اسطنبول: افادت مصادر دبلوماسية تركية ان وزارة الخارجية التركية استدعت الثلاثاء سفيري ايران وروسيا في انقرة للاحتجاج على الهجوم الذي يشنه النظام السوري على محافظة ادلب في شمال غرب سوريا.
والمعلوم ان تركيا الداعمة للفصائل السورية المعارضة تتعاون مع طهران وموسكو الداعمتين للنظام بشأن السعي الى التوصل الى حل للنزاع السوري.
وافادت مصادر في وزارة الخارجية التركية ان انقرة استدعت الثلاثاء سفيري روسيا وايران لابلاغهما "استيائها" مما تعتبره "خرقا لحدود منطقة خفض التوتر في ادلب"، والتي اقرت بناء على اتفاق بين تركيا وايران وروسيا. واضافت المصادر نفسها انه طلب من السفير الروسي ابلاغ موسكو بضرورة التدخل لدى النظام السوري لوقف عمليات القصف.
وكانت تركيا اتهمت الثلاثاء النظام السوري باستهداف مقاتلي المعارضة "المعتدلة" تحت غطاء العملية العسكرية ضد الجهاديين معتبرة ان هذه التطورات يمكن ان "تقوّض" المساعي الهادفة إلى انهاء النزاع.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو انه "تحت غطاء مكافحة جبهة النصرة (سابقا)، تستهدف قوات النظام ايضا المقاتلين المعتدلين" في محافظة ادلب المجاورة للحدود مع تركيا، حسب ما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول الحكومية.
تابع تشاوش اوغلو ردا على سؤال حول هجوم النظام السوري بدعم جوي من روسيا على ريف ادلب الجنوبي الشرقي "مثل هذا الموقف يمكن ان يقوض عملية التسوية السياسية" للنزاع.
وتشن قوات النظام منذ 25 ديسمبر هجوماً للسيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، المحافظة الوحيدة الخارجة عن سلطة دمشق وتسيطر عليها بشكل رئيس "هيئة تحرير الشام".
يأتي هجوم القوات السورية قبل اسابيع فقط من عقد اجتماع يومي 29 و30 يناير الحالي يضم ممثلين عن النظام والمعارضة في منتجع سوتشي الروسي، على امل التوصل الى حل للنزاع الذي أوقع أكثر من 340 الف قتيل منذ اندلاعه في 2011. وشدد تشاوش اوغلو ان "الذين سيتوجهون الى سوتشي يجب الا يقوموا بذلك".
وقبل بدء العملية العسكرية للنظام السوري، نشرت تركيا قوات في محافظة ادلب لاقامة مراكز مراقبة في اطار "مناطق خفض التوتر" التي تم الاتفاق بشأنها بين موسكو وانقرة وطهران. وترفض انقرة أي مشاركة لوحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديموقراطية في محادثات سوتشي.
وتدور نقطة الخلاف الاخرى بين انقرة وموسكو حول مصير الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواصل نظيره التركي رجب طيب اردوغان المطالبة بتنحيه مستبعدا اي حل طالما لا يزال في السلطة.
التعليقات