أنقرة:أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية أن العملية التركية ضد القوات الكردية في سوريا، التي يبدو أنها باتت وشيكة، ستساهم في جلب "السلام والاستقرار" إلى سوريا.&

وقال مصدر في الرئاسة التركية "خلال هذه المكالمة، أعلن الرئيس أن العملية العسكرية المقررة في شرق الفرات ستساهم في جلب السلام والاستقرار إلى سوريا وستسهل الوصول إلى حل سياسي".&

وأكدت تركيا الثلاثاء أنها اقتربت من إطلاق عملية عسكرية جديدة في سوريا ضد قوات وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة مجموعة "إرهابية".&

حوار مع دمشق

ودعت الإدارة الذاتية الكردية الأربعاء روسيا للقيام بدور "الضامن" في "الحوار" مع دمشق.

وأوردت في بيان "الحل الأمثل من أجل نهاية الصراع والأزمة في سوريا يكمن في الحوار وحل الأمور ضمن الإطار السوري- السوري"، مضيفة "نتطلع إلى أن يكون لروسيا دور في هذا الجانب داعم وضامن وأن تكون هناك نتائج عملية حقيقية"، وذلك بعد وقت قصير من اعلان دمشق استعدادها "لاحتضان أبنائها الضالين" في إشارة إلى المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم واشنطن.

وحشدت تركيا عشرات الآلاف من المقاتلين السوريين الموالين لأنقرة للمشاركة في هجوم تركي يبدو وشيكا ضد قوات سوريا الديموقراطية الكردية في شمال سوريا، كما قال أحد المتحدثين باسمهم.

وتم تجميع هذه القوات التي قدم معظمها من مناطق تسيطر عليها تركيا في شمال غرب سوريا في مخيم سابق للاجئين في بلدة أقجة قلعة الحدودية.&

وينتمي هؤلاء المقاتلون إلى فصائل في الجيش السوري الحر تقوم أنقرة بتمويلها وتدريبها.

وبعد أن أكد أن "هناك احتمالا بنسبة 99 بالمئة بأن يبدأ الهجوم هذه الليلة"، قال عبد الرحمن غازي داده الناطق باسم كتائب "أنوار الحق" وهو فصيل صغير في الجيش السوري الحر أن 18 ألف مقاتل على الأقل يفترض أن يشاركوا في مرحلة أولى في الهجوم التركي المنتظر.

واضاف لصحافيين في أقجة قلعة أن "ثمانية آلاف مقاتل يفترض أن يشاركوا على محور تل أبيض وعشرة آلاف في محور راس العين".

وتابع أن عددا لم يحدد بعد من مقاتلي الجيش السوري الحر ستطلب منهم المشاركة في محور ثالث محتمل هو عين العرب أو كوباني.

وتل ابيض وراس العين وكوباني ثلاث بلدات في شمال شرق سوريا تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة إرهابية، لكنها متحالفة مع الولايات المتحدة لمكافحة الجهاديين.

قلق فرنسي

من جانبها، &أكدت الرئاسة الفرنسية الأربعاء أن الرئيس إيمانويل ماكرون أعرب عن "قلقه الشديد" من عملية عسكرية تركية محتملة في شمال سوريا، والتقى بالقيادية الكردية إلهام أحمد الاثنين.&

وأوضحت مصادر في محيط الرئيس الفرنسي لوكالة فرانس برس أن "الفكرة هي الإظهار بأن فرنسا تقف إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية لأنهم حلفاء أساسيون في القتال ضد داعش، وبأننا قلقون جداً من احتمال شن عملية عسكرية تركية في سوريا وسنوصل هذه الرسائل مباشرة للسلطات التركية".&

وبعد اعلان الاحد سحب عسكريين اميركيين من شمال شرق سوريا تمهيدا لعملية عسكرية تركية غير الرئيس دونالد ترمب الاثنين لهجته مؤكدا انه "سيقضي على الاقتصاد التركي تماما في حال تجاوزت انقرة حدودها".

وكتب ترمب في تغريدة "قد نكون في طور مغادرة سوريا، لكننا لم نتخل بأي شكل كان عن الأكراد الذين هم أشخاص مميزون ومقاتلون رائعون"، مشددا في الوقت نفسه على أن واشنطن لديها علاقة مهمة مع تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي والشريك التجاري.

وسخر رئيس الوزراء الفرنسي ادوار فيليب الثلاثاء من هذا التعليق مؤكدا ان الحكومة الفرنسية تفضل ان "تقول الامور بشكل ثابت ومتماسك بدلا من التردد الواضح لبعض الاطراف وخصوصا من قبل أصدقائنا الأميركيين".

وأكد "ضرورة الحفاظ على قوات سوريا الديموقراطية" معربا عن القلق بسبب تهديدات تركيا بشن هجوم على شمال شرق سوريا.