عادت الحياة الطبيعية إلى محافظة البصرة صباح اليوم بعد ليلة من التظاهرات وانفلات الوضع الأمني جراء خروج تظاهرات ضد الفساد وتردي الخدمات في المحافظة الأغنى في العراق.

إيلاف من أمستردام: كان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أقال قائدي عمليات وشرطة المحافظة وأحالهما مع ضباط كبار على التحقيق وعيّن الفريق الركن رشيد فليح للعمليات اللواء جاسم البطاط لقيادة شرطة البصرة.

وقد أكدت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، صباح اليوم السبت، قرار العبادي. حيث صرح رئيس اللجنة جبار الساعدي لوكالة السومرية نيوز، أن "قرارًا مركزيًا صدر يقضي باستبدال قائد عمليات البصرة الفريق الركن جميل الشمري بالفريق الركن رشيد فليح نجم"، مبينًا أن "مدير عام مديرية شرطة البصرة اللواء جاسم حسين السعدي تقرر استبداله باللواء الركن جعفر صدام البطاط". ولفت الساعدي الى أن "استبدال القائدين هو إجراء تقليدي يندرج ضمن سياقات استبدال القادة".

وقالت مصادر أمنية عراقية اليوم إن القوات الأمنية لديها أوامر بالرد الصارم على أي محاولة إضرار بالممتلكات أو التجمعات غير الرخصة. وقال مكتب رئيس الوزراء اليوم إن مجلس الوزراء عقد اجتماع اليوم خاص بالبصرة ستصدر منه قرارات مهمة.&

رفع حظر التجوال
أقر شهود عيان من داخل البصرة عودة الحياة الطبيعية ورفع حظر التجوال عنها، والذي كان مفروضًا ليلة أمس، بعدما شهدت البصرة خلال الأيام الماضية موجة احتجاجات غير مسبوقة، تخللها إحراق مقار ومكاتب معظم الأحزاب والحركات السياسية، فضلًا عن إحراق مؤسسات حكومية، من أبرزها ديوان المحافظة، وإحراق القنصلية الإيرانية العامة، كما تم اقتحام مستشفى لتأهيل جرحى الحشد الشعبي، وتعرّضت دور بعض المسؤولين إلى محاولات اقتحام، وإحراق منازل بعض أعضاء مجلس النواب.

عرضت محطات تلفزة محلية مشاهد لشوارع البصرة وأسواقها اليوم السبت، مركزة على مشهد المارة والمتبضعين على مقربة من آثار الابنية والمؤسسات والمقار الحزبية التي تعرّضت إلى الحرق ليلة أمس الجمعة. وأفاد شهود عيان أن الحركة عادت إلى ما قبل التظاهرات، حيث ترابط سيارات الشرطة في مفارق الطرق، وفتحت المحال التجارية أبوابها أمام المتسوقين من أهالي البصرة.

من جانب آخر دعت قيادة شرطة البصرة إلى عدم تصديق ما يتم تداوله في مواقع التواصل الإجتماعي من شائعات، إلا بعد التأكد من مصداقيته عبر قنواتها الرسمية والمؤسسات الإعلامية الرصينة ومن مصادرها الرسمية.

كما أعيد فتح ميناء أم قصر فجر اليوم السبت، واستؤنفت كل العمليات، بعد مغادرة المحتجين مدخل الميناء، وذلك حسبما قال موظفون في الميناء ومصادر حكومية. وكانت كل العمليات قد توقفت في الميناء منذ الخميس الماضي بعدما أغلق محتجون مدخله.

نفي إيراني
على صعيدٍ متصل نفت السفارة الإيرانية في بغداد صحة الأنباء المتداولة بشأن دعوتها رعاياها إلى مغادرة البصرة بعد تعرّض قنصليتها في المدينة للحرق من قبل متظاهرين.

وقال مصدر مسؤول في السفارة الإيرانية لدى بغداد فضّل عدم الكشف عن اسمه لوسائل إعلام محلية إن "أنباء دعوة السفارة المواطنين الإيرانيين إلى مغادرة محافظة البصرة فورًا بسبب المظاهرات غير صحيحة".

قبل ذلك، أصدرت الخارجية الإيرانية، مساء أمس الجمعة، بيانًا بشأن تعرّض قنصليتها في البصرة لهجوم من قبل بعض المتظاهرين، أكدت فيه أن "استهداف البعثات الدبلوماسية أمر مرفوض ويضر بمصالح العراق وعلاقاته مع دول العالم".

وعبّرت الخارجية عن أسفها الشديد لوقوع الهجوم، مضيفة أنها تتفهم مطالب المتظاهرين في البصرة، لكن مهاجمة القنصلية "لا تتصل بشعارات التظاهر ولا المطالبة بالخدمات والماء".

9 قتلى
وزارة الصحة العراقية أعلنت حصيلة ضحايا ليلة أمس الجمعة المتضمنة ثلاثة قتلى وخمسين جريحًا، غالبيتهم من المتظاهرين واثنان من رجال الأمن. وقال بيان للوزارة اليوم إن الإصابات تراوحت بين الطلق الناري والاختناق. وبلغت حصيلة التظاهرات تسعة قتلى في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس.

يذكر أن محافظة البصرة المطلة على الخليج العربي والغنية بالنفط تعاني من تردي الخدمات منذ عام 2003، وقد زاد الوضع ترديًا بعد قطع إيران أحد مصبات الأنهار للمدينة وإيقاف تزويد المدينة بالكهرباء وفق اتفاق سابق مع الحكومة العراقية. فخرجت احتجاجات منذ نحو شهر بسبب تلوث مياه الشرب وزيادة ملوحتها وتقاعس الحكومتين الاتحادية والمحلية عن عملهما.&

ويعقد مجلس النواب العراقي غير المنتخب رئاسته بعد جلسة استثنائية حول مدينة البصرة سيحرضها رئيس الوزراء. قال مراقبون إنها ستكون خطابية فقط لعدم انتخاب هيئة رئاسة للبرلمان بعد.
&