إيلاف من لندن: أعلنت الصين اليوم أن العراق أصبح أكبر مورديها من النفط والشريك التجاري الاول بميزان وصل إلى 30 مليار دولار كاشفة عن خطط لتسهيل&منح سمات الدخول إلى العراقيين.

وقال السفير الصيني الذي باشر مهمته في العراق الشهر الماضي "تشانغ تاو" ،إن العلاقات العراقية الصينية تطورت فـي الـسنوات الأخـيـرة بـشـكـل مــمــتــاز منذ أن شهد العام 2015 اقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية على المستوى السياسي تأكيدًا على الاهتمام البالغ مـن قبل قيادة البلدين على تطوير العلاقات الثنائية في اشارة إلى توقيعهما منذ&ذلك العام خلال زيارة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي للصين على خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري والدبلوماسي والنفط والطاقة.

وأشار السفير في تصريحات لصحيفة "الصباح" العراقية الرسمية الاحد، واطلعت عليها "إيلاف"، إلى أنّه على الصعيد الاقتصادي، فـإن تعاون البلدين في هذا المجال يحافظ على زخم جيد .. منوها إلى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين يـزداد ويتطور كثيرا سنويا وبنسبة 10 بالمئة، حيث تجاوز التبادل الاقتصادي 30 مليار دولار فـي الـعـام المـاضـي.

الشريك التجاري الاكبر

وأوضح أن الصين تعتبر الان اكـبـر شـريـك تـجـاري لـلـعـراق وكـذلـك يعتبر الـعـراق ثاني اكبر مـورد نفطي للصين ورابـع اكبر شريك تجاري للصين في الشرق الاوسط".&

وأكد السفير وجود خطط لتوسيع منح تأشيرات الدخول للعراقيين إلى بلاده قائلا انه كانت هناك مشاكل حول هذا الامر لكن السفارة تقوم حاليا على تسهيل منحها للعراقيين.. منوها إلى "ان النظام الالكتروني للحصول على التأشيرات يواجه بعض المشاكل وقد عالجنا تلك المشكلة، ونعمل الان على منح تاشيرات الــدخــول إلى الـصـين فـي القنصلية الـعـامـة بمدينة أربيل، وقمنا بانفاق 5 ملايين يوان للقنصلية العامة في اربيل" عاصمة اقليم كردستان الشمالي.

وبين السفير إلى أنّ بلاده ستطلق مــشــاريــع جــديــدة بـعـد تــحــول الـسـفـارة الصينية إلى مكانها الـجـديـد وسـتـوسـع عمليات منح التاشيرات، حيث تمنح السفارة حاليا قرابة 20 الف تاشيرة سنويا معظمها لرجال الاعـمـال والطلبة، وهي تسعى خلال الفترات المقبلة لتفعيل التأشيرة السياحية .

واوضح السفير تاو &أنّ بلاده قدمت في السنوات الاخيرة مساعدات مالية بقيمة 200 مليون يوان (حوالي 80 مليون دولار) إلى العراق كما انها تقدم مساعدات اخرى إلى العراق عن طريق الامم المتحدة".

علاقات دخلت عامها الـ61&

يشار إلى أنّ العراق والصين احتفلا العام الماضي بالذكرى الستين لاقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما وفي الوقت الحالي تتشعب أوجه هذه العلاقات وتشمل مجالات عدة من أهمها، مجال النفط والطاقة بشكل عام، فالصين تحتاج إلى البترول كثيرا، وهي ثاني أكبر دولة مستهلكة للنفط في العالم وتعتمد بشكل كبير على الشرق الأوسط كمصدر لهذه الطاقة ولاهمية العراق كأحد أهم مصادر النفط في العالم، لذا يعمل الطرفان على زيادة المشروعات والاستثمارات في هذا المجال.

وحاليا، هناك تعاون كبير جدا بين البلدين، يظهر في مشروعات تطوير الصناعة النفطية وبنيتها التحتية بكافة منشآتها ومرافقها (المساكن والخدمات الطبية والتعليمية وتشغيل العمالة المحلية)، في أغلب مناطق العراق وخاصة الوسط والجنوب.. ومنها مشروعات تطوير حقل الأحدب في محافظة واسط منذ 2008، وتطوير حقول أخرى في البزركان والفكة وحلفاية في محافظة ميسان، ومشروع مصفاة النفط في ميناء الفاو بمحافظة البصرة، والذي تجري شركتان صينيتان هما (الصين للطاقة China Power ونيركو Nerco)، مفاوضات مع شركات أخرى من أجل تنفيذه وهذا يعني أن الشركات الصينية ما تزال المستثمر الأكبر في العراق في هذا المجال. وفي مجال الكهرباء، هناك تعاون كبير أيضا، يتمثل في أن شركات الطاقة الكهربائية الصينية تولد أكثر من 50% من الكهرباء المزودة لبغداد ونواحيها. والبضائع الصينية منتشرة بالعراق، خاصة الأجهزة المنزلية، وتحظى بالإقبال بفضل جودتها وملاءمة أسعارها مع الواقع المحلي.&

وعلى صعيد بالأرقام الصين حاليا هي أكبر شريك تجاري للعراق، والعراق ثالث أكبر شريك تجاري للصين بين الدول العربية. وقد بادرت الصين بإعفاء العراق من ديون باهظة متراكمة من عهد النظام السابق تقدر بمليارات الدولارات ورغم المخاطر الناجمة عن احتلال الإرهابيين للموصل والمحافظات الغربية عام 2014 ولم تنسحب الشركات الصينية وطواقمها، أو ينقضوا تعهداتهم بأعمالهم، بعد أن غادر جميع الأجانب العراق.

وحاليا، تقدم الصين 40 منحة دراسية سنويا للطلاب العراقيين، والعراق بدوره يخصص مقاعد دراسية في معهد اللغة العربية للطلاب الصينيين الراغبين في دراسة اللغة العربية.&