أثار خروج أشخاص يمارسون «الرقية» ويعالجون بالأعشاب والحجامة، أمس، ضمن الطبقة العاملة في عيدها الأممي، احتجاجات واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي.&

إيلاف من الرباط: تداول نشطاء مغاربة صور مواطنين يرفعون لافتة باسم الإتحاد المغربي للشغل (نقابة للعمال) كتب عليها « المعالجون بالرقية والأعشاب والحجامة يشاركون الطبقة العاملة في عيدها الأممي في الأول من مايو»، وأرفقوها بعبارات تستنكر صمت الجهات المسؤولة عن أنشطة مجموعة من الذين يطلقون على أنفسهم «رقاة شرعيين» و«معالجين بالأعشاب»، تُمَارس في أماكن وفضاءات مشبوهة غير مرخصة.
&
وطالب بعض النشطاء بتدخل الدولة لوضع حد لما وصفوه بـ «العبث»، مؤكدين أن من يسمّون أنفسهم بـ «الرقاة» و«المعالجين الطبيعيين» يمارسون نوعًا من الدجل والنصب على المواطنين، الذين أصبحوا يلجأون إليهم، أمام ضعف الخدمات الصحية.&

في تعليقها على الحدث، قالت الكاتبة والقاصة المغربية لطيفة باقا لـ «إيلاف المغرب» إن مشهد خروج الرقاة في مسيرة الأول من مايو لهذه السنة كان هو الصورة الأكثر وضوحًا للوضع الذي وصلت إليه النقابات في المغرب.&

واعتبرت باقا أن هذه النقابات، التي أصبح البعض ينظر إليها كجزء من المشاكل الذي تتخبط فيها البلاد، خاصة بعد الفضائح التي ارتبطت بـ «مهنة» الرقاة والدجالين وممارسي الحجامة، حيث فقد هؤلاء الكثير من زبائنهم، وكان طبيعيًا أن يستغلوا الوضع الذي وصلت إليه بعض النقابات لمحاولة استرجاع ما ضاع منهم.&

بدوره أشار الكاتب والباحث في الحركات الإ

الكاتبة لطيفة باقا

سلامية المغربي سعيد الأكحل في تصريح لـ «إيلاف المغرب» إلى أن خروج الرقاة وممارسي الحجامة والعشابين في تظاهرة الأول من مايو يؤشر إلى مرحلة من التردي في وظائف الدولة ومؤسساتها لم يعهدها المغرب منذ الاستقلال.&

وأكد الأكحل أن الترخيص لهذه الفئات بتأسيس نقابة هو اعتراف رسمي بكل دجّال ومحتال وتصريح له بأن يمارس دجله وينصب على الضحايا بكل أمان، فالترخيص في حد ذاته يضمن الحماية القانونية للدجل، ويعتبره مهنة كباقي المهن.&

أضاف الكاتب المغربي أنه بدلًا من أن تمنع الدولة هذه الممارسات التي تضر بصحة المواطنين وعقولهم، نجدها توفر الحماية لممارسيها رغم تصاعد المطالب بمنعها ومعاقبة ممارسيها، خصوصًا بعد الفضائح التي كشفت عنها مواقع التواصل الاجتماعي.&

الكاتب سعيد لكحل&

وأوضح أن مهمة الدولة هي حماية المواطنين من كل ما يتهدد صحتهم الجسدية والنفسية ويمس بكرامتهم، مشيرًا إلى أن الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية، تفتح المجال للدجالين، حيث إنه في الوقت الذي يقدم فيه مئات الأطباء في القطاع العام استقالاتهم، بسبب عدم استجابة الحكومة لمطالبهم، وفي مقدمتها وسائل وظروف العمل، نجد الحكومة ترخص للرقاة والعشّابين لممارسة دجلهم وبالتالي تعرّض حياة المواطنين للخطر.

وجّه الأكحل انتقادات حادة إلى بعض النقابات العمالية التي قال إنها تفتح أبوابها للدجالين وتدعم حضورهم بين منخرطيها بدلًا من صدّهم والتنديد بممارساتهم.



&