بعدما نجحت الأجهزة الأمنية المصرية في القبض على المتهمين بقتل مواطن كويتي، مثل المتهمون السبعة الجريمة في موقعها في منطقة العجوزة في القاهرة مساء أمس، وسط حراسة أمنية مشددة. وحصلت "إيلاف" على التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة في القضية. ويواجه المتهمون عقوبة الإعدام شنقًا.

إيلاف من القاهرة: وسط إجراءات أمنية مشددة، مثل الجناة في حادث مقتل مواطن كويتي يدعى خالد، ويبلغ من العمر 81 عامًا، في حي العجوزة في القاهرة جريمتهم، مساء أمس الثلاثاء.

خلفت والدتها كخادمة
رغم أن الجناة حاولوا إبعاد شبهة الجريمة عنهم، عبر وضع خطة محكمة، إلا أن أجهزة الأمن المصرية توصلت إليهم خلال أربع وعشرين ساعة، من وقوع الحادث.

حسب تحقيقات النيابة العامة في الجريمة، فإن العميد أيمن الجيار، مأمور قسم شرطة العجوزة، تلقى بلاغًا من فتاة ثلاثينية تعمل خادمة لدى مواطن كويتي يبلغ من العمر 81 سنة، باقتحام مجهولين الشقة، وتقييدها بالحبال، والاستيلاء على هاتفها ومبلغ مالي عبارة عن عملات أجنبية خاصة بالضحية.

جاء في التحقيقات أن "والدة الخادمة كانت تخدم الضحية لمدة 15 عامًا، لكنه تلقى خبر وفاتها، وعندما ذهب لأداء واجب العزاء لأبنائها الثلاثة (سيدتان ورجل)، طلبت منه (ع. م) أن تحل مكان والدتها لمساعدة شقيقها على مصروفات المنزل، الطلب الذي لاقى ترحيب العجوز، وبعد مدة حدثت الجريمة".

تواطؤ وخيانة عهد
وحسب التحقيقات التي تنشرها "إيلاف"، فإن "تحريات المباحث توصلت إلى أن 3 أشخاص طرقوا الباب، وفتحت لهم الخادمة، وقيّدوها بالحبال ومالك الشقة الكويتي الجنسية بوساطة إبزيم، ووضعوا على فمه لاصقًا طبيًا، إلا أنه حاول انتزاعه، فكتموا أنفاسه حتى الموت، واستولوا على مبلغ مالي وهاتفه وهاتف الخادمة، وفرّوا هاربين".

بعدما تحفظت قوات الأمن على كاميرات المراقبة في محيط العقار، الذي تقيم فيه الضحية، أظهرت صعود 3 أشخاص في وقت متزامن لارتكاب الجريمة، إلا أن المفاجأة كانت وقوف رجل وسيدة في الجهة المقابلة من المنزل، كأنهما يراقبان المترددين على العقار، وغادرا برفقة الأشخاص الثلاثة.

كما أظهرت كاميرات مراقبة أخرى، وقوف الرجل والسيدة اللذين ظهرا في فيديو كاميرا مراقبة الجريمة، برفقة الخادمة قبل وقوع الحادث بوقت قصير.

أداء تمثيلي للتمويه
قالت الخادمة الشابة في اعترافاتها بالتحقيقات: "عرضت أمر سرقة الرجل الكويتي على شقيقيها، وفوجئت بموافقة الاثنين، خاصة الأول، والذي رسم خطة لإنهاء الأمر، من دون أن ينكشف أمرهم".

أضافت: "اتفق شقيقي مع 3 من أصدقائه لسرقة شقة المجني عليه. تخوفت في البداية، إلا أنه طمأنني، قائلًا: "هنكتفك (نقيّدك) زيه، وناخد تليفونك تمويه"، وأن دوره وشقيقتهما اقتصر على المراقبة والرصد"، واستطاع الجناة سرقة مبلغ 321 دولارا- 10 دنانير&كويتية.

وكشفت التحقيقات أن المتهمين في الجريمة هم الخادمة، وشقيقتها "حميدة.م.إ"، وشهرتها "لمياء" (ربة منزل 36 عامًا)، وشقيقها "رفيق.م.إ"، وشهرته "رفيع"- خراط 31 سنة، وأيضًا شقيقهم&الرابع، ويدعى "أحمد.م.م.إ" وشهرته "كابوزة"- خراط 25 عامًا، ومقيم في منطقة بولاق الدكرور، و"محمد.إ.ع.م"، وشهرته "عثمان" 19 عامًا، و"علي.ر.إ" وشهرته "علوكة"- ميكانيكي 30 عامًا، و"عبدالرحمن.إ.م" وشهرته "عبده"- خراط- 19 عامًا، أصدقاء المتهم الأخير.

إظهار الوفاة طبيعية
أوضحت التحقيقات أن المتهمين قسّموا أنفسهم إلى مجموعتين لتنفيذ الجريمة، وجاءت الأحداث كما يلي: "يوم الحادث، راقب الثاني والثالث والخامس الطريق إلى مدخل العقار، وصعد كل من السادس والسابع إلى شقة المجني عليه، وطرقا على بابها.. ولدى فتح الأولى لهما قاما بدفعها، والتعدي عليها، بادّعاء أنهما مجهولان، وشلا حركة المجني عليه، وقيّدا يديه بالأفيز "خيط بلاستيك" يستخدم لربط مواسير المياه، وكمّما فمه باللاصق الطبي، إلا أنه قاومهما، وحاول نزع اللاصق مرات عدة، مما أحدث خدوشا حول فمه.. فقام السادس بكتم أنفاسه بقطعة قماش، حتى فارق الحياة، واستولوا على مبلغ وقدره 1000 جنيه مصري وهاتف محمول من جلباب المجني عليه.

كما كشفت التحقيقات أن المتهم السابع توجّه إلى غرفة النوم بإرشاد الأولى (الخادمة) وكسر أقفال الحقيبة، واستولوا منها على مبالغ مالية 321 دولارا، و10 دنانير&كويتية، وانصرفا من المكان، إلا أن الخادمة خشيت من آثار الشبهات حولها، فقامت بفك وثاق المجني عليه اللاصق الطبي والأفيز، وإلقائهما في سلة قمامة المطبخ محل العثور، ولم تنتبه إلى وجود أفيز ولاصق طبي أسفل الجثة، وادّعت كذبًا سقوط مخدومها مغشيًا عليه ووفاته".

ووجّهت النيابة العامة إلى المتمين تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وقررت حبسهم على ذمة القضية، بعدما سجلت لهم بالصوت والصورة الاعترافات أثناء تمثيل الجريمة.

إشادة كويتية
وحسب قانون العقوبات المصري، فإن المتهمين السبعة يواجهون عقوبة الإعدام شنقًا، في تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

من جانبه، أشاد القائم بأعمال سفارة دولة الكويت لدى القاهرة عادل السريع بالكفاءة التي تتميّز بها السلطات المعنية في مصر، مثمّنًا "التعاون ‏الذي أبدته مع السفارة، سواء بسرعة إلقاء القبض على الجناة أو إشراكها في تفاصيل الحادث والتحقيقات الجارية بشأنه".

وقال السريع، في بيان له، إن "السفارة تتابع عن كثب مع السلطات المصرية المعنية التحقيقات الجارية بشأن قضية مقتل مواطن ثمانيني (بدافع السرقة)"، لافتًا إلى إلقاء القبض على المتورطين في هذه الجريمة النكراء".

قدم السريع "خالص التعازي وصادق المواساة إلى أسرة المواطن الكويتي"، مؤكدًا متابعة السفارة ومحاميها التحقيقات الجارية، وذلك لضمان تقديم الجناة إلى المحاكمة، كي ينالوا الجزاء العادل".