القدس: وجهت محكمة عسكرية اسرائيلية الاثنين 12 تهمة الى الفلسطينية عهد التميمي (16 عاما) التي ضربت جنديين اسرائيليين في شريط فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في ديسمبر، ومددت اعتقالها اسبوعا، بحسب ما اعلنت محاميتها.
وقالت المحامية غابي لاسكي لوكالة فرانس برس انه تم تمديد اعتقال موكلتها بعد توجيه 12 تهمة اليها.
وقالت لاسكي ان التهم تتعلق بستة حوادث منفصلة، بما فيها التحريض والتهديد والقاء الحجارة.
وتم ايضا توجيه خمس تهم لوالدتها ناريمان، اضافة الى تهم لقريبتها نور.
وتم ايضا تمديد اعتقال عهد وناريمان حتى 8 يناير على الاقل، على ان تعقد في هذا التاريخ جلسة استماع اخرى.
واشارت لاسكي الى ان الادعاء يطالب بابقائهن محتجزات الى حين انتهاء المحاكمة.
ومن المقرر اطلاق سراح نور التميمي بكفالة قيمتها 5000 شيكل (1400 دولار اميركي) بعد ظهر الثلاثاء، في حال عدم تقديم الادعاء اي استئناف ضد ذلك.
واقتربت كل من عهد ونور في 15 ديسمبر الماضي، من جنديين يستندان الى جدار في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة، وراحتا تدفعانهما قبل ان تقوما بركلهما وصفعهما وتوجيه لكمات لهما.
واعتقلت عهد ووالدتها في 19 ديسمبر.
واعتقلت نور التميمي في 20 ديسمبر. ووجهت اليها النيابة العسكرية الاثنين تهما بالاعتداء مع الضرب على جندي، وازعاج الجنديين اثناء ادائهما واجبهما، بحسب لائحة الاتهام.
ويظهر التسجيل الذي انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام الاسرائيلية ان الجنديين المسلحين لم يردا على الفتاتين، وتراجعا الى الخلف، بينما حاولت ناريمان، والدة عهد، التدخل، في مسعى لدفع الجنود الى مغادرة مدخل المنزل.
ووقعت الحادث في يوم من الاشتباكات في انحاء الضفة الغربية ضد قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل.
ويومها اصيب فتى من عائلة التميمي بالرصاص المطاطي في رأسه خلال الاحتجاجات، بحسب العائلة.
وتتقدم عائلة التميمي التظاهرات الاسبوعية في قرية النبي صالح.
رمز للمقاومة الشعبية
ولدت عهد باسم التميمي في عام 2001 في قرية النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة. والدها ناشط معروف يقود تظاهرات أسبوعية في قريته النبي صالح احتجاجا على استيلاء المستوطنين على أراضي القرية. وسجنته اسرائيل لسنوات عدة.
واصبحت الفتاة بشعرها الاشقر المجعد شخصية مكروهة في الدولة العبرية، ورمزا للمقاومة الشعبية الفلسطينية.
ووصفت وسائل الاعلام الاسرائيلية عهد، التي ما زالت طالبة في الثانوية العامة في احد المدارس في مدينة رام الله الفلسطينية، بأنها "مستفزة".
وتاريخ عهد في مواجهة الجيش الاسرائيلي يعود الى طفولتها. كانت لا تزال في الحادية عشرة من عمرها عندما استقبلها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان عام 2012، وكان يشغل آنذاك منصب رئيس الوزراء، بعد انتشار شريط فيديو تظهر فيه وهي تحاول منع الجيش الاسرائيلي من اعتقال طفل من عائلتها.
وظهرت الطفلة في حينه وهي تمسك بجندي اسرائيلي مع نساء من عائلتها من دون أي خوف او تردد، في محاولة لانقاذ الفتى من قبضة الجندي.
وقالت لاسكي ان قرار النيابة العسكرية توجيه اتهامات للفتاة لا تشمل فقط قضية الفيديو بل قضايا سابقة هو امر "غريب" في مسعى لضمان ان تمضي حكما طويلا بالسجن.
واضافت لوكالة فرانس برس "منذ ان اصبحت عهد رمزا للمقاومة، ارادوا اللجوء الى طريقة لابقائها في الاحتجاز لفترة طويلة".
واوضحت انه لم يتح لها الوقت لدراسة كافة الاتهامات والادلة التي قدمها الادعاء العسكري، مشيرة الى أنه ليس بامكانها تحديد فترة الحكم الذي قد يصدر بحق التميمي، والتي تحاكم كقاصر في محكمة عسكرية اسرائيلية.
ولكنها اعربت عن تخوفها من ارسالها الى السجن "لفترة طويلة".
وكان والدها باسم اعرب بدوره الاسبوع الماضي عن تخوفه من هذا الامر، لافتا الى ان المسألة اصبحت "قضية رأي عام" في اسرائيل.
التعليقات