واشنطن: اظهرت دراسة مستقلة نشرت الثلاثاء ان الاعصار ماريا اسفر عن مقتل اكثر من 4600 شخص في جزيرة بورتوريكو الاميركية في السنة الماضية اي اكثر باضعاف مضاعفة من الحصيلة الرسمية التي كانت تشير الى سقوط 64 قتيلا.

خلص فريق من باحثي جامعة هارفرد استنادا الى دراسة ميدانية الى ان معدل الوفيات في هذه المنطقة الاميركية في الاشهر الثلاثة التي تلت مرور الاعصار، ارتفع بنسبة 62% مقارنة مع المعدل المعتاد، خصوصا لان عددا من السكان المحرومين من الكهرباء والمياه والهاتف او وسائل النقل، لم يتمكنوا من الحصول على الرعاية الطبية.

وكان الإعصار ماريا ضرب بورتوريكو في 20 سبتمبر الماضي خلال موسم قياسي للاعاصير. وعلى الفور قطعت شبكة الكهرباء والطرقات ايضا. وعمت الفوضى وصولا الى المدن، فيما واجهت السلطات انتقادات بسبب بطء تحركها الذي تناقض مع الاولوية الكبرى التي اعطاها الرئيس الاميركي دونالد ترمب لتكساس ولويزيانا اللتين ضربهما اعصار اخر في الفترة نفسها، الاعصار "هارفي".

بورتوريكو الواقعة في شرق جزيرة سان دومينيغو في بحر الكاريبي، ليست من الولايات الخمسين الاميركية، وانما احدى المناطق الخمس التابعة للولايات المتحدة. وسكانها البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة يحملون الجنسية الاميركية، وانما ليس لهم ممثل في الكونغرس.

وكانت السلطات المحلية احصت رسميا 64 قتيلا اثر مرور الاعصار، لكن تم التشكيك سريعا بهذه الحصيلة. وكانت دراسة لشهادات الوفاة اجرتها صحيفة "نيويورك تايمز" في ديسمبر اشارت على سبيل المثال الى سقوط اكثر من الف قتيل في الايام الاربعين التي تلت الاعصار.

المشكلة تكمن بحسب معدي الدراسة التي نشرت في "نيوانغلاند جورنال اوف ميديسين" انه من اجل احتساب ضحايا الكوارث الطبيعية، يجب ان تثبت وفاة شخص ما من قبل معهد العلوم والطب الشرعي في بورتوريكو وهو ما تعذر القيام به بسبب دمار الطرقات ومشاكل النقل.