إيلاف من نيويورك: فتح أحد الكرادلة البارزين في العالم، النار على البابا فرنسيس موجها اليه انتقادات حادة وعنيفة على خلفية الاتفاق الذي وُقع مؤخرا بين الصين والفاتيكان.

الكاردينال الصيني جوزف زين شن هجوما واسعا على هذا الاتفاق في مقالة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز، حيث اعتبر ان بند تسمية الأساقفة ينص على إبادة الكنيسة الكاثوليكية، مؤكدا، "ان من نتائج الاتفاق الجديد قمع الأساقفة الجيدين للكنيسة السرية المخلصين لروما".

الاتفاق ينص على اعتراف الفاتيكان بشرعية الأساقفة المعينين من قبل الحكومة الصينية، علما بأن الأخيرة تواجه اتهامات باتباع أساليب قمعية في مواجهة ما يُعرف بأتباع الكنيسة السرية في الصين.

متعاطف مع الشيوعيين

زين صوب كثيرا على البابا فرنسيس في مقاله انطلاقا من العنوان، حيث أشار الى ان البابا لا يفهم الصين، لافتا "إلى ان الصفقة التي تمت هي ثمرة سذاجته"... وكتب يقول "ربما يكون لدى فرنسيس تعاطف طبيعي مع الشيوعيين، فهم بالنسبة اليه مضطهدون".

معارضٌ للراسمالية

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن شيوعية البابا فرنسيس بعدما سبق له وان هاجم الرأسمالية، الأمر الذي لقي ترحيبا من الرئيس الكوبي راؤول كاسترو الذي أشاد بمواقف وجهود البابا في اصلاح العلاقات الأميركية الكوبية، ووصل به الامر حد القول، "إذا واصل البابا طريقه، سأعود لأصلي وسأعود إلى الكنيسة - أنا لا أمزح".

إبادة الكنيسة السرية

وأضاف اسقف هونغ كونغ السابق "في الوقت الذي يقول فيه أنصار الاتفاق إنه يحقق الوحدة بعد تقسيم طويل الأمد بين الكنيسة السرية الموالية للبابا والكنيسة "الرسمية" التي وافقت عليها السلطات الصينية، إلا أنه في الواقع خطوة كبيرة نحو إبادة الكنيسة الحقيقية"، متابعا، "لا يبدو أن البابا فرنسيس، الأرجنتيني، يفهم الشيوعيين ربما بسبب تجربته في أميركا الجنوبية حيث يراهم كمدافعين عن الفقراء ضد الظالمين".

لا اتفاق جيدا مع المستبدين

زين أعاد التذكير بما حدث بعد قطاع العلاقات بين الفاتيكان والصين في خمسينيات القرن الماضي، حيث قال "تم اعتقال الكاثوليك وغيرهم من المؤمنين وأُرسلوا إلى معسكرات العمل"، وأضاف "عدت إلى الصين في عام 1974 خلال الثورة الثقافية. كان الوضع فظيعًا يفوق الخيال. أمة كاملة تحت العبودية. ننسى هذه الأشياء بسهولة بالغة، وننسى أيضا أنه لا يمكن أبدا أن يكون هناك اتفاق جيد حقا مع نظام استبدادي".

مهتم بالنجاح الدبلوماسي

ورأى، "ان بداية النهاية حدثت عام 2002 عندما تم استبدال الكاردينال جوزيف تومكو -الذي فهم الشيوعية- بشاب إيطالي لا يمتلك أي خبرة خارجية، وذلك للإشراف على أعمال الكنيسة التبشيرية الدولية"، متابعا "كنت من بين أولئك الذين صفقوا لقرار فرنسيس بتعيين بيترو بارولين كوزير للخارجية في عام 2013 لكنني أعتقد الآن أن الكاردينال بارولين لا يهتم بالكنيسة أكثر من اهتمامه بالنجاح الدبلوماسي، وهدفه النهائي هو استعادة العلاقات الرسمية بين الفاتيكان وبكين".