إيلاف من دبي: قال عثمان العمير ناشر صحيفة "إيلاف" الإلكترونية ورئيس تحريرها، إنّ التطور الحاصل حالياً في وسائل التواصل وتحولها إلى وسيلة إعلامية، ما هو إلا نتاج للتطور المستمر الذي شهدته وسائل الإعلام عبر العصور المختلفة.

وأكد أن المشهد الإعلامي في وسائل التواصل الاجتماعي حالياً هو أشبه بالثورة، ولكن سيأتي وقت تهدأ فيه هذه الثورة ليستقر الأمر في النهاية على شكل أشبه بالإعلام التقليدي مضافاً إليه التطور التقني. مشددا على أهمية بناء مؤسسات إعلامية متطورة تستطيع محاربة الأخبار الكاذبة والحملات الترويجية المضللة.

تطورات جذرية

أشار العمير خلال مشاركته في حلقة نقاشية عقدها موقع "إرم نيوز" الإخباري، احتفالاً بالذكرى السادسة لتأسيسه، بعنوان "من يصنع الرأي العام في عصر السوشيال ميديا؟"، واستضافها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية مساء السبت، إلى أن على المؤسسات الإعلامية التأقلم مع التطورات الجذرية التي شهدتها الساحة الإعلامية بفعل التطورات التقنية.

ونوّه في هذا السياق بالتجربة الناجحة لصحيفة "نيويورك تايمز" التي قامت بتغييرات متعددة في طريقة عملها لتتأقلم مع هذه التطورات، في الوقت الذي سقطت فيه مؤسسات إعلامية عريقة، لأنها لم تستطع أن تواكب تلك التطورات.

وقال العمير إن هناك طرقاً عدة للوصول إلى الخبر الصحيح وأسساً موضوعية لهذا الأمر، أهمها بناء مؤسسات إعلامية متطورة تستطيع محاربة الأخبار الكاذبة والحملات الترويجية المضللة.

حضر الحلقة النقاشية لفيف من الباحثين والأكاديميين والكتَّاب والصحافيين ورجال الإعلام. وقد شارك فيها إلى جوار الأستاذ عثمان العمير كل من الإعلامي الكويتي سعود مطلق السبيعي، والإعلامي الإماراتي محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة "الرؤية".

الأخبار الكاذبة

بدوره، قال محمد الحمادي رئيس تحرير صحيفة "الرؤية" الإماراتية إنه يمكن الحصول على الأخبار من خلال مواقع وسائل التواصل الاجتماعي على الرغم من الأخبار المكذوبة والشائعات التي تزدحم بها هذه المواقع، مؤكداً أنه "لا نستطيع أن ننكر أننا نعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي في الكثير من الأحيان، حيث تتميز بسرعة نشرها للأخبار".&

وأوضح أن "من لا يستخدم وسائل التواصل يغمض عينه عن كمّ هائل من المعلومات"، مشيرا إلى أن "الشخصيات المؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي لديها وسائل عدة لتحقيق الانتشار الواسع في فضاء الإنترنت، وعلينا ألا نقع فريسة التضليل الذي قد تمارسه مثل هذه الشخصيات التي قد تكون لديها أجنداتها الخاصة، ويجب علينا أن نميز بين نوعية الشخصيات التي نستمد منها المعلومات والأخبار عبر وسائل التواصل".

تطورات وتحولات

من جانبه، أشار الإعلامي الكويتي سعود مطلق السبيعي إلى أن الإعلام التقليدي شهد تطورات وتحولات، حيث أصبحت للصحف مواقع إلكترونية وصفحات خاصة بها على فايسبوك وتويتر، وقد استفادت المؤسسات الإعلامية التقليدية بشكل واسع من التقنيات الحديثة.

ويرى السبيعي أن الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي لها أسلوب شيّق ومختلف، وعلى الإعلاميين تغيير أسلوبهم في الكتابة لجذب القراء ومواكبة الطريقة المختصرة في إيصال المعلومة للمتابعين، منوها بأن الذي سيفوز في النهاية هو صاحب المصداقية في معلوماته.

وفي ما يتعلق بضبط محتوى ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لفت إلى أن وعي الشخص الذي يقوم بعملية النشر يأتي في المرتبة الأولى، وبعد ذلك تأتي القوانين التي تصدرها الحكومات لضبط وسائل الإعلام الإلكترونية.

تخلل الفعالية تكريم الدكتور جمال سند السويدي مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في الإمارات من قبل موقع "إرم نيوز"، وذلك بالنظر إلى إسهاماته الفكرية المتواصلة في خدمة المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة ودعم عملية البحث العلمي.