الرباط: اهتمت بعض الصحف اليومية الصادرة الثلاثاء، وضمنها " المساء" بتنظيم الجزائر للمناورات الجوية والبرية الكبرى بالذخيرة الحية، على الحدود الجنوبية الغربية مع المغرب، التي أطلقت عليها اسما له دلالة رمزية، وهو "اكتساح 2018".

إيلاف المغرب من الرباط: ذكرت " المساء" أن هذه ثاني مناورات ضخمة يقوم بها النظام الجزائري خلال أقل من نصف عام، بعد مناورات " طوفان 2018"، التي نظمتها البحرية في أقصى شمال غرب البلاد، قرب الحدود المغربية في مايو الماضي، واعتبرها مراقبون محليون، أضخم مناورات في تاريخ الجزائر العسكري.

وقالت الصحيفة ذاتها، في ملف خاص على امتداد صفحة كاملة، تحت عنوان " اكتساح 2018"..هل تسعى الجزائر إلى إشعال الحرب مع المغرب؟"، إن من يعرف طريقة اشتغال العقل العسكري الجزائري، يعلم جيدا أن جميع تحركات مؤسسة الجيش تكون محملة برسائل للداخل والخارج، ولذلك يحرص على تغطية إعلامية واسعة لها، وأن تبرمج المؤسسة العسكرية ذاتها "تمرينات" عسكرية ضخمة، برسم العام الجاري على الجبهة الغربية مع المغرب لهو توجه يحمل العديد من الرسائل.

في أشرطة " الفيديو" التي صورت بإشراف من الجيش الجزائري، والتي اطلعت عليها " المساء"، تظهر دبابات وراجمات صواريخ وطوافات عسكرية جزائرية، وهي تشتبك في بيئة صحراوية قاحلة مع عدو وهمي تحت درجة حرارة تقارب الثلاثين مئوية، فتقذف هذا العدو بجحيم نيران ذخيرتها الحية، منها صواريخ &بعيدة المدى، تحت أنظار كبار قادة المؤسسة العسكرية، وعلى رأسهم الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش الجزائري.

واستحضارًا لمجموعة من المعطيات، أكدت الصحيفة ذاتها، أن الإعفاءات التي مست قادة النواحي العسكرية في الجزائر، استثنت أكثر الجنرالات عداء للمغرب.

وإمعانا في هذا العداء، وحسب ما نشره موقع جزائري معارض، فقد شكلت المناورات المعادية للمغرب، فرصة لتسليم قادة الجيش الجزائري لمليشيات جبهة البوليساريو &الانفصالية، (التي شارك بعض قادتها في المناورات) أسلحة متطورة تستعمل في حرب العصابات.

الملك للعثماني: لا حزب لي

أفادت صحيفة "أخبار اليوم" أن سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كشف لأعضاء برلمان حزبه (المجلس الوطني)، الذي اجتمع استثنائيا، السبت الماضي في مدينة بوزنيقة، &تفاصيل ما دار بينه وبين الملك محمد السادس، بعد إعفاء محمد بوسعيد من منصبه، كوزير للمالية.

وحسب مصدر للصحيفة حضر الاجتماع، فقد قال العثماني إنه اقترح على الملك اسمين لتعيين أحدهما وزيرًا بالنيابة، بعد إعفاء بوسعيد، أحد الاسمين المقترحين كان هو القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد القادر عمارة ، بينما لم يكشف العثماني عن الاسم الثاني.

وأوضح العثماني في رده على تدخلات أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية:" لما اقترحت الاسمين قال لي الملك، إن اخترت (...) سيقولون اخترته من الحزب ديالي (أي حزبي)، وأنا ليس لديّ حزب".

ورد العثماني، حسب ما نقله لأعضاء برلمان الحزب:" نحن أيضا حزبك"، فرد عليه الملك : " بالتأكيد وأنا أقول ذلك أيضا"، وطلب منه أن يخبر أعضاء الحزب بذلك.

بعد هذا النقاش، قال الملك، حسب الصحيفة، إن مقترح تولي عبد القادر عمارة المنصب موقتا مقترح جيد، فتم اعتماده، وتم استبعاد المقترح الآخر، الذي رجحت بعض المصادر أن يكون من حزب التجمع الوطني للأحرار.
وشدد العثماني على أنه لا توجد أزمة في الحزب، وقال:" من يريدون تصريف الأزمة لن يفلحوا في ذلك"، مضيفا " بالنسبة إلى الذين يطرحون الأسئلة عن سبب إعفاء بوسعيد، أقول إن الملك يمارس اختصاصاته".

معركة المناصب تقتحم البرلمان

في موضوعها الرئيس لصفحتها الأولى، تحدثت صحيفة "الأحداث المغربية" عن وقائع معركة المناصب التي اقتحمت البرلمان، مشيرة إلى أن جدل التعيينات في المناصب العليا لم يعد منحصرا بين بعض مكونات الأغلبية الحكومية، إثر اتهام حزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية بتبادل هدايا المناصب السامية التي يصادق عليها المجلس الحكومي، فقد اقتنص حزب الأصالة والمعاصرة (معارضة)، هذا الخلاف، وسعى لنقله إلى البرلمان.

وفي التفاصيل التي استعرضتها الصحيفة، أن النائب محمد ابدرار المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة طالب بتشكيل لجنة برلمانية لتقصي الحقائق، للوقوف على مدى احترام القانون بشأن التعيينات في المناصب العليا.

وتفجرت قضية تبادل هدايا التعيينات مع الدخول السياسي الذي شهد تعيينات في مناصب بقطاعات الصحة والتشغيل، هيمن عليها حزبا التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية، وهو ما جعل بعض قادة التحالف الحكومي لا يخفون في اجتماعات مكاتبهم السياسية تذمرهم مما وصفوه بالتحايل على مساطر التعيين في المناصب السامية، والتي تؤول في الغالب الأعم لشخص مقرب من الوزير الوصي على القطاع، وهو ما أصبح يثير الكثير من علامات الاستفهام حول تشكيل اللجان، التي تسهر على اختيار الملفات والمرشحين.

ووفق الخبر ذاته، فقد ازدادت حدة الجدل بعد أن انضم التجمع الوطني للأحرار إلى قائمة &المستفيدين من هدايا التعيينات، بعد مصادقة المجلس الحكومي على اقتراح عزيز أخنوش، الأمين العام للحزب، بتعيين ابراهيم حافيدي، رئيس جهة سوس ماسة، والمنسق الإقليمي للحزب بأكادير، (جنوب المغرب)، مديرا عاما للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان.

وحسب ما علمته " الأحداث المغربية"، فإن هذه التعيينات تهدد تماسك الأغلبية بشكل قوي، خاصة بعد أن أصبحت مثار الكثير من التساؤلات داخل البرلمان، وداخل المكاتب السياسية للأحزاب، سواء المشاركة في الحكومة، أو التي توجد في صفوف المعارضة، إذ ينتظر أن يدخل حزب الاستقلال بدوره على خط المطالبة بتوضيحات حول مسألة التعيينات.

هجرة الشباب متواصلة.. والحكومة خارج التغطية

انسجاما مع خطها التحريري، انتقدت صحيفة " العلم" الحكومة المغربية، على خلفية تزايد أفواج الشباب الذين يهاجرون عبر القوارب نحو اسبانيا، في مغامرة فوق أمواج البحر محفوفة بخطر الغرق والموت.
وسجلت الصحيفة الناطقة بلسان حزب الاستقلال المعارض، أن مواقع التواصل الاجتماعي عجت خلال الفترة الأخيرة &بعشرات الأشرطة المصورة التي توثق لعمليات الإبحار بصفة مباشرة لعشرات الشبان المغاربة، بمن فيهم الإناث والقاصرون.

وعلقت " العلم" على أداء الحكومة في هذا المجال، قائلة إنها غير آبهة إطلاقا بتبعات وعواقب ظاهرة الهجرة التي بدأت تشكل هاجس الحياة، وهدف الوجود بالنسبة لشريحة واسعة من رجال الغد.

وخلصت الصحيفة إلى القول إن الحكومة المغربية تمعن في مقاربة ملف الهجرة السرية من زاوية أمنية حادة، وتوظفه في ضبط ميزان علاقاتها مع المجموعة الأوروبية، غير عابئة بالأثر الإنساني والاجتماعي لتلك الصور والمقاطع المأساوية الصادمة لوجدان المغاربة والجارحة حد الخشونة لشعورهم الجماعي "بالانتماء إلى وطن تجحد حكومته إلى هذه الدرجة حقوق وسلامة ثلث سكانه".