اعتبر وزير الخارجية الايراني ظريف عقب اجتماعه في بغداد اليوم مع نظيره العراقي الولايات المتحدة حصان خاسر مؤكدا عدم السماح لها بالتدخل في علاقات البلدين مشيدا بمواقف العراق من العقوبات الاميركية على بلاده.&

واثر اجتماع مطول بين وزير الخارجية العراقي محمد على الحكيم في بغداد الاحد مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف فقد عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا تابعته "إيلاف" أشار خلاله الحكيم الى انه اجرى مباحثات مطولة مع ظريف تناولت عشرة ملفات تناولت علاقاتهما السياسية والاقتصادية والاتفاق على اليات جديدة لمنح تاشيرات الدخول لمواطني البلدين ومسالة الحدود البرية والنهرية المشتركة &والاجراءات الاقتصادية الاميركية الاحادية الجانب وكيفية التعامل مع ايران بخصوصها اضافة الى الجوانب القنصلية والمشاكل المتعلقة بالملاحة في شط العرب.

واشار الى ان المباحثات تناولت ايضا التعاون الدبلوماسي المشترك في الامم المتحدة والعمل على مكافحة الارهاب في سوريا ودعم حكومتها على فرض سيطرتها على جميع اراضي البلاد ودعم جهود العراق لاعادة سوريا الى الجامعة العربية وتأييد المساعي السلمية لحل ازمة اليمن اضة الى دعم البلدين للشعب الفلسطيني في حقه في اراضيه وعاصمتها القدس وانهاء الاحتلال الاسرائيلي.&

ظريف يشيد بمواقف العراق من العقوبات الاميركية

وزيرا خارجية العراق وايران خلال مؤتمرهما الصحافي

ومن جانبه،&شدد ظريف على ان العلاقات الايرانية العراقية لن تكون علي حساب اي جهة اخري وعليه لن نسمح لاحد التدخل فيها مشيرا الى ان للبلدين مواقف قريبة جدا في مجالات كثيرة.

وقال ان العلاقات الثنائية في مختلف المجالات التجارية والسياسية والشعبية والسياحية والصحية والمراقد المقدسة الي جانب التطورات في المنطقة والتعاون علي صعيد المنظمات الدولية شكّلت جانبا من المحاور المطروحة في اجتماع اليوم.. واشار الى ان البلدين اتفقا على تشكيل لجنة مشتركة معنية بشؤون الملاحة البحرية والموارد المائية في شط العرب وتحديد اعضاء هذه اللجنة.

وفي جانب آخر من تصريحاته نوّه ظريف الي تأكيد ايران والعراق علي سلامة الاراضي السورية وعودة السيادة للحكومة السورية في ارجاء هذا البلد. &واكد دعم بلاده لجهود العراق الهادفة الي تطبيع العلاقات العربية - السورية وعودة هذا البلد الي جامعة الدول العربية.

وشدد على مساندة طهران وبغداد لعملية السلام داخل اليمن وانهاء الحرب في هذا البلد ودعا جميع &الشعوب الي حماية تطلعات الشعب الشعب الفلسطيني مؤكدا ان ايران تري بأن دعم الكيان الصهيوني يشكّل الخطر الاساس للمنطقة.

وفد سياسي واقتصادي يضم 35 مسؤولا

وكان ظريف وصل الى بغداد في وقت سابق اليوم على رأس وفد سياسي واقتصادي كبير يضم 35 عضوا ووصف في تصريحات للصحافيين الولايات المتحدة الأميركية بـ"الحصان الخاسر" ودعا الدول أن لا تراهن عليها أبدا .

واشاد بما اسماها المواقف الايجابية لمسؤولي الحكومة العراقية فيما يتعلق باجراءات الحظر الاميركية احادية الجانب ضد الشعب الايراني معتبرا هذه المواقف عنصرا لتعزيز هذه العلاقات وان ايران تسعى لتفعيلها.

وحول التحركات الاميركية في المنطقة قال ظريف ان هذه التحركات هي نتيجة لفشل سياسات اميركا المستمرة منذ 40 عاما وان اقتراحي لدول المنطقة هو الا تراهن على الحصان الخاسر ابدا. واوضح انه &بعد الانتصار على داعش حدثت بعض المشاكل في طريق التعاون بين العراق وايران خاصة في القطاع التقني والهندسي والعقبات التي تختلقها اميركا حيث نامل بمعالجة هذه المشاكل في ظل تبادل الراي وتلاقح الافكار بين البلدين. ورحب بمواقف المسؤولين العراقيين حول الحظر وينبغي علينا عبر تبادل الاراء الوصول الى السبل العملية لتفعيل هذه المواقف السياسية. &

زيارة لخمسة ايام تركز على التعاون السياسي والتجاري

&وتستغرق زيارة ظريف للعراق خمسة ايام حيث سيجري بحسب برنامج زيارته الذي وزعته السفارة الايرانية في بغداد واطلعت عليه "إيلاف" مباحثات غدا الاثنين مع الرئيس العراقي برهم صالح ومع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي ثم يشارك في ندوة اقتصادية ببغداد بمشاركة تجار ومستثمرين عراقيين وايرانيين و يترأسها وزير التجارة العراقي محمد العاني وسيتحدث فيها ظريف الذي تسعى بلاده الى توسيع افاق تجارتها مع العراق الذي يعتبر حاليا المتنفس الاقتصادي لايران نتيجة العقوبات الاقتصادية الاميركية التي تحاصرها حيث يبلغ الميزان التجاري بين البلدين حاليا 12 مليار دولار وتسعى ايران لمضاعفته.

ثم يتوجه وزير الخارجية الايراني صباح الثلاثاء الى اربيل عاصمة اقليم كردستان الشمالي للقاء مسؤولي حكومة الاقليم والمشاركة في ندوة اقتصادية ثانية بين التجار الايرانيين وتجار الاقليم ثم ينتقل منها الى مدينة السليمانية للقاء قادة الاتحاد الوطني الكردستاني هناك.

ويوم الاربعاء سيصل الوزير الايراني الى مدينة كربلاء للمشاركة بندوة اقتصادية ثالثة بين المستثمرين الايرانيين والعراقيين من محافظات الفرات الاوسط والجنوب و بعدها يزور مدينة النجف ثم يعود الى ايران الخميس .

وتستهدف زيارة ظريف اضافة الى بحث الاوضاع السياسية والامنية مع العراق مناقشة الانسحاب الاميركي من سوريا وتوسيع افاق التعاون التجاري مع العراق الذي يعتبرة رئة ايران الرئيسية في تخطي اثار العقوبات الاميركية عليها خاصة وان واشنطن منحت العراق من بين 7 دول اخرى اعفاءات من العقوبات لمدد محددة لكن برايان هوك ممثل الولايات المتحدة الخاص لإيران اكد امس السبت إن واشنطن لن تمنح أي إعفاءات أخرى فيما يتعلق بقطاع النفط الإيراني بعد إعادة فرض العقوبات على طهران. وأضاف هوك في مؤتمر صحافي في أبوظبي إن سبب الإعفاءات التي منحت من قبل هو منع ارتفاع أسعار النفط.&

ويستورد العراق حاليا الغاز والطاقة الكهربائية من ايران التي تعتبر المزود الاول لهما للعراق ما يدر على ايران مبالغ ضخمة تعينها على مواجهة اثار العقوبات. وستنتهي مدة الإعفاءات الحالية بنهاية مايو أيار النقبل.والتي منحت لكل من العراق وتركيا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية بعد أعادة فرض العقوبات على قطاع النفط الايراني في نوفمبر تشرين الثاني عام 2018.

مساع لرفع الميزان التجاري من 12 مليار الى 20 مليار دولار

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قال مؤخرا إن حجم التجارة الثنائية بين إيران والعراق يمكن أن يرتفع إلى 20 مليار دولار سنويا عن قيمة 12 مليار دولار في الوقت الحالي برغم المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي لتجدد العقوبات الأميركية التي تستهدف النفط الإيراني والقطاع المصرفي والنقل.&

واشار روحاني خلال اجتماعه مع الرئيس العراقي الزائر برهم صالح في 17 نوفمبر تشرين الثاني الماضي ان العراق وايران يجريان حاليا مباحثات بشأن التجارة في الكهرباء والغاز والمنتجات النفطية وفي مجال التنقيب عن النفط واستخراجه .

&وتسعى بغداد للحصول على موافقة الولايات المتحدة للتمديد بالسماح لها باستيراد الغازالإيراني لمحطات الكهرباء حيث يقول مسؤولون عراقيون إن الأمر يتطلب المزيد من الوقت لإيجاد مصدر بديل بخلاف الإعفاء الذي منحته للعراق الولايات المتحدة لمدة 45 يوما.

ويستورد العراق مجموعة كبيرة من السلع من إيران تشمل الأغذية والمنتجات الزراعية والأجهزة المنزلية ومكيفات الهواء وقطع غيار السيارات. وتمثل السلع في الصادرات الإيرانية إلى العراق نحو ستة مليارات دولار في الاثني عشر شهرا الاخيرة حتى مارسآذار عام 2018 أي نحو 15 بالمئة من واردات العراق الكلية في عام 2017. &