ان تقليل عوامل الخطر التسعة بنسبة 10 في المئة يمكن ان يخفض حالات الخرف في العالم بأكثر من مليون حالة.
اعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الديلي تلغراف". الأصل منشور على الرابط التالي
http://www.dailymail.co.uk/health/article-4712732/The-NINE-dementia-risk-factors-tackled.html
التعليقات