قبل عامين، في 14 مايو 2017، ترجل الصحافي المخضرم تركي السديري عن صهوة الكلمة والموقف واللقاء، وغادر، تاركًا وراءه فراغًا ربما لن يحد من يسده زمنًا طويلًا. صحب الراحل تذكروه، فقالوا فيه الكثير.

إيلاف من الرياض: تمر اليوم الذكرى السنوية الثانية لرحيل الصحافي تركي السديري، أو ملك الصحافة كما سماه الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.

قبل أيام من حلول هذه الذكرى، كتب المغردون ذكرياتهم عن الراحل وعن جريدة "الرياض" إبان رئاسته تحريرها، فيما كتب زملاؤه أو من عمل معه ذكرياتهم ومواقفهم الخاصة معه.

مصدر للأمان

الكاتب عماد العباد عن ذكرى رحيل السديري: "كنا نرى الأستاذ كبيرًا جدًا، كبيرًا بحجم الأب الذي يحمل عنا الأوزان التي لا نطيق حملها، ويحجب عنا مفاجآت الحياة المخيفة. كان بالفعل مصدرًا للأمان. عندما يخطئ أحدنا ويتسبب في أزمة مع جهة خارج الجريدة، يذهب ليختبئ خلفه، يعلم أنه سيوبخه على الخطأ، لكن يعلم أيضًا أنه سيحميه. هذا الشعور بقوة الرجل وعظمته لم يكن حكرًا على العاملين في الجريدة، بل كان بعض المسؤولين الكبار يستنجدون به لحل أزماتهم ".

وغرد الكاتب رجاء ساير المطيري في صفحته في تويتر: " ‏14 مايو الذكرى الثانية لرحيل تركي بن عبدالله السديري، أيقونة جريدة الرياض وباني مجد مؤسسة اليمامة الصحفية، وملك الصحافة السعودية، والرمز الإعلامي العربي. رحيله مؤلم، وذكراه حاضرة على الدوام. وحسبك تكريمًا له في ذكرى رحيله الثانية أن تقول فقط ’تركي بن عبدالله السديري‘ لأن اسمه اختزل كل معاني الريادة والنجاح والتفوق".

الكاتب رجا المطيري&

صديق الملك سلمان

في لقاء سابق مع الكاتب مازن السديري، نجل الراحل، قال حول علاقة والده بالقيادة السياسية: "كان الوالد يؤخذ برأيه أحيانًا لدى القيادة وتقرأ مقالاته، ولطالما اتصل الديوان الملكي به في المنزل، ويكون هناك تواصل في حدود العمل، وكان له تواصل خاص مع الملك فهد، وأحيانًا يخالفه الرأي، لكن الملك كان يعرف أن آراءه نابعة من حب ووطنية، وأنه لا يتبع أجندة وأيديولوجيا معينة. وكان له تواصل كذلك مع الملك عبدالله والأمير سلطان والأمير نايف رحمهم الله جميعًا. أما في ما يخص الملك سلمان فاللقاءات كثيرة جدًا، وعلاقتهما قوية تصل إلى حد الصداقة".

واجه الصحوة بالتنوير

سبق للكاتب محمد السيف أن كتب في الراحل :"أدار صحيفته بكل وعي ويقطة، وواجه المد الصحوي منذ بداياته، وسخر صحيفته مشعلًا للتنوير".
&

تغريدة ناشر إيلاف الإعلامي عثمان العمير

كذلك غرد عثمان العمير، ناشر "إيلاف" ورئيس تحريرها، عن الراحل في صفحته في تويتر، قائلًا:‏ "في مثل غد الرابع عشر من مايو 2017، غادرنا المبدع، الأستاذ ، الأستاذ، المعلم،المعلم، الصديق، الأنيس، المؤنس،.. المُشرع عقله وعمله لحيوية المستقبل وحاسة التجدد، وبوابة الأقلام المبدعة. والصحافة النشطة".

وعلى الرغم من مرور فترة زمنية على رحيل تركي السديري، ما زال الحديث عن حجم الفقد والفراغ الكبير الذي تركه في ساحة الصحافة السعودية والعربية، خصوصًا أن السديري من أشهر الصحفيين السعوديين والخليجيين، وقد شغل منصب رئيس تحرير صحيفة الرياض ما يربو عن أربعة عقود، وعرفه القراء من خلال زاويته اليومية الشهيرة "لقاء".