سلا: قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة وأمين عام حزب العدالة والتنمية المغربي، إن الحزب "يواجه محاولات إرباك من طرف الخصوم"، مؤكدا أن بعض الأطراف "يفكرون بمنطق انتخابي رغم أن الانتخابات لاتزال بعيدة".

وأضاف العثماني في افتتاح أشغال المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب)، اليوم السبت، بمركز المعمورة في ضواحي مدينة سلا المجاورة للرباط ، أن حزب العدالة والتنمية لديه هدف هو "خدمة الوطن وليس أن نمضي الوقت فقط، ولذلك يجب أن لا نلتفت لحملات التبخيس والتيئيس التي يسلكها الخصوم".

وأكد العثماني أن زمن "فبركة الانتخابات في المغرب انتهى ، وأساليب التزوير أصبحت أكثر التواء وهذا دليل على أن الديمقراطية ببلادنا تحسنت وتقدمت بشكل إيجابي".

ومضى مبينا "نحن لا نفكر بالمنطق الانتخابي، ونتمنى أن تتعامل الأطراف السياسية الأخرى بنفس المنطق"، وزاد مبينا أن الحزب يواجه حملات استهداف من طرف ما سماها "اللوبيات التي تقف وراء هذه الحملات والتي تتضرر من الإصلاحات".
وسجل العثماني بأن المغرب ينعم بالاستقرار في محيط "دولي وإقليمي مضطرب ".
وزاد قائلا " بلادنا تعيش وضعا آمنا ومستقرا لا يعرف قيمتها إلا من يفقدها"، مبرزا أن هذا الوضع الإقليمي "يؤثر على الحزب وناتج عن التحولات البنيوية التي تشهدها العلاقات الدولية والتي تؤثر على منطقتنا والقضية الفلسطينية"، منوها بالجهود التي يبذلها الملك محمد السادس في دعم القدس وصمودها.

وزاد العثماني موضحا أن "هناك أطرافا سياسية ولوبيات ليست سياسية تحاول أن تثير الزوابع والبلطجة، وتريد عرقلة السير العادي للمؤسسات في الرباط وطنجة، هذا خط أحمر ونقول لمن يستعملونها ضد الحزب سيأتي يوم وتستعمل ضدكم"، في إشارة إلى ما يواجهه من معارضة من قبل ممثلي حزب الأصالة والمعاصرة في عدد من المدن.

وشدد العثماتي على انه "ليس في مصلحة البلد التشويش على المؤسسات"، معتبرا أن هذه السلوكات "تعزز العزوف السياسي والمشاركة في الإنتخابات وثقة المواطنين في الأحزاب"، وأكد أن حزبه لا يهاب المعارضة الشرسة في إطار القانون.&

وأشار العثماني إلى أن "المناوئين للحكومة و الحزب لا يناقشون عمق الإصلاح ويحاولون صرفها عن النقاش الحقيقي"، لافتا إلى أن هذه الأطراف تركز على "الشكليات وتحاول تضخيمها كما أن الهوس الانتخابي والحساب السياسي يجعل البعض يتخذ موقفا على أمل التشويش على الغالبية".

وبشأن الوضع الداخلي للحزب، قال العثماني إن "اداء عموم أعضاء الحزب جيد ، وطبيعي أن يقع انحراف هنا وهناك، وهذا نعالجه بالطرق الإيجابية"، مشددا على تمسك الحزب بمرجعيته الإسلامية التي تتأسس عليها منذ نشأته.
ووجه العثماني انتقادات قاسية ، بطريقة غير مباشرة ، للقيادية في الحزب أمينة ماء العينين، التي أثارت صورها في باريس من دون حجاب زوبعة إعلامية، حيث قال: &"الحزب له مرجعيات ومنهجية واضحة ومن خرج عنها لا يمكن أن نسانده، ولا نشتغل بمنطق انصر أخاك ظالما او مظلوما، وأي عضو من أعضاء الحزب خرج عن قواعد الحزب سنكون أول من يعارضه ويحاسبه".
وزاد مبينا "نحن لا نبني مواقفنا على الظن والإشاعات المغرضة، ولا نجعل من ذلك أساسا للحكم إلا إذا كانت الأمور ثابتة"، ومضى منتقدا ومحذرا أعضاء حزبه "الذين يتلاعبون من أعضاء الحزب بمبادئه لن نتساهل معهم، والمرجعية الإسلامية خيار التأسيس لا تراجع عنها وأدبياتنا واضحة فيه ومن أراد حزبا آخر فليذهب ليؤسسه".
وجدد العثماني التأكيد على موقف حزبه الداعم لعبد العلي حامي الدين ، الذي يواجه تهمة المساهمة في القتل العمد للطالب اليساري محمد آيت الجيد بنعيسى، مشددا على أن هذا الموقف ليس "رد فعل ونتضامن معه انطلاقا من مبدأ الدفاع عن الحق في المحاكمة العادلة وعدم إعادة فتح القضايا التي سبق للقضاء ان قال كلمته فيها".
من جهته، قال إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن الحزب يتعرض ل"هزات ولحملات استهداف متواصلة، وهي مناسبة تتطلب العودة لأساسيات الحزب بهدف ضبط البوصلة والتواصي بالحق والتواصي بالصبر والثبات على طريق الإصلاح الذي اختاره الحزب والانتصار للمبادئ التي بني على أركانها ".
وأضاف الأزمي أن الحزب سيستمر في القيام بأدوراه الدستورية في تأطير المواطنين وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية والتعبير عن انتظاراتهم والمساهمة بإيجابية في تقدم وتنمية واستقرار الوطن.
إدريس الأزمي رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية

وأفاد المتحدث ذاته بأن "العدالة والتنمية" "مجموعة بشرية تحكمها ضوابط ومبادئ وأعضاءها ليسوا ملائكة فهم معرضون للخطأ والصواب، وهو ما لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينسحب على الحزب ككل أو أن ينشغل به الحزب ويلهيه عن الأمور الكبرى"، في إشارة إلى قضية ماء العينين.&
وزاد الأزمي مبينا انه "لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يؤثر على الأداء العام والصورة العامة للحزب أو أن يشغل أعضاءه عن مهامهم النضالية الأساسية أو أن يزرع الشك والريبة عندهم، لأن هذا يصب في النهاية ويساهم من خلاله المناضلون ،من حيث يدرون او لا يدرون ،في مخططات خصوم الحزب".
وشدد الأزمي على أن معركة الإصلاح ومحاربة الفساد والتصدي للمفسدين هي &"معركة نفسية ومعركة استنزاف، وهو ما ينبغي أن نعيه جيدا حتى لا نكون وقودا لمثل هذه الحملات المتتالية والتي لن تتوقف وتزداد بحسب الاستحقاقات والسياقات"، معتبرا أن أحسن تصدي لمثل هذه الحملات وأحسن جواب عليها هو أن "نعرض عنها وعن أصحابها وأن نتجاهلها".