كفر دريان: غداة العاصفة الجوية التي تعرضت لها سوريا، تجهد أم محمد لتثبيت خيمتها وعزلها عن المياه التي تجمعت داخل مخيم عشوائي للنازحين في محافظة ادلب قرب الحدود التركية.

وأدت العاصفة التي تضرب سوريا ودولاً مجاورة الى تضرر العديد من الخيم واقتلاع بعضها الآخر بالكامل، بينما حولت الأمطار أرض المخيم الترابية الى مستنقع كبير من الوحول.

وتظهر صور التقطها مصور فرانس برس الجمعة في مخيم الفاروق في قرية كفر دريان، أم محمد الخمسينية وهي تحفر بمعول ما يشبه قناة في محاولة لجمع المياه فيها وضمان عدم تسربها الى خيمتها المتواضعة التي وضعت عليها أغطية من الصوف والقماش.

وفي صورة أخرى، تملأ المراة التي ترتدي ثوباً بنياً فضفاضاً وتغطي رأسها بمنديل، التراب داخل كيس من القماش الأبيض بمساعدة زوجها بينما يعاونها طفل في عملية الحفر. وتظهر في صورة ثالثة بينما تجر عربة محملة بالتراب في المخيم.

وتقول أم محمد لوكالة فرانس برس بعدما تنتهي من جمع قطع من القماش عبر خياطتها لوضعها على الخيمة بهدف تثبيتها "أتانا المطر ونحن نقيم داخل خيم فوقها بطانيات".

وتضيف "تكاد (الخيمة) تطير من فوقنا.. وليس بمقدور الناس أن تفعل شيئاً" موضحة أنهم منذ مطلع العام لم يتلقوا أي مساعدات ولم تات أي منظمة.

ويؤوي هذا المخيم العشوائي قرب الحدود التركية أكثر من 300 نازح، فاقمت العاصفة الجوية معاناة المقيمين فيه.

وتنتشر على طول الحدود مع تركيا عشرات المخيمات وغالبيتها عشوائية في مناطق جرداء. وتؤوي عشرات آلاف النازحين من مناطق عدة في ادلب ومن محافظات مجاورة، يعشيون في ظروف صعبة خصوصاً في فصل الشتاء.

ويلهو أطفال بعضهم حفاة وآخرون يرتدون أحذية صيفية بلاستيكية بين الخيم فوق أرض المخيم الترابية والتي حولتها الأمطار الى مستنقعات من المياه والوحول.

وتعمل امراة أخرى على تعبئة أكياس بالتراب ووضعها مع حجارة قرب الخيمة في محاولة لتدعيمها والحؤول دون تطايرها.

وأدت سرعة الرياح الى تطاير احدى الخيم بالكامل. ولم يبق منها الا هيكلها الحديدي وفق ما تظهر صورة لفرانس برس.&

وتقول أم تركي التي انتقلت للاقامة في خيمة جيرانها "منذ أن بدأ تساقط المطر، طارت خيمتي". وتضيف بحسرة "لم يساعدنا أحد... وليس بمقدورنا أن نعيد تأهيلها. هذه حالنا