الرباط: حذر حزب الاستقلال المغربي المعارض من تعطيل المسار الديمقراطي بالبلاد ، وتراجع الحريات العامة وهشاشة الحقوق، وانتقد عدم قدرة حكومة سعد الدين العثماني على التمثل "الديمقراطي لروح وجوهر الدستور في تنزيل قوانينه التنظيمية".

واعتبر المجلس الوطني لحزب الاستقلال (برلمان الحزب) في البيان الختامي للدورة التي عقدها السبت، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أن تراجع الحريات العامة وهشاشة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، واستمرار الالتفاف حول مخرجات العملية الانتخابية يساهم في "النفور من العمل السياسي ويضعف منسوب الثقة في ديمقراطيتنا الناشئة".&

ودعا الحزب الذي يقوده نزار بركة، إلى تعاقد "سياسي جديد عبر إقرار إصلاحات سياسية ومؤسساتية وديمقراطية متوافق حولها، تكون محورا لكل التعاقدات المجتمعية، ومدخلا حاسما لتثبيت الديمقراطية الحقة، باعتبارها المدخل الأساسي للمشروع التنموي الجديد".&

كما طالب "الاستقلال" بفتح نقاش عمومي من أجل "مراجعة القانون التنظيمي للأحزاب السياسية في أفق تأهيلها للقيام بأدوارها الدستورية في تأطير المواطنين"، كما دعا إلى التفكير في "مراجعة نمط الاقتراع، والتقطيع الانتخابي، ومدونة الانتخابات، والبحث في إقرار مصالحة المواطن مع السياسية".&

ووجه برلمان الاستقلال الدعوة إلى كافة القوى الحية من أجل "الالتفاف حول لحظة سياسية توافقية كبرى، بعيدا عن التدافع والتصادم، لتحصين المكتسبات وتجديد الالتزام الجماعي بروح ومسار الإصلاح، وتعطي إشارات سياسية قوية بأجندة واضحة للمرحلة القادمة، من شأنها استعادة الثقة في السياسة ومؤسساتها"، وذلك في انتقاد واضح للحكومة والتجاذبات التي تشهدها بين مكوناتها.

&

&

&

ونبه الحكومة أيضا، إلى "خطورة الحالة الاجتماعية والاقتصادية ببلادنا، في ظل تقاعسها وعدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها، وغياب أي رؤية استراتيجية واستباقية في تدبير الشأن العام و السياسات العمومية"، كما انتقد "عدم قدرتها على القيام بالإصلاحات الهيكلية الكبرى، وبطئ زمن الإصلاح، وانشغالها بتدبير الصراعات بين مكوناتها"، لافتا إلى أن هذا الأمر الذي أفرز "حالة من الترهل الحكومي، والاحتقان السياسي والاجتماعي غير المسبوق تترجمه مختلف الاحتجاجات في العديد من مناطق المغرب، وعودة شبح الهجرة السرية وهجرة الأدمغة المغربية".&

وزاد مهاجما الحكومة "نسجل بكل أسف عدم تحمل الحكومة لمسؤوليتها، وضعف قدرتها على الاستجابة للرهانات الاجتماعية والاقتصادية ببلادنا، وتلكئها في استكمال منظومة الإصلاحات المؤسساتية والهيكلية التي جاء بها روح ونص دستور 2011، والاكتفاء فقط بتصريف بعض التدابير المحدودة الأثر"، كما سجل افتقارها إلى "البعد الاستراتيجي والمقاربة الاستباقية لمعالجة الأزمات، وهشاشة الحلول التي تقدمها"، حسب المصدر ذاته.

وأدان "الاستقلال" بشدة "الأعمال والممارسات التي تتخذ من التظاهر السلمي كحق دستوري مطية من أجل التطاول على المؤسسات والمس بالثوابت الوطنية أو ترديد بعض الشعارات الماسة بالشعور الوطني ويعتبرها عملا مرفوضا أخلاقيا وسياسيا"، كما دعا إلى التصدي لكل المشاريع "الهدامة التي تستهدف هوية ومنظومة قيم وثوابت المغاربة".&

كما استنكر إصرار بعض الجهات، دون أن يسميها على استهداف "وحدة وتماسك المجتمع المغربي ووحدة هويته وتنوعها ومحاولة اصطناع الصراع بين اللغتين العربية والأمازيغية"، كما اتهمها بالسعي واء نشر "التفرقة ووضع التقاطبات الثقافية الزائفة التي تقض المواطنات والمواطنين في أمنهم الروحي وهويتهم الموحدة في إطار الثوابت الوطنية الجامعة".&

وبخصوص قضية الصحراء، أكد حزب الإستقلال أن أي حل للقضية "لا يمكن أن يكون إلا في إطار السيادة المغربية الكاملة، واعتبر أن المملكة ظلت "دائما متمسكة بالعملية السياسية لتسوية هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية"، كما عبر عن استنكاره ل"كل المحاولات الرامية إلى الانحراف بمسار التسوية السياسية لهذه القضية، بإقحام جهات ومؤسسات إقليمية وأوربية في هذا الملف".

واعتبر الحزب المعارض أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن بصفة خاصة هو "الجهة الوحيدة الموكول لها بمقتضى القانون الدولي والمرجعيات المعتمدة، رعاية مسار التسوية، وأن أي حياد عن هذا الخيار سيزيد من تعقيد و تأخير إيجاد حل نهائي لهذا النزاع المفتعل"، ودعا الفرقاء السياسيين والقوى الحية لإحداث "جبهة سياسية لتوحيد المبادرات التي التزم بها إعلان العيون، على مستوى تقوية الجبهة الداخلية والديبلوماسية الموازية والشعبية المؤثرة".&

كما دعا الحزب ذاته، إلى مواصلة تنفيذ النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية من أجل الاستجابة ل"الحاجيات الاقتصادية والرهانات الاجتماعية وتوفير فرص الشغل وتحقيق شروط العيش الكريم للمواطنين وضمان استفادة الساكنة من الثروة، وإعطاء الصدارة للأقاليم الجنوبية في تنزيل الجهوية المتقدمة والتسريع بذلك في أفق منح الحكم الذاتي لهذه الأقاليم تحت السيادة المغربية".