إنها معركة "الطرف الأغر"، هذا كان أحد عناوين الصحف البريطانية على موقعها الالكتروني، اليوم السبت، على وقع تداعيات الصدامات بين قوات الشرطة والعديد من المجموعات المتناقضة التي تواجدت في العاصمة من مناهضي العنصرية المطالبين بإسقاط بعض التماثيل ومجموعات تداعت للدفاع عنها.
وانطلقت الاشتباكات في البداية بين قوات الشرطة التي تحاول جاهدة للسيطرة على الأمن في العاصمة، بعد ظهر اليوم ومجموعة وصفت باليمينية التي تنادت للدفاع عن التماثيل وخصوصا تمثال ونستون تشرشل والنصب التذكاري للحرب العالمية الأولى.
الطرف الاغر
يذكر أن ميدان (الطرف الأغر) الذي شهد جانبا من المصادمات اليوم، كان سمي تخليدا لمعركة طرف الغار أو الطرف الأغر أو ترفلغار (بالإنكليزية:Battle of Trafalgar)‏ (بالفرنسية: Bataille de Trafalgar)‏ البحرية التي كانت نشبت بين الأسطول الإنكليزي بقيادة الأميرال هوراشيو نيلسون ضد الأسطولين الفرنسي والأسباني المتحالفين تحت قيادة الأميرال الفرنسي بيير شارلز فيلنوف في 21 أكتوبر 1805 قرب رأس طرف الغار في قادس جنوب غرب إسبانيا.
وإذ ذاك، فإنه خلال الساعات القليلة الماضية، حاولت فرق مكافحة الشغب المسلّحة بالدروع والضباط على صهوات الخيول فصل مظاهرة حركة "حياة السود مهمة" الاحتجاجية المطالبة بازلة التماثيل وانهاء العنصرية، مجموعات الاحتجاج المضاد الشرس.
القانون
ووصفت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل الاشتباكات مع الشرطة بأنها "بلطجة غير مقبولة على الإطلاق". وغردت على هامش الاشتباكات تقول: "أي مرتكب للعنف أو التخريب يجب أن يتوقع مواجهة القوة الكاملة لسيادة لقانون".
وأضافت باتيل: "لن يتم التسامح مع العنف ضد ضباط الشرطة لدينا. لا يزال الفيروس التاجي يمثل تهديدًا لنا جميعًا. عودوا إلى منازلكم لوقف انتشار هذا الفيروس وإنقاذ الأرواح".
تمثال تشرشل
وكانت حشود من الناشطين المؤيدين للتمثال أحاطوا بنصب ونستون تشرشل، الذي قرر عمدة لندن صادق خان تغطيته خوفًا من أن يصبح "نقطة مضيئة'' للعنف اليميني المتطرف.
وتضمنت المسيرة المؤيدة للتمثال قدامى المحاربين الذين يرتدون الزي العسكري وكذلك مجموعات من جماعات البلطجة اليمينية المتطرفة بزعامة بول غولدنغ.
كما اندفعت المظاهرات الى منطقة المباني الحكومية في (وايتهول) وساروا مباشرة حتى الحاجز الأمني، حيث ألقى المشاركون زجاجات وعلبًا في رجال الشرطة الذين شوهدوا بدورهم يضربون هراواتهم.
ودفعت الشرطة المركبة الأمنية، التي تعرضت أيضًا لإطلاق النار من المقذوفات التي استخدمها المتظاهرون إلى الخلف من الطرف الآخر من ساحة البرلمان، بالقرب من تماثيل نيلسون مانديلا وغاندي، حيث كان الدخان الداكن ينبعث وسط الحشود.
يذكر أن منسقي حركة (حياة السود مهمة) كانوا الغوا مظاهرة اليوم رسمياً خوفاً من الاشتباكات، لكن الكثير منهم خرجوا إلى الشوارع. كما احتشد متظاهرون في مدن عبر المملكة المتحدة مثل ليفربول ونيوكاسل وبرايتون وغلاسكو.