«إيلاف» من لندن: فيما يوشك وفد المجلس الاعلى للاستفتاء في اقليم كردستان على الانتهاء من مباحثاته في بغداد، فقد ابلغ بارزاني قائدًا عسكريًا اميركيًا بارزًا أن الاقليم يتفهم قلق واشنطن من الاستفتاء على الانفصال، لكن عليها في المقابل تفهم قلقه من مستقبل الشراكة مع بغداد واحترام قراره وارادته.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده في اربيل رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني مع الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي والوفد المرافق، الذي ضم السفير الاميركي لدى العراق دوكلاس سيليمان والجنرال داونسيند قائد القوات الأميركية في العراق وكين كروس القنصل العام للولايات المتحدة في أربيل، وعدداً من المستشارين العسكريين للجيش الأميركي.
وقد بحث الجانبان مستجدات الحرب ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، وبهذا الصدد أبدى قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي تقديره لدور قوات البيشمركة في مواجهة داعش، وأكد بأن قوات التحالف مؤمنة تمامًا بأن الانتصارات التي تحققت في معركة تحرير الموصل لم تكن لتتحقق لولا وجود تنسيق وتعاون مع قوات البيشمركة ومع حكومة إقليم كردستان، كما قال بيان لرئاسة الاقليم الليلة الماضية اطلعت على نصه "إيلاف".
وقد سلط قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي خلال الاجتماع الضوء على المستجدات السياسية في المنطقة ومسألة تغيير موازين القوى فيها، وقدم شرحاً حول السياسة العامة للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا في الوقت الراهن وفي المستقبل. واشار الى مباحثات وفد المجلس الاعلى للاستفتاء في بغداد منذ ايام وتمنى بأن تتمخض هذه اللقاءات والمفاوضات عن نتائج إيجابية تصب في الصالح العام وتخدم الاستقرار، وأن يتم حل المشاكل المصيرية العالقة بين بغداد وأربيل عن طريق الحوار .
محاربة الإرهاب أولويات كردستان
ومن جهته، أكد بارزاني ان مواجهة ومحاربة الإرهاب هي إحدى أولويات إقليم كردستان .. منوهاً الى ان إجراء الاستفتاء في الاقليم لن يؤثر سلباً على الحرب ضد إرهابيي داعش، وإن الاقليم مستعد في كل الأوقات لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه ودحره وسيستمر في مواصلة التنسيق والتعاون مع دول التحالف والحكومة العراقية في هذا المجال.
وأوضح ان القيادة السياسية في إقليم كردستان تتفهم ملاحظات وقلق الولايات المتحدة من اجراء عملية الاستفتاء على الاستقلال والانفصال عن العراق .. مشددًا على ان عليها ايضا تفهم قلق شعب كردستان حيال مستقبل التعايش والشراكة مع الحكومة العراقية المركزية، وأن تحترم قراره وإرادته.
وكان وزير الخارجية الاميركي قد طلب من بارزاني خلال اتصال هاتفي الاسبوع الماضي تأجيل الإستفتاء المقرر اجراؤه في الإقليم في 25 من الشهر المقبل، وأكد على تأييد بلاده لإستمرار المباحثات والمفاوضات بين بغداد واربيل. ومن جهته، اوضح بارزاني ان الشراكة والتعايش السلمي، اللذين كانا يشكلان الهدف الرئيسي لاقليم كردستان مع دولة العراق في المراحل التاريخية المتعاقبة التي مر بها الجانبان، لم يتحققا، لذلك سيمضي شعب كردستان في طريقه وسيقرر مصيره .. وطرح على وزير الخارجية الأميركي سؤالاً مفاده : ما هي الضمانات التي من الممكن أن يتم تقديمها لشعب كردستان بمقابل تأجيله للإستفتاء؟ وماهي البدائل التي ستحل محل تقرير المصير لشعب كردستان؟.
يذكر ان الاستفتاء يواجه معارضة داخلية وخارجية، حيث حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مؤخرًا من المخاطر التي سيسببها الاستفتاء على العراق برمته ومن ضمنهم الاكراد مؤكدًا ان الانفصال غير شرعي ولا دستوري مشددًا على ان حكومته لن تتعامل معه .
وخارجيًا، فقد رفضت ايران وتركيا وبريطانيا والولايات المتحدة والمانيا وفرنسا استفتاء اقليم كردستان ..
كما اعرب الاتحاد الاوروبي عن تحفظه وحذره تجاه الاستفتاء، وقال متحدث باسم خدمة العمل الخارجي الاوروبي في تصريح صحافي "إن المصلحة العامة للشعب العراقي ككل ستتحقق على أفضل وجه في عراق موحد تعمل فيه جميع الاطراف المختلفة معاً لتحقيق الاستقرار الطويل الأجل للبلاد في هذه اللحظة الحاسمة".
التعليقات