وافقت حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة، ومقرها طرابلس، بشروط، على "هدنة إنسانية" في جنوب طرابلس دعت إليها بعثة الأمم المتحدة بمناسبة عيد الأضحى.

إيلاف: نشرت حكومة الوفاق بيانًا في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة السبت أعلنت فيه "حرصًا منا على تخفيف معاناة المواطنين (...) واستجابة لمطالبة بعثة الأمم المتحدة، نعلن قبول هدنة إنسانية محددة خلال أيام عيد الضحى".

لكن الحكومة ربطت قبولها بهذه الهدنة بموافقة الطرف الآخر المتمثل في قوات المشير خليفة حفتر على أربعة "ضوابط" تتضمن أن "تشمل الهدنة كل مناطق الاشتباكات"، وأن يتم "حظر الطيران وطيران الاستطلاع في الأجواء كافة ومن كل القواعد الجوية التي ينطلق منها".

كما اشترطت حكومة الوفاق أيضًا "عدم استغلال الهدنة لتحرك أي أرتال أو القيام بأي تحشيد"، إلى جانب اشتراط "تولي البعثة الأممية ضمان تنفيذ اتفاق ومراقبة أي خروقات".

وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا دعت &الخميس الأطراف المتحاربة في جنوب العاصمة طرابلس إلى قبول هدنة إنسانية في عيد الأضحى.

وعبّرت البعثة عن أملها بأن "تتلقى موافقة مكتوبة من قبل هذه الأطراف في موعد لا يتجاوز منتصف ليل الجمعة/السبت من هذا الأسبوع".

وطالبت بعثة الأمم المتحدة للدعم طرفي النزاع في مناسبات عديدة بالموافقة على هدنة إنسانية، لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل. وتعود الدعوة الأخيرة للبعثة إلى قبول هدنة مماثلة إلى نهاية يونيو الماضي عندما طالبت بهدنة إنسانية خلال عيد الفطر.

لم يصدر أي قرار بقبول أو رفض الهدنة من قبل القوات الموالية للمشير حفتر. ولم تتمكن قوات حفتر من إحراز تقدم كبير صوب طرابلس، حيث تواجه مقاومة شرسة من قوات حكومة الوفاق، إلى جانب استعادة الأخيرة مدينة غريان الاستراتيجية قبل أكثر من شهر التي كانت غرفة عمليات رئيسة لقوات حفتر في غرب ليبيا.

وتواصل قوات حفتر منذ الرابع من أبريل الماضي هجومًا للسيطرة على طرابلس، حيث مقرّ حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة .

وتسبّبت المعارك منذ اندلاعها، والتي دخلت الشهر الخامس، بسقوط نحو 1100 قتيل وإصابة 5762 بجروح، بينهم مدنيون، فيما اقترب عدد النازحين من 120 ألف شخص، بحسب وكالات الأمم المتحدة.
&