إيلاف من الرياض: إقرار مادة الفلسفة والنقد كمقرر دراسي معتمد في الصف الثانوي في المدارس السعودية!... هذه ليست شائعة وليس أحلامًا، بل باتت واقعًا أكيدًا، يراه البعض حدثًا تاريخيًا من نوعه في مسيرة التعليم السعودية، حيث يتواجد الآن فريق مؤسسة Dialguewks البريطانية في الرياض لتدريب 200 مدرّس على مهارات الحوار والتعليم الفلسفي، بعد إقرار إدخال مهارات التفكير الناقد والفلسفة للمناهج التدريس.&

ومن المتوقع أن يدشن وزير التعليم هذا القرار الإثنين المقبل. وحتى الآن لم يقرر هل ستكون المادة ضمن المواد الرئيسة أو مقررًا حرًا، لكن المؤكد أنه بدءًا من الفصل الدراسي الثاني، أي في منتصف يناير، سيتم تدريس المادة في عدد من المدارس.

يأتي هذه القرار بعد مطالبات عديدة من عدد من الكتاب والمثقفين والمفكرين بضرورة إدراج مادة الفلسفة كمادة تدرّس في المراحل الدراسية، وربما يكون إقرارها في المرحلة الثانوية بداية لطرحها في المراحل الدراسية المبكرة مستقبلًا.

ضمن حدود المسلمين
ينحصر تعليم مادّة الفلسفة في العالم العربي في المرحلة الثانوية فقط، وفي بعض الدول، ألا وهي الكويت والبحرين والجزائر ومصر ولبنان والمغرب وموريتانيا وقطر وسوريا وتونس واليمن، فيما لا تدرّس في جيبوتي والإمارات العربية المتحدة والعراق والأردن وليبيا وعُمان والسودان.

علمًا أن المنهج المعتمد في تدريس الفلسفة في دول الخليج المذكورة ومصر ينحصر في "الفلسفة الإسلامية"، أي بالفلاسفة العرب الذين استخدموا التفكير والحجج الفلسفية لتأكيد المعتقدات الإسلامية وتعاليم الدين الإسلامي، ولا يتطرّق المنهج إلى فلاسفة الغرب الذين رفض بعضهم فكرة وجود الله ووجود الآخرة وغيرها من الموضوعات الجدلية التي يعتمد عليها الدين.

ويأتي إقرار تدريس مادة الفلسفة في المدارس ضمن حزمة من القرارات الإصلاحية الإجتماعية التي أقرّت أخيرًا في المملكة العربية السعودية، من إنشاء دور السينما والسماح للمرأة بقيادة السيارات وإنشاء معاهد لتعليم الموسيقى.