إيلاف: فيما دخلت الانتفاضة العراقية في صفحتها الثانية شهرها الثاني اليوم، فقد تصاعدت المواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية في محافظات جنوب البلاد، وتوسعت عمليات غلق الجسور والطرق، فيما تقف الحكومة عاجزة او غير راغبة في تحقيق الاصلاح الشامل، خاصة وان غالبية المسؤولين المستدعين&للتحقيق في عمليات فساد موجودة&خارج البلاد.&

وتؤكد مصادر عراقية عليمة تحدثت الى "إيلاف" اليوم ان غالبية المستدعين&للتحقيق او الصادرة بحقهم اوامر اعتقال في قضايا فساد دأبت السلطات على اصدارها خلال الاسابيع الاخيرة لاظهار "جديتها" في مكافحة الفساد هم مسؤولون من الدرجات الثانية او الثالثة في السلم الحكومي.

ونوهت بأن السلطات لم تستطع لحد الآن مواجهة حيتان الفساد الرئيسيين في البلاد، وبينهم رؤساء وزارات سابقون وقادة احزاب وزعماء ميليشيات من الذين يطالب المحتجون باحالتهم على القضاء.

واكدت المصادر ان غالبية المسؤولين الذين تصدر بحقهم مذكرات قبض واستقدام موجودة خارج البلاد في بلدان مجاورة او اوروبية بعدما استطاعت اخراج الاموال التي نهبتها اليها.&

البصرة
وفي محافظة البصرة الجنوبية الغنية بالنفط فقد تصاعدت الاحتجاجات فيها صباح الثلاثاء بقطع جميع الطرق الرئيسة والجسور وعزل مدينة البصرة عاصمتها عن بقية مدنها. &&

مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في وسط بغداد

كما قطع المحتجون الطريق المؤدي الى ميناءي ام قصر وور الزبير ومعمل الاسمدة ومجمع الخزن والتصدير والمحطة الغازية لإنتاج الكهرباء والمرفأ النفطي ومصفى الشعيبة في غرب المدينة وقطع طريق ابو الخصيب الفاو وعزل قضاء الفاو وشط العرب عن مركز البصرة في وقت لا تزال جميع الادارات في مدينة البصرة مغلقة.

وفي وقت لاحق بعد ظهر اليوم فقد اعُيد فتح الطرق المغلقة في المحافظة التي شهدت شللًا تامًا تعذر بسببه افتتاح الادارات الحكومية. وقالت وكالة "شفق نيوز" العراقية من البصرة انه تمت اعادة فتح جميع الطرق والشوارع والجسور في البصرة بعدما قطعت منذ منتصف ليلة الأمس من قبل المتظاهرين الذين هدفوا من هذا الاجراء الى منع الدوام الرسمي في الادارات الحكومية وهذا ما تحقق بالفعل.

ذي قار
اما في محافظة ذي قار الجنوبية التي تعتبر مع البصرة من اكثر مناطق العراق اضطرابا وتوسعا في الحركة الاحتجاجية، فقد تم الاعلان عن تعطيل الدوام الرسمي الثلاثاء لدواعٍ أمنية بعد مواجهات عنيفة بين المحتجين والقوات الامنية وحرق منزل نائب وادارات حكومية.

وقالت قيادة شرطة محافظة ذي قار ان 28 شرطياً اصيبوا قرب حقل الغراف النفطي في شمال المحافظة. بعدما نظم المحتجون تظاهرة عند الشارع المؤدي إلى الحقل.

كربلاء
أما في محافظة كربلاء، فقد اصيب عشرات المتظاهرين في اشتباكات بين المحتجين والقوى الأمنية. وتجددت الصدامات الليلة الماضية بعدما قطع المحتجون طرقاً وأحرقوا إطارات السيارات وأضرموا النار في مصارف أهلية، حيث أقدمت عناصر ملثمة على حرق مصرف بغداد الأهلي القريب من مبنى المحافظة وفي مصرف إيلاف الأهلي.

بغداد
اما في العاصمة بغداد، فقد قتل متظاهر بطلق مطاطي اطلقته القوات الامنية ضد محتجين عند جسر الاحرار في وسطها في حين اصيب حوالى 20 اخرين بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي.

كما انضم مئات المواطنين الى جموع المتظاهرين المعتصميـن في ساحة التحـرير في وسط المدينة رافعين شعارات وهاتفين برفضهم لمشروع قانون انتخابات مجلس النواب بصيغته الجديدة.

جاء هذا الحراك بعد يوم من اعلان مجلس النواب العراقي عن انتهاء مناقشـة مشروعي قانوني انتخابات مجلس النواب والمفوضية العليا للانتخابات الجديدين.

من جهتها، أعلنت مديرية الدفاع المدني في بغداد عن إصابة ضابط و10منتسبين بعد تعرّضهم لقنابل مولوتوف في منطقة حافظ القاضي وشارعِ الرشيد وسط العاصمة اثناء محاولتهم إخماد الحرائق التي اندلعت هناك.

النجف
وفي محافظة النجف، فقد تم اغلاق عدد من الشوارع والاستمرار في الاعتصام واغلاق بعض المدارس وخروج مئات المتظاهرين في وسط المدينة، حيث قطعوا جسر كوفة نجف، فيما اتجهت قوة عسكرية نحو الجسر لفتحه وتفريق المتظاهرين.

كما اعلن فرع نقابة المعلمين في المحافظة اليوم عن "إيقاف الدوام الرسمي الى حين توافر الاجواء المناسبة وعودة الاستقرار الأمني وفتح الشوارع".

وقال رئيس الفرع محمد البديري في بيان إن "ما يحدث اليوم من عزوف معظم الطلاب عن الذهاب إلى المدارس والتجاوزات على بعض كوادرنا هو نتيجة لرفض وإصرار وتجاهل القوى السياسية الحاكمة لمطالب الجماهير وغايتها دفع البلاد الى مزيد من الفوضى والإرباك كوسيلة لتوفير مبرر لقمع انتفاضة الشباب".

واضاف قائلا "لذلك أصبح من واجبنا المهني والأخلاقي وحرصنا على كوادرنا وأبنائنا الطلبة والمتظاهرين نطالب بإيقاف الدوام الرسمي الى حين توافر الأجواء المناسبة وعودة الاستقرار الأمني وفتح الشوارع".

المثنى وديالى والديوانية وبابل
كما شهدت محافظات اخرى في وسط وجنوب العراق اليوم مواجهات وقطع طرق وجسور وتظاهرات احتجاج.

ففي مدينة السماوة عاصمة محافظة المثنى الجنوبية، فقد تجددت المواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين واصيب عدد المحتجين خلالها اضافة الى جرح صحافي.&

وفي بابل في جنوب بغداد فقد اصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء استخدام قوات الأمن العراقية الغازات المسيلة للدموع ما ادى ايضا الى إصابة 60 محتجاً. ولوحظ اليوم انتشار عسكري مكثف وانتشار لعناصر الأمن في غالبية طرق مدينة الحلة عاصمة المحافظة في محاولة لمنع وصول المتظاهرين الى جسورها وساحات الاعتصام فيها.

وفي محافظة ديالى في شمال شرق بغداد، تجددت الاضرابات الطلابية، وشهدت اربع مدن فيها تظاهرات احتجاج، دعت الى الاستجابة لمطالب الاصلاح الشامل. كما شهدت محافظة المثنى الجنوبية اليوم تظاهرات احتجاج واسعة ايضا.&

وكانت مدن عدة في وسط وجنوب العراق قد شهدت الليلة الماضية صدامات بين المحتجين والقوات الامنية اوقعت اصابات وتسجيل حالات اختناق.

يذكر ان احتجاجات غاضبة قد تفجرت في العاصمة العراقية وتسع محافظات وسطى وجنوبية في 25 من الشهر الماضي سرعان ما توسعت بانضمام ملايين الطلبة والعمال والمحامين والمعلمين والاطباء والمهندسين للمطالبة بمكافحة الفساد والبطالة ثم تحولت الى دعوات الى اسقاط النظام والعملية السياسية القائمة على المحاصصة واجهتها السلطات بالعنف المفرط ما تسبب في مقتل حوالى 400 متظاهر واصابة اكثر من 16 الفا آخرين.