ريو دي جانيرو: تعتبر البرازيل التي ستنتخب رئيسها في 7 و28 تشرين الأول/اكتوبر في اقتراع يصعب التكهن بنتيجته دولة بحجم قارة، واحد اكبر مصدري المواد الأولية، لكن العديد من فضائح فساد طبعت الحياة السياسية في هذا البلد خلال السنوات الأخيرة.

رئة كوكب الارض

تمتد البرازيل المعروفة بشواطئها الجميلة، على مسافة 7400 كلم من السواحل على المحيط الاطلسي. وهي البلد الوحيد الناطق بالبرتغالية في أميركا الجنوبية وتتقاسم حدودا مع كافة دول القارة تقريبا باستثناء تشيلي والاكوادور.

وتغطي مساحتها البالغة 8,5 ملايين كلم مربعا نصف أميركا الجنوبية. وفي البرازيل معظم غابة الأماوزن التي تعتبر الرئة الخضراء لكوكب الأرض.

وينقسم سكانها البالغ عددهم 208 ملايين نسمة بين 47,1 بالمئة من الهجناء و43,1 بالمئة من البيض و8,8 بالمئة من السود، بحسب المعهد البرازيلي للجغرافيا والاحصاء للفصل الثاني من العام 2018.

وهي اكبر بلد كاتوليكي في العالم. واستقبلت عشرات آلاف الفنزويليين الفارين من بلادهم وسط توتر.

ملكية، دكتاتورية وديمقراطية

وكانت البرازيل تحت سيطرة من البرتغال منذ العام 1500 واصبحت ملكية مستقلة عام 1822 ثم جمهورية في العام 1889. والغيت العبودية عام 1888. وحكمت دكتاتورية عسكرية هذا البلدي بين عامي 1964 و1985.

وفي العام 2003 بات لويس ايناسيو دا سيلفا من حزب العمال أول رئيس يساري للبرازيل. وأعيد انتخابه عام 2006. وبفضل برامجه الاجتماعية خرج 29 مليون برازيلي من حالة البؤس.

وفي السنوات الأخيرة شهدت الحياة السياسية تقلبات كبيرة. فقد تمت اقالة أول امرأة تتولى الرئاسة ديلما روسيف (20102014) عام 2016 بعد اتهامها بتلاعب في حسابات عامة.

ولم يتقدم سلفها ميشال تامر الذي نجا من اقالة رغم فضائح فساد، مجددا للانتخابات بسبب تدني قياسي في شعبيته. كما رفض القضاء ترشيح لولا الذي ظل لفترة طويلة الاوفر حظا رغم سجنه في نيسان/ابريل بتهمة فساد.

ولم يسلم أي حزب كبير من فضيحة الفساد الهائلة التي انكشفت عام 2014 وتتعلق بصفقات عامة لشركة النفط العامة بتروبراس.

الاقتصاد الاول في أميركا اللاتينية

وتواجه البرازيل التي شهدت ركودا تاريخيا مع تراجع بنسبة 3,5 بالمئة في الناتج الاجمالي عامي 2015 و2016، صعوبات في العودة الى نسق نمو متين. ونما اقتصادها في 2017 بنسبة 1 بالمئة وخفضت الحكومة توقعاتها لعام 2018 الى 1,6 بالمئة. وتعرض النشاط الاقتصادي للعرقلة بسبب اضراب سائقي شاحنات النقل وعدم وضوح الرؤية بالنسبة للانتخابات الرئاسية ما أدى الى تراجع العملة الوطنية "الريال".

والبرازيل اكبر اقتصاد في اميركا اللاتينية وتعتمد على مواد طبيعية ضخمة وقطاع صناعي حيوي (صناعة السيارات والطيران والأدوات المنزلية والنسيج ..).

كما انها احد اهم منتجي ومصدري القهوة والسكر وعصير البرتقال والايثانول والحديد والصويا ولحم الابقار والدواجن، في العالم. ويجذب كرنفالها المتميز بمسابقات مدارس السامبا، الكثير من السياح سنويا.

انعدام المساواة وعنف

البرازيل هي تاسع بلد في العالم في ترتيب الدول لجهة الفوارق الاجتماعية، بحسب البنك الدولي مع آلاف مدن الصفيح التي يوجد مئات منها في ريو دي جانيرو.

وهي أيضا بين احدى أعنف دول العالم مع عدد قياسي من 63880 جريمة قتل عام 2017 (30,8 حالة لكل مئة الف نسمة)، بحسب منظمة منتدى الأمن العام غير الحكومية التي أحصت ايضا نحو 60 الف حالة اغتصاب في العام ذاته واكثر من 600 حالة عنف منزلي يوميا.

بلد كرة القدم والرقص

البرازيل بلد مهم بالنسبة لكرة القدم والوحيد الذي نال خمس مرات كأس العالم (1958 و1962 و1970 و1994 و2002). ومن أشهر نجومها لكرة القدم "الملك" بيليه ونيمار.

كما تتميز البرازيل أيضا بالموسيقى والرقص من السامبا الى الفونك مرورا ببوسا نوفا والجاز. وبين موسيقييها العالميين المشهورين شيكو بواركي وكايتانو فيلوسو وجيلبيرتو جيل وبين الأحدث مغنية الفونك انيتا احدى النجمات الاكثر متابعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي.