نيويورك: دافع عدد كبير من الأساقفة الأميركيين عن أنفسهم الإثنين بعدما اتهم الأسقف المحافظ كارلو ماريا فيغانو البابا فرنسيس بأنه تجاهل عمدا تحذيرات متعلقة بتجاوزات جنسية ارتكبها الكاردينال تيودور ماكاريك.

وبين هؤلاء الكاردينال دونالد وريل من واشنطن، الأسقف السابق لبنسلفانيا الذي دفعه البعض إلى الإستقالة لأنه لم يقم بما يكفي من الإجراءات لمواجهة التجاوزات الجنسية الكثيفة للكهنة في هذه الولاية والتي ظهرت للعلن أخيرا.

وأكد في بيان أنه لم يتبلغ أبدا بالعقوبات التي اتخذها البابا بنديكتوس السادس عشر ضد الكاردينال ماكاريك. وهي عقوبات أشار إليها فيغانو في رسالته المفتوحة المنشورة السبت، متهما فيها البابا فرنسيس بأنه لم يطبقها.

وأكد الكاردينال وريل أيضا أن أحدا لم يبلغه منذ وجوده في واشنطن بتهمة التجاوزات الجنسية التي ارتكبها ماكاريك.

وأعرب رجل دين آخر في معسكر "التقدمييين" الأميركيين، هو أسقف نيوارك جوزف توبين، عن "حزنه وارتيابه" من ادعاءات فيغانو.

وكتب في بيان أن "أخطاء التصرف والتلميحات وأيديولوجيا الخوف من شهادته تعزز قناعتنا بأنه يجب علينا المضي قدما بحزم في حماية شبابنا والضعفاء من أي نوع من أنواع التجاوزات".

وطلب الكاردينال توبين الذي انضم إلى معسكر البابا، "تحقيقا دقيقا" حول ما أورده فيغانو، فيما ذهب الكاردينال وريل إلى حد الإيحاء بإجراء تحقيق حول مهمة فيغانو باعتباره سفير الفاتيكان في الولايات المتحدة.

وقال رئيس مؤتمر الأساقفة الأميركيين، الكاردينال دانيال ديناردو في هيوستن، إن اتهامات فيغانو تعزز ضرورة القيام بتحقيق "سريع وشامل" حول "أسباب التساهل فترة طويلة مع الأخطاء الأخلاقية الخطيرة لأخ أسقف (ماكاريك) ولم تعرقل تقدمه".

وأضاف أن "الأسئلة المطروحة تستحق أجوبة مقنعة تستند إلى أدلة، وإلا فإن أبرياء يمكن أن يتضرروا من اتهامات مغلوطة، والمذنبين يمكن أن يكرروا أخطاءهم السابقة".

وأعرب ديناردو ايضا عن "تلهفه للقاء مع البابا" ليقدم له "خطة تحرك" أعدها الأساقفة الأميركيون "من أجل تسهيل الإشارة إلى التجاوزات او السلوك السيئ للاساقفة".

وتأتي ردود الفعل هذه فيما رفض البابا التعليق على اتهامات فيغانو.

ووافق البابا أواخر تموز/يوليو على استقالة ماكاريك (88 عاما) الذي أوقف عن ممارسة نشاطه أواخر حزيران/يونيو بعد اتهامات بتجاوزات على مراهق تعود إلى عقود.