إيلاف: دعا ناشطون ومعارضون إلى تأسيس تحالف عربي ديمقراطي واسع في الجزيرة والفرات، واعتبروه واجبًا وطنيًا لجميع الجهات والفعاليات العربية المتحدرة من المحافظات الثلاث المؤمنة بسوريا حرة ديمقراطية ذات سيادة تامة على أراضيها المعترف بها دولياً، وبما يصون سلامتها الإقليمية.

ورأى مهند القاطع الكاتب السوري المستقل في تصريح لـ"ايلاف "أن النداء الأخير، الذي وقعته مئات الشخصيات، من أجل تحالفٍ عربي ديمقراطي في الجزيرة والفراتْ يهدف الى "تعزيز البعد الوطني والمحافظة على سيادة سوريا".

أضاف في تصريح لـ"ايلاف "أن جميع من في سوريا يعلم" بأنّ منطقة شمال شرق سوريا والتي تضم المحافظات الشرقية (دير الزور - الرقة- الحسكة) لها أهمية جيوسياسية واقتصادية كبيرة في سوريا".

وقال "هذه المنطقة كانت مهمشة تنمويًا طيلة حقبة الأسد، ومنذ آواخر العام الأول للثورة بدأ النظام بتسليمها تدريجيًا إلى ميليشيات العمال الكردستاني، ليتفرغ النظام لمواجهة المعارضة في باقي المناطق في الداخل السوري، وتحت يافطة محاربة داعش، وفر الأميركيون منذ سنة 2016 غطاءً لتلك الميليشيات مما ساهم في فرض سيطرتها على الرقة ودير الزور أيضاً، وبقاء غالبية سكان المنطقة من العرب والذين يشكلون 85% من السكان مشتتين بين مشاريع تلك الميليشيات التي تستغل الظروف المعيشية لتجنيدهم معها، تماما كما يفعل الآن الروس والإيرانيون وحتى الأميركيين والأتراك".

وأوضح "جاء إطلاق هذا النداء بهدف "العمل على الحالة العربية المشتتة وتنظيمها لتشكيل تحالف وطني سياسي اجتماعي يعيد التوازن في المنطقة بما يخدم المصلحة الوطنية وتعزيز البعد الوطني والمحافظة على وحدة وسيادة الأراضي السورية وتأكيد انتمائها إلى محيطها العربي والإسلامي وعدم ترك فراغ تستفيد منه ميليشيات أجنبية مرتبطة بأجندة غير سورية حتى لو أنها باتت تسوّق نفسها على أنها "سورية وديمقراطية".

وأكد قاطع "أن النداء يشدد على أهمية الأمن والسلام و التعايش السلمي بين جميع السوريين وبين جميع أطياف المجتمع في المنطقة الشرقية".

مبادئ الثورة
جاء في النداء أن التحالف العربي يستلهم طريقه في العمل من مبادئ الثورة السورية في الحرية والكرامة والتي ضحى السوريون منذ انطلاقتها بأغلى شبابهم وكل ما يملكون من أجل بناء بلد يشبه أحلامهم وتاريخهم وعراقتهم بعد الخلاص من هيمنة النظام الاستبدادي الطائفي وعملائه. وعلى رأس أولويات التحالف العربي الديمقراطي المنشود محاربة كل أشكال التطرف الديني والعنصرية القومية وردع الممارسات الشوفينية الهمجية بحق مكونات الجزيرة والفرات، أياً كان مرتكبوها.

وقال في توضيح لعمل التحالف العربي أته يُكرَّسُ عمله "لمخاطبة المجتمع الدولي ونقل صوت عرب شرق سورية، بناء على ثقة مؤسسيه بأن المستقبل لن يتجاهل الملايين منهم، سواء أولئك الذين يعيشون تحت سلطة الأمر الواقع في الجزيرة والفرات، أو أولئك الذين شرّدهم نظام الأسد وداعش أو التنظيمات المتشددة الأخرى في بقية أجزاء سورية وفي المنافي وبلاد اللجوء حول العالم. من دون نسيان آلاف المعتقلين منهم، من الرجال والنساء والأطفال، سواء في سجون ومعسكرات ما سمّيت بقوات سورية الديمقراطية ”قسد“ أو في معتقلات الأسد. مع التشديد على أنه لا يمكن لأي تفاهمات منفردة، مهما كانت مدعومة من أطراف دولية معينة أن تصمد من دون القرار العربي في الجزيرة والفرات، وعلى أن أي تجاهل للقرار العربي إنما هو تدمير مباشر للأخوة العربية الكردية في المنطقة، وهو ما لا يمكن لعرب المنطقة الشرقية القبول به. رغم حرصهم على وحدة الموقف الكردي السوري التي يرونها مساوية لوحدة الموقف العربي السوري".