نصر المجالي: مع تصاعد المطالبات لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون وخصوصا من أركان حزب المحافظين الذي يتزعمه لإقالة كبير مستشاريه دومينيك كامينغز بسبب رحلة الإغلاق إلى دورهام، فإن كامينغز المثير للجدل سيدلي ببيان علني بعد ظهر اليوم الإثنين حول اختراقه لقواعد الاغلاق.

وبينما أصر جونسون على أن كامينغز لم يخالف القانون أو قواعد الإغلاق، ولكن هناك ردة فعل متصاعدة، تركزت التقارير الإعلامية على أن افراد الجمهور سوف يشككون الآن وبعد ما فعله كامينغز في قواعد الإغلاق التي ستؤدي إلى المزيد من الوفيات الناجمة عن الفيروسات التاجية.

وقال نواب المحافظين في مجلس العموم، إنهم يطالبون الآن علانية بطرد السيد كامينغز وسط مخاوف من أن رئيس الوزراء "ضحى بمصداقيته"، وقال غافين ويليامسون وزير التعليم، اليوم إنه يعتقد أن كامينغز تصرف بموجب القواعد ولا يحتاج إلى الاستقالة.

بيان

وأكد 10 داونينج ستريت أن دومينيك كامينغز سيدلي ببيان علني بعد ظهر هذا اليوم لمعالجة الادعاءات بشكل مباشر بأنه انتهك قواعد الإغلاق بالسفر إلى دورهام في شمال إنكلترا حيت منزل عائلته.

ومن المتوقع أن يقوم كامينغز بتلقي أسئلة حول سلوكه الذي أوقع الحكومة في حالة أزمة. وتزامنا حثّ مفوض الشرطة والجرائم في مدينة دورهام، يوم الاثنين، قائد الشرطة المحلية على بدء تحقيق رسمي في اختراق كامينغز للاغلاق خلال زيارته إلى المدينة.

وقال مفوض الشرطة في دورهان ستيف وايت إن هناك "وفرة من المعلومات الإضافية المتداولة في المجال العام والتي تستحق الفحص المناسب".

وجاء هذا التدخل من جانب الشرطة، بعد أن قال أحد الخبراء العلميين في الحكومة إن "الكارثة" التي جرت خلال رحلة الإغلاق "قوضت بشكل قاتل" معركة الأمة ضد الفيروسات التاجية.

وقال البروفيسور ستيفين ريشر، وهو عضو في المجموعة الاستشارية الحكومية الخاصة بكورونا (SAGE)، إن من نتيجة "تقويض الالتزام بالقواعد" هي أن "المزيد من الناس سيموتون". وحذر رؤساء الشرطة اليائسون من أن تصاعد الاختراقات يعني أن فرض الإغلاق "غرق الآن في الماء".

يذكر أن رئيس الوزراء بوريس جونسون يواجه ردة فعل غاضبة متزايدة من الوزراء ونواب حزب المحافظين وحتى الأساقفة فضلا عن المعارضة، بعد أن حاول أمس الأحد شن دفاع استثنائي عن مستشاره كامينغز.

رهان جونسون

وقال محللون: لقد راهن جونسون بفاعلية على سمعته السياسية في محاولته حماية السيد كامينغز، لكن الدعوات إلى إقالة المستشار مستمرة في التزايد. وقال أحد الوزراء أن رئيس الوزراء "ضحى بمصداقيته" من أجل "إنقاذ" السيد كامينغز.

وفي المؤتمر الصحفي عن الاستجابة الحكومية لفيروس كورونا عقد مساء أمس الأحد في 10 داونينغ ستريت، ادعى رئيس الوزراء أن مساعده قد تصرف "بمسؤولية وقانونية ونزاهة" أثناء قيامه برحلة مثيرة للجدل لمسافة 260 ميلاً من لندن إلى دورهام أثناء الإغلاق.

وأصر جونسون على أن كامينغز "اتبع غرائز كل أب" بالقيادة إلى مزرعة والديه بعد أن ظهرت على زوجته أعراض فيروس كورونا.

لكن جونسون رفض أن ينكر أنه أثناء تواجده في الشمال الشرقي، قاد كامينغز 30 ميلاً للذهاب في نزهة في الريف في خرق إغلاق ثانٍ على ما يبدو. كما فشل في تحديد ما إذا كان قد منح الإذن للرحلة.