إيلاف من واشنطن: ضاق الكاتب الجمهوري بيتر وينر ذرعًا بما يراه من فساد دونالد ترمب، فكتب مهاجمًا الحزب الجمهوري الذي يداهنه، وصار شريكه في فساده، وفي تغليبه روح الصفقات المشبوهة على الثقافة السياسية الأميركية.
&
يرى بيتر وينر، الذي عمل في ثلاث إدارات جمهورية سابقة وهو أحد الكتّاب المساهمين في صفحة الرأي في "نيويورك تايمز"، أن لا التباس أبدًا بشأن العيوب في شخصية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكن السؤال كان دائمًا: إلى أي مدى سيتمادى في فساده؟ وهل من أفراد آخرين ومؤسسات أخرى ستتحداه أم تصبح شريكة في فساده؟
&
فساد متأصل

كتب وينر في "نيويورك تايمز" أنه حذر رفاقه الجمهوريين من ترمب، ودعاهم إلى رفضه ورفض ترشيحه للرئاسة، إذ خاف من أن نجاحه سيجعل الحزب الجمهوري على صورته هو، "وهذا ما حدث فعلًا في مجالات مثل حرية التجارة وحرية السوق وحجم الادارة الحكومية، وفي مواقف من الإثنية وسياسة الهوية البيضاء، وفي التزام اميركا تجاه حلفائها التقلديين، وفي نظرة الجمهوريين إلى روسيا وإلى أنظمة بغيضة مثل كوريا الشمالية. لكن ما من مجال استطاع ترمب أن يغير الحزب الجمهوري فيه مثلما غيَّره في الموقف من الأخلاق والقيادة السياسية".

أضاف وينر أن الشرف والنزاهة موضة قديمة بنظر الجمهوريين كما اتضح عندما وقف مايكل كوهين، محامي الرئيس لسنوات طويلة، أمام قوس المحكمة ليشير إلى ضلوع ترمب في نشاط إجرامي، في حين أدين بول مانافورت، الرئيس السابق لحملة ترمب الانتخابية، بالاحتيال المالي.

لاحظ وينر أن أغلبية الجمهوريين في الكونغرس التزمت الصمت أو دافعت عن ترمب، "وهذا انقلاب مذهل في حزب كان يتحدث بإيمان عميق عن أهمية القيادة الأخلاقية، الوفاء والنزاهة والشرف والكرامة والقدوة الحسنة، فيما اختار الوقوف مع أكثر الرؤساء فسادًا في الولايات المتحدة، ففساد ترمب متأصل فيه، وكان وهمًا الظن بأنه سيتحسن عندما يصبح رئيسًا".&
&
حقيقة ليست بحقيقة

يرى وينر&أن الضرر الأكبر هو الذي يلحق بالثقافة المدنية والسياسة الأميركية، "فترمب والحزب الجمهوري اليوم رمزان للفساد والخبث في الحياة السياسية الأميركية، وللرأي القائل إن القوة تصنع الحق، فرودي جولياني محامي ترمب يقول إن الحقيقة ليست الحقيقة، وبهذا يجرد الجمهوريون السياسة&من غايتها السامية ونبلها. صحيح أن المصلحة الذاتية عامل قائم دائمًا ولكن إذا كانت السياسة تعني السطوة بلا قيود اخلاقية وحكامًا يحكمون بموجب شريعة الغاب واميرًا يحكم مثل وحش، بحسب تعبير ماكيافيلي، فالصرح كله سينهار. ويجب التمييز بين قادة لديهم مثالب وقادة الفاسدين".

في ختام المقالة، يحذر وينر الجمهوريين من الاسوأ الآتي. وبفضل المحقق الخاص روبرت مولر، يُرفع الغطاء عن طبقات أعمق فأعمق من فساد ترمب. حينذاك، سيتمادى ترمب أكثر عندما يشعر بأنه محاصر، بحسب وينر، وسيصبح سلوكه أشد ضلالًا وفوضوية وجنونًا، "وستبقى أغلبية الجمهوريين التي راهنت على ترمب إلى جانبه، لكن السؤال هو: هل التخفيضات الضريبية ورفع الضوابط عن السوق وتعيين قضاة محافظين في المحكمة العليا مسائل تستحق دفع هذا الثمن الباهظ".&
&&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "نيويورك تايمز". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.nytimes.com/2018/08/25/opinion/sunday/corruption-donald-trump.html
&