منعت الحكومة التركمانية أي إشارة إلى فيروس كورونا المستجد في الصحافة التركمانية، وقالت تقارير إن الشرطة تعتقل كل من يضع قناعًا واقيًا في الشوارع.

إيلاف من دبي: في مقابل الصراحة التي تعتمدها أغلبية دول العالم في تحديث المعلومات بشأن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد والوفيات الناتجة منه بين مواطنيها، ومحاولات التغطية التي يعتمدها بعض الدول، تقول مصادر "مراسلون بلا حدود" إن تركمانستان تعتمد سياسة قمعية تجاه أي معلومة مرتبطة بالوباء. فقد قررت الحكومة التركمانية إلغاء عبارة "فيروس كورونا" من المفردات التركمانية، معرضة حياة مواطنيها للخطر.

ممنوع ولكن

بهذا القرار، صار ممنوعًا على وسائل الإعلام في تركمانستان، والتي تتحكم بها الدولة، استعمال عبارة "فيروس كورونا" وكل مشتقاتها ومرادفاتها. حتى أن السلطات الصحية في هذه الدولة حذفت هذه العبارة ونظيراتها من الكتيّبات الإرشادية الموزعة في المدارس والمستشفيات والمرافق العامة والخاصة.

في 17 مارس الماضي، قال موقع "تركمانستان كرونيكل"، وهو مصدر إخباري مستقل في البلد ومحجوب محليًا، إن التعتيم الإعلامي وصل إلى حد تعريض الناس للاعتقال إن وضعوا أقنعة على وجوههم، أو تكلموا عن فيروس كورونا في الشوارع أو في محطات الحافلات أو في صفوف الانتظار خارج المتاجر، وذلك نقلًا عما قاله صحافيون من العاصمة التركمانية عشق أباد لمحطة"راديو أزتليك" (أو إذاعة الحرية) الناطق بالتركمانية والذي تموله "إذاعة أوروبا الحرة".

لكن، في 31 مارس الماضي، قال تقرير نشره موقع "يوراسيا نت" الآتي: "حتى 25 مارس، كانت وسائل الإعلام التركماينة التي تسيطر عليها الدولة، تنشر تقارير تشير إلى فيروس كورونا. وآخرها تقرير 25 مارس حول عودة المواطنين التركمان إلى الوطن من البلدان المتضررة من فيروس كورونا. إلا أن الأهم في المسألة هو أن هذه التقارير تتناول كورونا باعتباره مشكلة تحدث في العالم الخارجي، ولا تشكل تهديدًا في تركمانستان".

يضيف تقرير "يوراسيا نت": "في تركمانستان، ما زال الإنكار هو السياسة المتبعة".

نزعة استبدادية

بحسب تقرير نشرته "نيوزويك"، تقول جان كافيلييه، رئيسة مكتب "مراسلون بلا حدود" في شرق أوروبا وآسيا الوسطى، إن السلطات التركمانية لجأت إلى "ممارساتها الاعتيادية بتبنّي مقاربة متطرفة لإلغاء المعلومات عن كورونا، إلا أن منع التصريح بكل ما يمت بصلة إلى الوباء بهذه الطريقة لا يُعرّض المواطنين التركمان للخطر فحسب، بل يعزز أيضًا نزعة الاستبداد التي يفرضها الرئيس التركماني قربانقلي بردي محمدوف".

وحثت كافيلييه المجتمع الدولي على محاسبة محمدوف لأنه ينتهك حقوق الإنسان بأسلوب ممنهج"، خصوصًا أن السلطات في تركمانستان أعلنت خلو البلاد من أي إصابة بالوباء، وهذا أمر ليس قابلًا للتصديق. إلى ذلك، وفي ما سمته الصحافة الغربية "استهتارًا بأرواح مواطنيه"، أمر محمدوف في 13 مارس المنصرم بتنفيذ تدبير وقائي مفاده رش الساحات والمرافق العامة بخلاصة نبتة "حرمل" التقليدية.

وبحسب راديو عزتليك، يرفض الخط الساخن الذي خصصته سفارة تركمانستان في موسكو للمواطنين التركمان العالقين في روسيا بسبب تفشي كورونا الإجابة عن أسئلة الصحافيين، بينما ينتظر عدد كبير من المواطنين التركمان وصول طائرة تقلهم إلى ديارهم من مطار دوموديدوفو في موسكو منذ إغلاق السفارة في 17 مارس.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مواقع مختلفة. الأصول منشورة على الروابط الآتية:

https://www.hronikatm.com/2020/03/no-coronavirus-brochure/

https://www.newsweek.com/one-nation-banned-word-coronavirus-suppress-information-about-pandemic-1495280

https://eurasianet.org/turkmenistan-alls-well-that-ends-well