الإصغاء إلى آراء الآخرين وتفهمها هو الطريق الأقصر إلى إرساء تفاهمات وحلول وسط، تعزز فهمنا جميعًا لحياتنا ومعتقداتنا، ولأسلوب حياة لا يُفسد فيه الاختلاف للود قضية.

إيلاف: يُنزل أفلاطون الرأي منزلةً بين منزلتي الظن واليقين. فالرأي لم يصل إلى مرحلة اليقين، وما زال مشدودًا قليلًا إلى الظن، وإلا ما اختلف الناس في ما بينهم بشأن رأي، ولا اتفقوا كلهم على رأي واحد في موضوع يتجادلون فيه. الاختلاف في الرأي مسألة من مسائل هذه الحياة، وهو كثير الحصول، خاضعٌ لاعتبارات كثيرة: ثقافية، وأيديولوجية ومتصلة بالعادات والتقاليد، وبمنسوب الوعي. والرأي نفسه ليس ثابتًا، بل متحولٌ دائمًا، يتبع تحول الظروف وتغير المعطيات.&

يُجمع الفلاسفة وعلماء الاجتماع على أنه كلما كثرت أطياف مجتمع ما وفئاته وتياراته تعددت فيه الآراء، وأي مجتمع تتعدد فيه الآراء وتختلف، يكون مجتمعًا حيًا وقابلًا للتطور، إن لم يكن متطورًا.&

وعلى الرغم من مقولة إن "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، فالحاصل اليوم أن أي اختلاف في الراي يفسد القضايا كلها في داخل المجتمع نفسه، أو بين المجتمعات المختلفة. وليس النظر إلى حال مجتمعاتنا العربية إلا دليل على ذلك.

زاكاري وود، رئيس مجموعة "التعلم غير المريح" الطلابية في الولايات المتحدة، جعل من هذا الاختلاف في الرأي دافعًا حقيقيًا للانخراط في محادثة أشخاص يختلف معهم في الرأي، من منطلق سماع الرأي الآخر. في هذا الفيديو، وتحت عنوان "أين تكمن أهمية محادثة أشخاص تختلف معهم في الرأي"، يقول وود إن تجاهل وجهات النظر المعارضة لك لا تجعلها تختفي، لأن ملايين البشر يؤيدونها، "وكي نفهم قدرة المجتمع على التطور، وكي نتقدم إلى الأمام، نحتاج فهم القوة المعاكسة".

خلال تعامله مع الأفكار المهينة والمثيرة للجدل، أدرك وود – كما يقول - أن بإمكان الجميع التوصل إلى حل وسط، إن لم يكن مع المتحدثين نفسهم، فمع المستمعين الذين يمكن اجتذابهم وتلقينهم هذه الأفكار. ومن خلال مشاركة الأفكار، يعتقد أن التوصل إلى فهم أفضل وأعمق للمعتقدات المختلفة وحفظ القدرة على حل المشكلات مسألة ممكنة، خصوصًا المشكلات التي لا تُحل "إن لم نتحادث في ما بيننا، ونبذل ما في وسعنا لنكون مستمعين جيدين".

يختم وود خطبته هذه بالقول: "إنه اعتقادي الذي يجعلني أتقدم على الرغم من المشكلات التي أواجهها، ونحن نرغب في التزام حقيقي لنفهم البشرية بشكل أعمق. أرغب في أن أرى المزيد من القادة في العالم الذين يرون أن وجهة نظرهم أعمق من وجهة نظر من يختلفون معهم. أرى أن ذلك أشبه بعملية مستمرة تحتوي على تعليم ثابت، وأنا واثق من أنني سأصبح قادرًا على إضافة قيمة ما في المستقبل إذا أكملت بناء فهمي للأشخاص من خلال التعامل معهم، من وجهة نظر غير معتادة".


لمشاهدة الفيديو مع ترجمة عربية كاملة