واشنطن: بذل الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء قصارى جهوده لتهدئة مخاوف مواطنيه والأسواق من مخاطر فيروس كورونا المستجدّ، إذ كلّف نائبه مايك بنس تنسيق جهود مكافحة الوباء. وأكّد أنّ تفشّي الوباء في الولايات المتحدة "ليس أمرًا محتومًا"، مناقضًا بذلك تصريحات لكبار المسؤولين الصحيين في إدارته.

وخلال مؤتمر صحافي عقده في البيت الأبيض، وخصّصه لعرض خطّته لمكافحة الفيروس الذي تفشّى في الصين، ويواصل انتشاره في العالم، قال ترمب "أعلن الآن أنّني أعيّن نائب الرئيس مايك بنس مسؤولًا" عن ملف مكافحة الفيروس، مضيفًا أنّ بنس "سيعمل مع الاختصاصيين والأطباء وكل أفراد فريق العمل".

لكنّ الرئيس الجمهوري سعى إلى طمأنة مواطنيه، مؤكّدًا أنّه "بفضل كل ما فعلناه فإنّ الخطر على الشعب الأميركي يبقى متدنّيًا جدًا"، منتقدًا خصومه الذين "استهزأوا" في البداية بالقرارات التي اتّخذتها إدارته لمواجهة الفيروس، لا سيّما القيود التي فرضتها على المسافرين الصينيين.

وردًّا على سؤال عن إمكانية فرض مزيد من القيود على السفر، قال ترمب "يمكننا أن نفعل ذلك في الوقت المناسب. الوقت الآن ليس مناسبًا لذلك".

أضاف أنّ "كوريا الجنوبية أصيبت بقوة (بالوباء). إيطاليا أصيبت بقوة. ما جرى في الصين واضح، لكن يبدو أنّ أعداد (المصابين الجدد) استقرّت وتنخفض، وهذا نبأ سارّ، وبالتالي سنرى ما سيحصل".

وأكّد الرئيس الأميركي أنّ إدارته مستعدّة لتعزيز إجراءاتها الرامية إلى مكافحة الوباء "على نطاق أوسع بكثير" إذا ما استدعى الأمر ذلك.

قال: "لدينا بالفعل خطط للتعامل على نطاق أوسع بكثير إذا ما احتجنا إليها"، مضيفًا "لدينا مستشفيات في بعض الولايات تُخلي غرفًا وتبني أماكن للحجر الصحّي".

وردًّا على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة قد زادت مخزونها من معدّات الحماية، مثل الكمّامات والرداءات، أجاب ترمب "لقد طلبنا الكثير منها، في حال احتجنا إليها فحسب".

وفي محاولة منه للتقليل من وقع التصريحات التي أدلى بها كبار المسؤولين الصحيين في إدارته، وحذّروا فيها من أنّ تفشّي الفيروس في البلاد واقع لا محالة، اعتبر ترمب أنّ هذا الأمر "ليس محتومًا".

قال "لا أعتقد أنّه أمر محتوم. أعتقد أنّ هناك فرصة لأن يتفاقم الوضع، أنّ هناك فرصة لأن يسوء إلى حدّ كبير، لكن لا شيء محتومًا".

يتناقض هذا التصريح مع ما قالته نانسي ميسونييه، المسؤولة في المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، الثلاثاء للصحافيين إذ اعتبرت أنّه "في نهاية المطاف، نتوقّع أن ينتشر (الوباء) في هذا البلد". وأضافت "السؤال لم يعد حقًّا ما إذا كان سيحدث ذلك، بل متى سيحدث، وكم من الناس في هذا البلد سيكون مرضهم خطرًا".

كما يتناقض مع التحذير الذي أطلقه وزير الصحة أليكس عازار الأربعاء بقوله إنّه إذا كان خطر كورونا في الولايات المتحدة هو تحت السيطرة حاليًا فإنّ هذا الوضع قد لا يستمرّ على حاله طويلًا.

وقال الوزير للصحافيين إنّ "مستوى الخطر يمكن أن يتغيّر بسرعة، وبإمكاننا أن نتوقّع رؤية عدد أكبر من الإصابات في الولايات المتحدة".