إيلاف من لندن: اتفق الرئيس العراقي برهم صالح والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني على أنّ يكون بلداهما مرتكزاً اساسياً لتعزيز العلاقات بين العرب ومنطلقاً لحوار جاد وبنّاء لإنهاء الأزمات التي تشهدها المنطقة.

وخلال اجتماعهما في بغداد اليوم، فقد أكد الرئيس العراقي والعاهل الأردني على "عمق العلاقات التاريخية والأواصر المشتركة التي تربط العراق والأردن وضرورة العمل من اجل الارتقاء بها وتطويرها بما يخدم تطلعات شعبيهما، فضلاً عن مناقشة عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية وتوسيع آفاق التعاون بما يضمن تحقيق المصالح المتبادلة"، كما قال بيان رئاسي عراقي تابعته "إيلاف".

كما تم خلال الاجتماع مناقشة العديد من القضايا العربية والدولية والتأكيد على الدور المهم للبلدين في تثبيت دعائم السلام والاستقرار عربياً واقليمياً وان تكون بغداد وعمان مرتكزاً اساسياً لتعزيز العلاقات بين الاشقاء العرب ومنطلقاً لحوار جاد وبنّاء لإنهاء الازمات التي تشهدها المنطقة.

الصفدي: العراق ركيزة أساسية لامن واستقرار المنطقة

وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي محمد علي الحكيم،&قال وزير الخارجية الأردني ايمن الصفدي ان العراق في قلب ووجدان الملك عبد الله بإستمرار، منوها إلى إن الاتفاقيات المبرمة بين العراق والأردن ستدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الشهر المقبل.

وشدد على أنّ "الأردن هو السند للعراق وان استقرار العراق هو استقرارنا وعلاقتنا تأخذ انطلاقة ‏جديدة مبنية على علاقات تاريخية قديمة". وأشار إلى أنّ الأردن سيستمر في دعم العراق لمكافحة الارهاب وسيبقى معه في عمليات اعادة الاعمار والبناء والاستقرار ،"لان دور العراق اساسي في المنطقة وممارسة هذا الدور كاملا سيكون ركيزة من ركائز الامن والاستقرار في المنطقة".

ومن جانبه، قال الحكيم بأنه بحث مع نظيره الأردني العلاقات الثنائية في مختلف جوانبها وتعزيزها سياسيا واقتصاديا واصفا زيارة المالك عبد الله الحالية للعراق بالتاريخية، منوها إلى أنّها ستثمر عن نتائج مهمة في تعزيز الامن والاستقرار والتنمية بينهما وبما يعزز استقرار المنطقة.

وفي وقت سابق اليوم، بدأ الملك عبد الله الثاني زيارة رسمية إلى بغداد تستغرق يوما واحدا بهدف تطوير علاقات البلدين الاقتصادية وبحث الانسحاب الاميركي من سوريا ومكافحة الارهاب ومتابعة تنفيذ الاتفاقات السابقة بين البلدين في ما يخص انبوب النفط المشترك والربط السككي والكهربائي بينهما.

&

&

موكب الملك عبدالله الثاني والرئيس صالح متوجهًا من مطار بغداد الى القصر الرئاسي

&

وتأتي زيارة العاهل الأردني هذه استكمالا لزيارة مماثلة قام بها إلى الأردن الرئيس صالح منتصف&نوفمبر الماضي، حيث اجريا مباحثات مهمة تناولت علاقات البلدين والاوضاع في المنطقة وينتظر ان يستكملا مباحثاتهما في وقت لاحق اليوم حول قضايا الاقتصاد والتجارة ومكافحة الارهاب.

كما ستتناول المباحثات تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين العراق والأردن وبدء تنفيذ انشاء مدينة صناعية حرة عند معبر طريبيل الحدودي بينهما واجراءات تنفيذ مشروع مد انبوب للنفط من البصرة العراقية إلى ميناء العقبة الأردني.&

كما سيجري البحث في فتح المعابر الحدودية بين البلدين وتأثير الانسحاب الاميركي من سوريا على امن العراق والأردن المجاورين لسوريا والاجراءات المطلوبة لتأمين الحدود المشتركة معها والتصدي لأي محاولات قد يقوم بها تنظيم داعش لاختراقها.&

وكان رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز قد زار العراق آواخر الشهر الماضي واجرى مباحثات مع نظيره العراقي عادل عبد المهدي حيث تم الاتفاق على فتح المعابر الحدودية الأردنية العراقية (الكرامة- طريبيل) أمام حركة النقل للبدء بتسيير الرحلات للبضائع سريعة التلف في 2-2-2019 على أن تشمل جميع أنواع السلع بعد ذلك وتفعيل قرار مجلس الوزراء العراقي لعام 2017 بإعفاء عدد من السلع الأردنية من الجمارك وذلك اعتبارا من 2-2-2019.

كما جرى الاتفاق على الربط الكهربائي الأردني العراقي من خلال شبكة الربط، حيث تم توقيع مذكرة التفاهم بهذا الشأن وعلى الانتهاء من الاتفاقية الاطارية لأنبوب النفط العراقي- الأردني والذي سيمتد من البصرة عبر حديثة إلى العقبة، وذلك في الربع الأول من 2019.

وكان العراق والأردن قد اتفقا في الاول من نوفمبر الماضي خلال زيارة قام بها إلى العراق وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على تشكيل لجنة مشتركة لتعزيز التعاون الثنائيِّ في مجال الأمن وحماية الحُدُود وتنشيط التجارة البينيَّة وتفعيل التعاون الثنائي في المجالات الامنية والسياسية والاقتصادية والتجارية.

وتشهدت العلاقات الأردنية العراقية حاليا تقدما ملحوظا وتم فتح معبر طريبيل الحدودي بين البلدين في أغسطس من العام الماضي، بعد أن ظل مغلقا لمدة تزيد على 3 سنوات بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها المدن العراقية الغربية القريبة من الحدود الأردنية خلال تلك الفترة.


&