حذرت صحف عربية من بوادر "حرب باردة" جديدة تلوح في الأفق بين الولايات المتحدة وروسيا، خاصة في أعقاب تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مجموعة من الأسلحة النووية الجديدة في خطابه الأخير.

وأشار بعض الكتاب إلى أن توتر العلاقات بين البلدين يتضح جلياً فيما يتعلق بالملف السوري.

"لا صمامات أمان"

قالت صحيفة الرياض السعودية في افتتاحيتها إن "بوادر حرب باردة بين واشنطن وموسكو تلوح في الأفق، الأمر ليس بالجديد كلياً بل كانت له بوادر وإرهاصات دلت على بدايته، لا سيما فيما يتعلق بالملف السوري، وأزمة أوكرانيا، وتوسع حلف شمال الأطلسي 'الناتو' في أوروبا الشرقية، إضافة إلى الاتهامات الأمريكية لروسيا بحصول تدخل روسي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ومما زاد الطين بلة قال فيها: إن هذه الأسلحة تستطيع أن تصيب أي نقطة في العالم ولا سبيل لدرع صاروخية بنتها الولايات المتحدة لاعتراضها، مما ينذر بحرب باردة جديدة".

وحذرت الصحيفة من أن "كل الأمور تلك مجتمعة أو حتى فرادى يمكن أن تؤسس على أقل تقدير لتوتر العلاقات ليس بين روسيا وأمريكا وحسب ولكن العلاقات الدولية برمتها، فعندما تتزايد هوة الفجوة بين دولتين بحجم أمريكا وروسيا فلابد أن يكون هناك ارتدادات وتحزبات لكل طرف منهما، مما يعقد التعامل ويعطيه أبعاداً أخرى قد لا تكون في الحسبان بينهما، وهذا أمر خطير حتى ولو لم يتحول إلى عمل عسكري مباشر، خاصة إذا لم يتم نزع فتيل الأزمة".

بوتين يكشف عن صاروخ روسي "لا يمكن لأمريكا إيقافه"

الغارديان: الأزمة السورية "تقوض أي زعم لأوروبا بأنها قوة أخلاقية"

وأشار زهير ماجد في صحيفة الوطن العمانية إلى أنه اليوم "لا ينظر الروسي إلى خصمه الأمريكي على أساس المبارزة فقط، وإنما في القدرة على تجاوز المخاطر التي أدت إلى سقوط الاتحاد السوفياتي من جهة كحرب النجوم مثلاً، ومن جهة أخرى على تحقيق صناعة أنواع من الأسلحة مبهرة ومميزة وذات قدرة تؤدي إلى حماية روسيا وإبعاد المخاطر عنها، خصوصاً ونحن في عصر رئيس أمريكي مثل ترامب لا صمامات أمان له".

"هوان العرب والعالم المتحضر"

الخراب في سوريا
AFP
تشير الصور إلى خراب هائل لحق بعدد من المناطق في أنحاء سوريا بسبب الحرب الأهلية.

وعلى النقيض أبدى ماجد حبته تفاؤلاً في صحيفة الدستور المصرية حيث رأى أن "احتمال نشوب حرب 'ساخنة' أو حقيقية، بين الطرفين، ليس واردًا. وإذا كنا نتفق مع وزير الخارجية الروسي، فى تحذيره من وجود الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية في أوروبا، فإننا نختلف معه تمامًا في كونه موقفًا عدائيًا. فالفعل ورد الفعل أقرب إلى الحملات الإعلانية عن بضاعة جديدة، أو هو على أسوأ تقدير 'من مخلفات الحرب الباردة'".

وفي صحيفة عكاظ السعودية، رأى حموده أبو طالب أن "هذه هي القوة العالمية الثانية ترد على القوة الأولى التي أذلتها خلال حقبة ماضية وتريد أن تثبت لها أنها استعادت نديتها لها ولكن بطريقة 'إنسانية' جداً هي استعراض القوة في أجساد الأبرياء المغلوب على أمرهم في سوريا. وفي المقابل لم يتوان الطرف الآخر، أمريكا، أو حلفاء كل طرف عن تجربة ما لديه من أسلحة في الجسد السوري الممزق منذ سنوات. فأي هوان وصلنا إليه كعرب وكعالم متحضر وكإنسانية عندما يعلن زعيم دولة عظمى بكل برود إعلاناً كهذا أمام العالم بأجمعه.

وناقش خير الله خير الله في صحيفة الرأي الكويتية تأثير الولايات المتحدة وروسيا على أطراف النزاع في سوريا. ودعا خير الله واشنطن إلى "إقناع روسيا بأنّ اتكال إيران عليها واتكالها في المقابل على إيران هو الطريق الأقصر لحروب لا أمل بأي نهاية لها في المدى المنظور".