بعد المشادة الكلامية من العيار الثقيل بين مراسلة "أم تي في" جويس عقيقي والملحن سمير صفير، يبقى القول إن التعرض للإعلاميين في تغطية التظاهرات يبقى خطًا أحمر.

بيروت: نشبت مشادة كلامية من العيار الثقيل بين مراسلة "أم تي في" جويس عقيقي والملحن سمير صفير بعدما قاطع الأخير عقيقي خلال استعدادها للإدلاء برسالتها مباشرة على الهواء بعد كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون، إذ توجّه صفير إلى عقيقي مصحّحًا لها بأن تقول "فخامة الرئيس" وليس "رئيس الجمهورية".

الملحّن الذي أظهر نيّة واضحة لافتعال إشكال مع عقيقي، رغبة منه في إيصال رسالة واضحة إلى إدارة المحطة تخطّى حدود الأخلاق وقرر أن يعبّر برسالته إلى المحطة عبر المراسلة بشتمها ومحاولته التقدّم باتجاهها لو لم يردعه الموجودون الذين سجّلوا اعتراضًا على تصرّفه. لم يعد مقبولاً التعرّض للاعلاميين في هذه الطريقة، لا سيّما الخطاب اللاأخلاقي في مواجهة المرأة لدى الاختلاف في الرأي معها، ليكون الاتجاه في صوب الأعراض.

في تفاصيل المشادة العنيفة التي حصلت بين عقيقي وصفير، ردّ صفير على أحد الموجودين بأنّ قناة الـ"أم تي في" لن تسمح له بالكلام، في إشارة إلى عدم رغبة المحطة في الإضاءة على الآراء الموالية لرئيس الجمهورية، لا سيّما أنّ صفير معروف بمواقفه المتعصّبة لـ"التيار الوطني الحرّ".

وتوجّه صفير إلى عقيقي قائلا: "أريد التكلّم قبلك حتى لو كانت تتكلم في رسالتها، مش هنّي هيك بيعملوا أنا بدّي أعمل هيك"، فردّت عليه عقيقي قائلة: "سمير انا أؤدي عملي المهني"، لكنّ صفير بقي متعنّتًا برأيه وقال لعقيقي إنه يريد التكلّم قبلها: "زيحوا عن كاميرات الـ"أو تي في". وتابع: "بكفّي عهر، أنتم سلطة رابعة؟!".

عقيقي ردّت على صفير: "عيب"، ليردّ عليها: "عيب عليك انت". وأمام الكلام الثقيل من صفير، فجّرت عقيقي غضبها وبدأت تصرخ تجاهه: "لا أسمح لك بهذا الكلام، عيب عليك".

وكما في كل مرة يتحول المراسلون في لبنان الذين يمارسون مهامهم وعملهم بنقل الخبر وتغطية الخبر الى ضحية للاعتداءات والمضايقات التي تطالهم من جهات عدة.

اعتداءات

والتعرض لعقيقي ليس الأول ولن يكون الخير وآخر ما تعرض له هؤلاء ما جرى خلال تغطية تظاهرات وتحركات الاحد الاحتجاجية التي حصلت في وسط العاصمة بيروت وبعض المناطق، حيث اعتدى بعض الأشخاص على مراسل قناة mtv نخلة عضيمي أثناء تغطيته التظاهرة وطال الاعتداء كذلك المصور كريستيان أبي نادر.

أما مراسل قناة otv جورج عبود فقد تعرض الى محاولة اعتداء من قبل متظاهرين، كما واجه شعارات نابية أطلِقت بحقه وطالت كذلك التلفزيون الذي يعمل فيه، فيما دفع متظاهرون مراسل قناة LBCI يزبك وهبي خلال تغطيته التحركات امام السراي الحكومي كذلك، لكنه علق في ما بعد قائلًا: " الدفع كان ضمن المعقول ومن ضمن عملنا حين كنّا وسط المتظاهرين…هي مهنة البحث عن المتاعب…أليس كذلك".

من المؤسف اننا ما زلنا بحاجة للحديث عن ضرورة عدم التعرض للاعلاميين والسماح لهم بممارسة عملهم من دون أي مضايقة او تعرّض مهما كان الاختلاف بالرأي، ففي النهاية هؤلاء ينقلون الصورة على الأرض، وهي مهمة تخدم المتظاهرين او المحتجين أولًا، وتأمين الظروف الملائمة لاداء واجبهم مسؤولية الجميع خصوصًا القوى الأمنية.