إيلاف من أبوظبي: ارتكب العالم بمعسكريه المتقدم والنامي تجاوزاً لا يحمل صفة التعمد في حق من يعانون من إعاقات حركية أو ذهنية، حينما أطلق الجميع عليهم مسمى "معاقون" وهو تعبير صادم لا يحمل وجهاً إنسانياً، وفي فترات لاحقة شاع مصطلح آخر، وهو "أصحاب الإحتياجات الخاصة"، والذي يعد أفضل حالاً من سابقه، ولكنه يؤشر إلى حاجتهم للمساعدة والإعانة ممن يحيطون بهم، إلا أن الشيخ محمد بن راشد آل متكوم نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، قرر في عام 2017 أن يطلق عليهم "أصحاب الهمم" وترجمته الإنجليزية تعني determination،أي الهمة والعزم، وتنطبق على الأشخاص الذين يفعلون كل شيء&لقهر المستحيل، وإثبات أنهم ليسوا أقل شأناً من غيرهم.

إنتشار عالمي تلقائي

واعتقد البعض أن مصطلح "أصحاب الهمم" لن يخرج من دائرة الإمارات، وربما ينتشر على الأكثر عربياً، إلا أن تيم شرايفر حفيد عائلة كينيدي، ورئيس الأولمبياد الدولي الخاص، أكد في تصريحات صحفية أن هذا المصطلح الذي أطلقه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، انتشر عالمياً عبر وسائل الإعلام المختلفة، بل إن شرايفر أشار إلى أنه طلب من الحكومة الأميركية اعتماده رسمياً، لأنه يحمل سمات إنسانية راقية.

مكسب حضاري

وبالنظر إلى أهمية إنتشار مصطلح "أصحاب الهمم" وترجمته من العربية إلى مختلف لغات العالم وعلى رأسها الإنجليزية بصورة تلقائية، فإن حاكم دبي نجح في جعل العالم أجمع يستخدمه تقديراً وإعجاباً بمعناه الإنساني، وفي الوقت الذي يتلقى العرب تعبيرات إنجليزية تتم ترجمتها إلى اللغة العربية، فقد تمكن الشيخ محمد بن راشد من تحقيق المعادلة العكسية، وهو مكسب حضاري في المقام الأول، ولا يتعلق فقد بتقدير واحترام "أصحاب الهمم".

وجاءت تصريحات شرايفر لصحيفة "الاتحاد الإماراتية" خلال حضوره منافسات الأولمبياد الخاص الذي يقام حالياً في أبوظبي بمشاركة 200 دولة يمثلها 7500 لاعب ولاعبة يقوم على خدمتهم 20 ألف متطوع، مما يجعله الحدث الإنساني والرياضي الأكبر في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.

بصمة بن زايد التاريخية

وفي جوانب أخرى مهمة تتعلق بحوار شرايفر، فقد أكد أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي جعل من الأولمبياد الخاص حدثاً تاريخياً بدعمه الكبير للحدث، ولأصحاب الهمم، مما يؤكد مكانته كقائد ملهم في العمل الإنساني والخيري، كما أن أبوظبي والإمارات سوف يعود لهما الفضل في تغيير نظرة العرب والشرق الأوسط، لهذا الحدث الإنساني الكبير، ولأصحاب الهمم بشكل عام.

شقيقتان في خدمة البشرية

وأشار شرايفر كذلك إلى أن أمه الراحلة يونيس شرايفر شقيقة الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي، وهي السيدة التي يعود لها الفضل في تأسيس الأولمبياد العالمي الخاص منذ أكثر من 50 عاماً كانت تسير في طريق العمل الإنساني مما يجعلها شقيقة في الإنسانية للشيخة فاطمة بنت مبارك التي تلقب بـ "أم الإمارات"، فهي تقوم بدور إنساني كبير في الوقت الحالي من خلال دعمها لأصحاب الهمم، وشؤون الأسرة والطفل، والعمل الخيري بشكل عام.