ناقشت صحف عربية أحداث الشغب التي شهدتها المباراة النهائيّة في البطولة العربية، التي جمعت فريقي الترجي التونسي والفيصلي الأردني، وانتهت بفوز الأول بنتيجة 3-2.
وانتهت المباراة بأحداث شغب بعدما هاجمت الجماهير الأردنية الحكم المصري، وهو ما دفع بقوات الأمن المصرية إلى اعتقال العشرات منهم، قبل أن تفرج عنهم في وقت لاحق.
وفيما أدان البعض الأحداث باعتبارها "غير لائقة"، انتقد آخرون أداء الحكم، قائلين إنه انحاز للترجي ضد الفيصلي.
"أفعال غير لائقة"
يقول رمزي الغزوي في "الدستور" الأردنية "أحزنني ما أصابنا. نحن خسرنا مرتين. خسارة عادية بهدف قد يكون غير صحيح، لأنه سُجل من وضعية تسلل واضحة. وخسرنا مرة ثانية بردة أفعال لاعبينا غير اللائقة. وهي خسارة ثقيلة مكعبة ستخلد طويلا في الوجدان... كان يمكن للفيصلي أن يبقى بنظرنا فائزاً حتى ولو لم يتسلم كأس التتويج. كان بإمكان لاعبيه أن ينقلوا صورتنا الحقيقية ومحبتنا للقيم السامية. كان يمكن أن يبقى فائزا بلعبه البطولي الكبير".
ويمضي الكاتب موضحاً "الصورة شوهت المعنى لكل رياضة. فما معنى أن تنطح الحكم، أو تتهجم عليه. وما معنى أن تكسّر مقاعد الملعب في بلد شقيق، ثم ما معنى أن تنطلق بعض جماهيرنا نحو سفارته في عمان".
ويضيف "علينا أن نعتذر عن تصرفنا ونلتزم بعدم تكرارها. ونعاقب كل لاعب طائش، ونحرم من أحدثوا شغبا في ملعب الإسكندرية من جمهورنا حضور مبارياتنا حتى يثوب إلى رشده".
على المنوال ذاته، يقول أسامة الغزالي حرب في "العرب اليوم" الأردنية إن النادي الفيصلي "بقدر ما كان مفاجأة البطولة العربية في أدائه الكروي، وخاصة بفوزه على النادي الأهلي المصري مرتين، بقدر ما كان سيئا للغاية في سلوكه في الملعب والذى تابعه الملايين على شاشة التليفزيون".
ويضيف الكاتب أن "ممارسات لاعبي ومسؤولي الفيصلي تتناقض تماما مع الروح الرياضية الحقة للملك عبد الله الذى هنأ فريقه على نحو سام ومتحضر، وجدير بأن يحتذى ويقتدى به".
من جهته، قال محمود معروف في "الجمهورية" المصرية إن "فريق الفيصلي فرحنا به وتعاطفنا معه وصفقنا للاعبيه باعتباره الفريق الوحيد الذي لم يخسر نقطة واحدة، لم يتعادل ولم يخسر".
ويستدرك الكاتب بالقول إن "هذه الصورة الجميلة والأداء العالي الرفيع تم تشويهها من لاعبي وإدارييي الفريق بالاعتراض والاعتداء على الحكم المصري إبراهيم نور الدين في بلده مصر. ولو حدث هذا من فريق مصري داخل دولة أخرى لمنعوا الفريق من مغادرة البلاد وتم سجن الإداري الذي قام بنطح الحكم".
"ضغط نفسي"
أما إبراهيم عبد المجيد القيسي فقد كتب في "الدستور" الأردنية قائلاً إن المباراة والبطولة ضاعت من الفيصلي "بطريقة ظالمة وبسبب خطأ في التحكيم، وهي النتيجة التي أخشاها منذ فوز النادي الفيصلي على النادي الأهلي وإخراجه من البطولة، ولا أقول هذا تشكيكا في المصريين على الإطلاق، بل أتحدث هنا عن الإثارة التي تكتنف هذه اللعبة العالمية والضغط النفسي الذي يجثم على كل الأطراف حتى المشجعين متواضعي الحماسة والتذوق لفنيات اللعبة".
ويقول عصام العبيدي في "الوفد" المصرية إن "المخطئ الأكبر في هذه الواقعة المؤسفة هو اتحاد الكرة (المصري) والذي أسند إدارة مباراة النهائي لحكم ينظر اليه الكثير من جماهير الكرة في مصر على أنه غير محايد ومنحاز للأهلي على الدوام. فكيف تسند إليه إدارة مباراة النهائي وأحد طرفيها عليه ثأر كروي للنادي الأهلي المصري بعد أن هزمه في المباراتين وتسبب في خروجه من البطولة".
ويضيف العبيدي أن "الوضع حساس وما كان ينبغي إسناد نهائي البطولة لهذا الحكم الذي تتجمع حوله العديد من علامات الاستفهام مما أفسد البطولة وأساء لصورة الرياضة العربية بأكملها".
وفي "الغد" الأردنية، يعتبر محمد أبو رمان أن "ثمّة أمر مريب في التحكيم في المباراة النهائية للبطولة العربية لكرة القدم، التي جرت في الاسكندرية... شعور لاعبي الفيصلي وجمهوره وإدارييه، ومعهم شريحة اجتماعية عريضة من الأردنيين، وربما العرب، بأنّ ظلماً كبيراً وقع على الفريق، وأنّ جهدهم وتعبهم اختُطف منهم، أدى إلى ما رأيناه من غضب وتشنّجات وحزن شديد في أوساط الجماهير الأردنية".
ويقول الكاتب "بأخذ بعين الاعتبار أن هنالك ظلماً غالباً وقع على الفريق، فإنّ تصرفات اللاعبين والإداري والجماهير لا يمكن تبريرها أو تقديم الأعذار لها، والمتضرر الأكبر مما حدث هو سمعة النادي الفيصلي نفسه، وسمعة الجماهير الأردنية".
التعليقات