أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تكريم 26 من الجزائريين الذين حاربوا في صفوف جيش الفرنسي ضد ثورة التحرير في بلادهم من 1954 إلى 1962، ومنحهم رتبة فارس في جوقة الشرف للدولة الفرنسية.
ويطلق على هؤلاء الجزائريين اسم الحركى. وقد تخلت السلطات الفرنسية عن عدد يتراوح بين 55 ألف إلى 75 ألف منهم بعد خروج الجيش الفرنسي من الجزائر عام 1962، وتعرض بعضهم إلى أعمال انتقامية من الجزائريين الذين يعتبرونهم خونة.
واستقبلت فرنسا بعد توقيع وقف الحرب من الحكومة الجزائرية المؤقتة نحو 60 ألف عنصر من "الحركى"، ووضعوا في مراكز إيواء، وظروف وصفت بأنها غير ملائمة.
وأعلن المرسوم الرئاسي الذي نشر الجمعة منح أعلى وسام في الدولة الفرنسية وهو جوقة الشرف لستة من هؤلاء المقاتلين وأحد مؤسسي جمعية تدافع عن حقوقهم.
وسيتلقى 19 آخرون وسام الاستحقاق قبل الاحتفال باليوم الوطني "للحركى" في فرنسا يوم 25 سبتمبر/ أيلول.
نقطة خلاف
ويشكل مصير الجزائريين الذين قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي ضد ثورة التحرير في بلادهم نقطة خلاف بين الجزائر وفرنسا لحساسيتها التاريخية.
فرنسا "تقر" باستخدام التعذيب خلال حرب استقلال الجزائر
فرنسا تقر بخذل المتطوعين الجزائريين في جيشها إبان ثورة التحرير
ولم تعترف السلطات الفرنسية بحرب الجزائر إلا في عام 2000 إذ كانت تسمي الحرب، التي دامت 7 أعوام وذهب ضحيتها أكثر من مليون قتيل، "أحداث الجزائر"، وتصف مهمة جيشها وأجهزتها الأمنية في الجزائر من 1954 إلى 1962 بأنها "عمليات حفظ النظام".
وأثار ماكرون العام الماضي الكثير من الانتقادات في الأوساط السياسية الفرنسية، وجمعيات الحركى، عندما صرح أن الاحتلال الفرنسي للجزائر كان "جريمة ضد الإنسانية".
واعترف الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي بأن الجيش الفرنسي وضع "نظاما" يسمح بالتعذيب من أجل قمع ثورة التحرير الجزائرية. وأقر بمسؤولية الدولة الفرنسية عن مقتل الناشط الشيوعي الفرنسي، موريس أودان، الذي اختفى عام 1957 بسبب تعاطفه مع الثورة الجزائرية.
التعليقات