دونيتسك: أدلى سكّان المنطقتين الانفصاليّتين في شرق أوكرانيا اللتين تحظيان بدعم موسكو الأحد بأصواتهم في انتخابات لاختيار قادتهم، على الرغم من تحذيرات كييف والغرب اللذين اعتبروها "غير شرعية".

يهدف الاقتراع إلى انتخاب "رئيسين" و"نوّاب" في "الجمهوريّتين الشعبيّتين" اللتين أعلنهما المتمرّدون من جانب واحد في دونيتسك ولوغانسك، الخارجتين منذ أربع سنوات عن سلطة كييف.

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في بيان مشترك الأحد أنّ هذه الانتخابات "غير قانونية وغير شرعية". وقال ماكرون وميركل في بيان أعقب اجتماعهما مع الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو على هامش احتفالات المئوية الأولى لانتهاء الحرب العالمية الأولى، إنّ "هذه المسمّاة انتخابات تنال من وحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".

تُعزّز الانتخابات التي نُظّمت وسط انتشار مسلّح، وتخلّلها توزيع بطاقات يانصيب، انفصال هذه الأراضي عن باقي أوكرانيا، وتسعى إلى إضفاء طابع شرعي على قادتها الجدد، بينما عمليّة السلام متوقفة، والصدامات تحصد مزيداً من الضحايا في النزاع الذي أسفر عن سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل منذ اندلاعه، حسب الأمم المتحدة.

وقال دنيس بوشيلين زعيم "جمهورية دونيتسك" بالإنابة، وعمره 37 عامًا، أمام تجمّع لأنصاره "برهنّا للعالم أجمع أننا قادرين ليس فقط على خوض الحرب، وإنما على بناء دولة". أضاف "لا تزال لدينا معارك نخوضها ضد عدوّ شيمه الغدر والوحشية"، في إشارة إلى حكومة كييف.

وأغلقت مكاتب الاقتراع في الخامسة مساء بتوقيت غرينتش، وبلغت نسبة المشاركة 80 و77% في دونيتسك ولوغانسك تباعًا، وفق سلطاتهما. وبالقرب من مكاتب اقتراع في دونيتسك، تمركز عسكريّون ملثّمون ومسلّحون، وفق مراسلي فرانس برس.

لم تردّ اللجنة الانتخابية في دونيتسك في الأيام الأخيرة على سؤال فرانس برس عن عدد الناخبين في المنطقة.

رشاشات روسية
أثار الإعلان عن هذه الانتخابات احتجاجاتٍ كبيرة من كييف والغربيين الذين يرون يداً لموسكو فيها، ويعتبرونها مخالفة لاتفاقات مينسك للسلام. وقال الرئيس الأوكراني بوروشينكو مساء السبت "إنّها تنظّم تحت فوهات الرشاشات الروسية في أراض محتلة". ودعت كييف الى عقوبات غربية جديدة ضدّ موسكو.

وقال المبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كورت فولكر إنّه "بدلاً من تطبيق اتفاقيّات مينسك والتحرّك نحو السلام، فإنّ روسيا ترسّخ الوضع القائم من خلال +انتخابات+ مزورة". من جهتها، قالت وزيرة خارجيّة الاتّحاد الأوروبّي فيديريكا موغيريني مساء السبت إنّ هذه الانتخابات "غير قانونية وغير شرعية".

يشار الى ان العلاقات بالغة التوتّر بين روسيا وأوكرانيا منذ تولّى الحكم في كييف في 2014 مؤيّدون للغرب، وأعقبه ضم القرم الى روسيا الاتحادية، والنزاع مع انفصاليي شرق أوكرانيا. ويتّهم الغربيّون وكييف موسكو بدعم الانفصاليّين عسكريًا، الأمر الذي تنفيه روسيا.&

أتاحت اتفاقيات السلام بمينسك، التي وقّعت في فبراير 2015 خفض المواجهات بشكل كبير. لكن تتواصل أعمال العنف بشكل متقطع على طول خط الجبهة، حيث قتل أربعة جنود اوكرانيين السبت.

تؤكّد روسيا أنّ هذه الانتخابات لا علاقة لها بمسار مينسك، وتهدف الى انتخاب قادة هذه الأراضي، التي يتولّى إدارتها قائدان عيّنا بصورة موقتة. ففي دونيتسك عيّن المفاوض السياسي السابق مع كييف بوشيلين خلفا لألكسندر زاخارتشينكو الذي اغتيل في اغسطس 2018.

وفي لوغانسك، حلّ ليونيد باسيتشنيك (48 عاما) المسؤول الإقليمي السابق لأجهزة الامن الاوكرانية، محل إيغور بلوتنيتسكي الذي عزل في نوفمبر 2017.

تنافس عدد كبير من المرشّحين في الجمهوريّتين المُعلنتَين أحاديًا، لكن لا أحد يُشكّك في فوز القائدين الحاليّين اللذين وعدا بتعزيز العلاقات مع موسكو.

من أجل السلام
قالت ليودميلا شاراخينا (60 عاما) في مكتب اقتراع في مدرسة على أطراف دونيتسك قرب خط الجبهة "سيكون مفيداً لنا أن نصبح جزءا لا يتجزأ من روسيا مثل القرم".

من جهته، قال فلادمير (52 عاما) وهو عامل مناجم تعرّض المسكن الذي يعيش فيه للقصف "من المهم أن يعمل الرئيس الجديد من أجل السلام".

واعتبر وسيط الجمارك فلاديمير (36 عاما) أنّ التصويت "لا معنى له"، مضيفًا "سيتمّ التصويت بدلاً منّي، وهذا الصوت سيذهب على الأرجح الى بوشيلين، لأنّ روسيا اختارته سلفا".

لجذب الناخبين للاقتراع، حصل كلّ ناخب بعد التصويت على "تذكرة" يانصيب مجّانية مع فرصة كسب تذكرة مسرح أو حفل.
وعرضت بسطات في مكاتب الاقتراع على الناخبين مواد غذائية بأسعار أقلّ من المعتاد.
&