الرباط: بمشاركة مسؤولين حكوميين مغاربة و كفاءات مغربية مقيمة في بلجيكا، نظمت الوزارة المكلفة المغاربة المقيمين بالخارج و شوؤن الهجرة، المنتدى المغربي - البلجيكي، اليوم الجمعة، بالرباط، تحت شعار "شراكة مبتكرة في خدمة الكفاءات".

وقال الوزير المنتدب المكلف المغاربة المقيمين بالخارج، عبد الكريم بن عتيق، إن دمج الهجرة تم لأول مرة في إطار التعاون الذي يجمع المملكة المغربية والبلجيكية منذ 55 سنة، في إطار الدورة ال 19 للجنة المختلطة للتعاون بين البلدين، التي انعقدت سنة 2016، في وقت اختارت فيه أغلب الدول أن تبتعد عن الخوض في إشكالات الهجرة، خوفا من الرأي العام، أو قوى محافظة تستغلها من أجل الصعود السياسي الانتخابي.

وأفاد بن عتيق أن اختيار المغرب الانكباب على موضوع الهجرة ليس اعتباطيا، بل من منطلق انخراطه في إطار آلية التعاون جنوب - جنوب، لكونه لم يعد بلد عبور بل استقرار، مما أدى لتبني سياسة جديدة برؤية استباقية، وهو ما تم اعتماده سنة 2013، بتسوية الوضعية القانونية لـ50 ألف مهاجر ، للاستفادة من خدمات الصحة والسكن و التعليم وغيرها.

وأشار إلى أن النجاح الذي حققته الكفاءات المغربية في دول الاستقبال ساهم في تقوية العلاقات الثنائية التي تجمع المغرب بها.

وقال بن عتيق:"يبلغ عدد مغاربة العالم 5 ملايين نسمة في أكثر من 100 دولة، 13 في المائة منهم استطاعوا الوصول لمواقع مهمة في صناعة القرار، وفق إحصاء يعود لسنة 1960، تم تسجيل 461 مغربيا حاصلا على بطاقة الإقامة في بلجيكا، نحن الآن نتكلم عن 700 ألف مغربي اندمجوا بشكل كلي و يساهمون في تنميتها، وهو ما نحرص على تطويره من خلال إحداث الجهة 13، وهي منصة إلكترونية تواكب التطور الاقتصادي للمقاولين من مغاربة العالم".

و أوضح وزير الشغل والإدماج المهني، محمد يتيم، أن حركية الهجرة بين البلدين ليست وليدة اليوم، بل ضاربة في عمق تاريخهما المشترك، مشيرا الى انها بدأت بتوظيف المغاربة كعمال في مجال الفحم، و تبلورت لاحقا بتوقيع اتفاقية اليد العاملة والضمان الاجتماعي، لتعطي انطلاقة حركية لتبادل بشري بكل مقوماته الاجتماعية.

و أشار إلى الدعم الذي تقدمه الوزارة من خلال برامج دعم بلجيكية في الشغل وتكافؤ الفرص، من خلال مشاريع تهدف إلى التمكين الاقتصادي للنساء، إضافة إلى مشروع قريب، يروم تحفيز الشباب على المبادرات الحرة &والتشغيل الذاتي.

من جهته، أفاد وزير الشباب والرياضة في بلجيكا، ذو الأصول المغربية، رشيد مدران، أن الهجرة أسست للعلاقات الثنائية بين البلدين أكثر من العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية.

و قال مدران:"أكثر من 31 في المائة من الأوروبيين من أصول مغربية لديهم دبلومات عليا، يساهمون في خلق الثروات و المعرفة بما يخدم البلدين، 80 في المائة من المغاربة ببلجيكا يجذبهم مجال الأعمال و يسعون لفتح شركات في بلدهم الأصلي، ينبغي فقط تقديم الدعم اللازم لهم".

و اعتبر السفير المغربي في بلجيكا، محمد عامر، أن الجالية المغربية بالخارج تمثل قوة هائلة، لكنها تفتقد للتنظيم، الذي يؤدي غيابه إلى علاقات محدودة بين الدول.

وذكر عامر أن الاستثمار في المجال الثقافي ضرورة حيوية لتعميق الصلة بين ما هو وطني و المساهمة في إشعاع المملكة خارجيا.&

و أفادت المستشارة في مجال التعاون والتنمية بسفارة بلجيكا في المغرب، أستريد ديلامين دوبكس، أن التعاون بين المملكتين يشمل برامج عديدة، تهدف إلى دعم الكفاءات، نظرا للدور المهم الذي يلعبه المغرب كنقطة تجمع الأفارقة، فضلا عن الاهتمام بقضايا المرأة والطفل والتنمية المستدامة ومحاربة الفقر.

و اعتبرت المسؤولة البلجيكية أن مجالات التعاون المشترك تحتاج إلى تطوير في بعض القطاعات الاجتماعية.

و قالت ممثلة الوكالة البلجيكية للتنمية بالمغرب، إيفلينماسشلين:"اعتمدنا السنة الماضية خطة عمل خاصة بالهجرة، كمحرك للتنمية الاقتصادية، ولدينا مشاريع ذات الصلة، من خلال"أمودو"، الذي يدعم المستثمرين المغاربة في بلادهم ويدعم فرص الشغل و التكوين المهني، إضافة إلى إدماج &المهاجرين بمشاريع تنموية".