تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأربعاء عددا من القضايا العربية والشرق أوسطية من بينها الأوضاع في مدينة إدلب السورية والاتفاق النووي الإيراني في ضوء زيارة الرئيس الفرنسي للولايات المتحدة، كما تناولت العديد من الصحف تقريرا عن حرية الصحافة في بريطانيا.
البداية من صحيفة الغارديان ومقال لباتريك وينتور، المحرر الدبلوماسي للصحيفة، بعنوان "الأمم المتحدة تحذر من أن إدلب قد تكون الكارثة المقبلة في ماراثون الألم".
ويقول وينتور إن الخبيرين الرئيسيين للأمم المتحدة بشأن سوريا حذرا من كارثة إنسانية في إدلب على غرار الكارثة الإنسانية التي واجهتها حلب، ويأتي ذلك بينما يهدف مؤتمر للمانحين في الاتحاد الأوروبي إلى لجمع نحو ستة مليار دولار لمساعدة اللاجئين السوريين داخل البلاد وخارجها.
وإدلب هي المدينة الرئيسية الأخيرة في أيدي المعارضة المسلحلة، ويسيطر عليها جزئيا جماعة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة مسلحة تعتبرها الحكومة السورية والقوات الروسية هدفا مشروعا، على الرغم من تدفق المدنيين والمسلحين من مناطق أخرى في البلاد ضمن اتفاقات للإجلاء.
وقال يان إغلاند، مستشار الأمم المتحدة لسوريا للشؤون الإنسانية، للغارديان "كل جهودي في الوقت الحالي وفي الأسابيع المقبلة مكرسة للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية جديدة في إدلب".
ووصف إغلاند إدلب بأنها "منطقة عملاقة للنزوح"، تسببت فيها موجات من اللاجئين الفارين من هجمات الحكومة السورية.
وقال إغلاند للصحيفة "شُرد نصف تعداد إدلب، الذي يبلغ مليوني شخص، وبعضهم نزح أكثر من مرة، ولهذا يجب التفاوض للتوصل إلى نهاية للصراع في إدلب. لا يمكن أن توجد حرب وسط أكبر تجمع لمخيمات اللاجئين والنازحين في العالم".
وأضاف إغلاند للصحيفة "أخشى ما أخشاه أن تقول الحكومة السورية إن المكان مليء بالإرهابيين ويمكن شن حرب كما حدث في حصار حلب والغوطة الشرقية".
وقال وينتور إن تعليقات إغلاند جاءت لتطابق ما قاله ستيفان دي مستورا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، الذي قال إن إدلب تمثل "تحديا جديدا كبيرا"، مضيفا "نتمنى أن تكون هذه مناسبة لضمان ألا تصبح إدلب مدينة حلب الجديدة أو الغوطة الشرقية الجديدة".
"دفاعا عن البرنامج النووي الإيراني"
وننتقل إلى صحيفة فاينانشال تايمز، التي جاءت افتتاحيتها بعنوان "وقفة أخيرة دفاعا عن الاتفاق النووي الإيراني". وتقول الصحيفة إنه منذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة، أمسك بالمطرقة ليهدم كل الاتفاقات التي أبرمها الرئيس السابق باراك أوباما، وطوال العام الماضي وهو يحاول إنهاء مشاركة الولايات المتحدة في الاتفاق النووي الإيراني.
وتضيف الصحيفة إن ترامب وصف الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة وخمس قوى دولية، من بينها الصين وروسيا، بأنه "أسوأ اتفاق على الإطلاق".
وترى الصحيفة أن الاتفاق النووي الإيراني له عيوبه، ولكن، كما قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لا توجد خطة بديلة له تحد من طموح إيران النووي وتوقف سباقا للتسلح في الشرق الأوسط.
وتقول الصحيفة إن إلغاء البرنامج النووي الإيراني، وهو النتيجة المتوقعة إذا رفض ترامب التوقيع على تمديد رفع العقوبات قبل يوم 12 مايو/أيار، لن يتسبب إلا في المزيد من التوتر في المنطقة.
وتضيف أن إلغاء الاتفاق أيضا سيحدث تعقيدات في جهود الولايات المتحدة لإقناع كوريا الشمالية بإجراء محادثات جادة بشأن نزع السلاح في قمة مرتقبة بين ترامب والزعيم الكروي الشمالي كيم جونغ أون في الأسابيع المقبلة.
وتقول الصحيفة إن زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى واشنطن أمس والتي تتبعها زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الجمعة تمثلان بارقة أمل، فكل من ماكرون وميركل يبحثان تشديد القيود على إيران بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية. وعن طريق ذلك، يأملان في إقناع ترامب بعدم التخلي عن الاتفاق النووي الإيراني.
لوحة "تحطم سعر البيع القياسي"
وننتقل إلى صحيفة التايمز و مقال بعنوان "لوحة تحطم الرقم القياسي...حتى قبل بدء المزاد". وتقول الصحيفة إن لوحة "عارية متكئة"، إحدى اللوحات الشهيرة للرسام الإيطالي أميديو مودلياني، ستختبر سوق الفن المحموم المجنون، حيث يقدر سعرها بـ 150 مليون دولار، وهي أعلى قيمة على الإطلاق يُقدر بها سعر لوحة قبل بيعها.
وتوصف لوحة "عارية متكئة" بأنها أهم لوحة ضمن سلسلة لوحات مودلياني العارية التي رسمها في مستهل القرن العشرين. وكانت اللوحة هي اللوحة الرئيسية ولوحة الغلاف في المعرض الذي أقامته قاعة عرض تيت مودرن الشهيرة في لندن العام الحالي.
ويقول الخبراء إن سلسلة مودلياني العارية "أعادت تخيل الجسد العاري في الحقبة الحديثة". وقال سايمون شو، وهو مدير في قاعة سوذبي للمزادات، المسؤولة عن بيع اللوحة إن "لوحات مودلياني تمثل لحظة يؤرخ بها في تاريخ الفن فيما يعد أعظم تراث فني: هناك لوحات الموديل العاري قبل مودلياني وهناك الموديل العاري بعد مودلياني". وتوفي مودلياني عام 1920 عن 35 عاما بعد أن أحدث ثورة في رسم الإنسان العاري.
التعليقات