أسامة مهدي: اضطر تصاعد الاحتجاجات في محافظة عراقية جنوبية وسيطرة المتظاهرين على معظم شوارعها وجسورها إلى سحب قوات مكافحة الشغب من شوارعها فيما استمر قطع الشوارع والجسور في محافظات البصرة والنجف وبابل والاضرابات والمواجهات في كربلاء وميسان، اضافة الى اغلاق الطرق بين بعض هذه المحافظات.

فقد أصدر قائد شرطة محافظة ذي قار الجنوبية اللواء محمد القريشي "أبو الوليد" الاثنين أمرًا بسحب قوات مكافحة الشغب من شوارع المحافظة واستبدالها باخرى. كما وجه بتكليف قوات النجدة والشرطة المحلية متابعة الأوضاع الميدانية في المحافظة التي تعتبر الاكثر اضطرابا وتضحيات بين مناطق العراق الاخرى المشاركة في تظاهرات الاحتجاج الشعبية التي انطلقت في الاول من الشهر الماضي والمطالبة باسقاط النظام وانهاء الهيمنة الايرانية على البلاد.

وجاء سحب هذه القوات إثر تصاعد المواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية، والتي اسفرت أمس عن مقتل 13 متظاهرًا بعد أن قطع المحتجون في الناصرية عاصمة المحافظة الجسور ومعظم الطرق فيها.

وقالت شرطة ذي قار في بيان إن "المحافظة تمر بمنعطف تاريخي خطير حيث وجود المغرضين الذين يحاولون ايقاع الفتن واثارة الشغب والفوضى والذهاب بعيدا عن السلم والامن والحاق الضرر بالآمنين لذلك تدعو إلى الحفاظ على سلمية التظاهر للمطالبة بالحقوق المشروعة وفي الطرق الحضارية وضمن المواقع المحددة للتظاهر من قبل الناشطين المدنيين والقائمين على التظاهرات في المحافظة والابتعاد عن الاضراب القسري واشعال الحرائق وقطع الطرق العامة والجسور لما لها من ضرر يتسبب بإيقاف مصالح الكادحين وقطع ارزاقهم".

متظاهرو الناصرية

وشهدت هذه المحافظة خلال الاسابيع الاخيرة من الاحتجاجات حرق مقرات جميع الاحزاب السياسية والمليشيات العراقية المسلحة المرتبطة بإيران وهروب غالبية المسؤولين فيها من المحافظة.

أما في محافظة بابل جنوب بغداد، فقد اقدم محتجون على قطع الطريق الرابط بين محافظتي بابل وكربلاء تضامناً مع الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها البلاد وامهلوا الحكومة المحلية أسبوعا للاستجابة لمطالبهم.&

حقوق الانسان: اعتداء الامن على مسعفين واستمرار الخطف

واليوم طالبت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان الحكومة بالتدخل العاجل لإيقاف العنف بشكل فوري واتخاذ أقصى درجات ضبط النفس وتطبيق معايير الاشتباك الآمن والمحافظة على أرواح المتظاهرين والقوات الأمنية.

وأشارت المفوضية في بيان تابعته "إيلاف" الاثنين إلى انها وثقت استمرار تلقيها البلاغات والشكاوى عن اختطاف ناشطين وإعلامين ومحامين وتجار من قبل مجهولين.. وطالبت الحكومة والأجهزة الامنية بتكثيف جهودها لمعرفة مصير المخطوفين وإحالة المجرمين للقضاء.

وأوضحت أنها وثقت أيضا قيام القوات الامنية باحتجاز عدد من المسعفين والاعتداء عليهم قرب بناية البنك المركزي في شارع الرشيد بوسط العاصمة، حيث كانوا يقدمون اسعافات وعلاجات خاصة للجرحى وحالات الاختناق التي تحصل عند رمي الرصاص او القنابل المسيلة للدموع.. ودعت القوات الامنية بتسهيل عمل فرق المسعفين التطوعية وحمايتهم ومنع الاعتداء عليهم.

إضراب عام في البصرة والبرلمان يناقش قانون الانتخابات

وفي محافظة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط، فقد عمّ الاضراب الشامل مرافقها ما ادخل القوات فيها إلى حالة الانذار القصوى مع استمرار قطع أغلب الطرق الرئيسية والمؤدي بعضها إلى مواقع وحقول للنفط مورد العراق الرئيسي.

وتأتي هذه التطورات في وقت يناقش فيه مجلس النواب العراقي في وقت لاحق اليوم قانون الانتخابات البرلمانية العامة والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات رغم رفض بعض السياسيين لعدد من فقرات القانون. وينص مشروع قانون الانتخابات على تقليص مقاعد المجلس إلى 251 بدلا من 329 مقعدًا وخفض سن الترشح إلى 25 عاما بدلا من 30.

وتشهد بغداد ومحافظات جنوب العراق منذ الاول من الشهر الماضي أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد ضد النظام القائم والهيمنة الايرانية على البلاد منذ سقوط النظام السابق عام 2003.