واشنطن: تجاوزت الولايات المتحدة رسميا الأحد عتبة خمسة ملايين إصابة بوباء كوفيد-19، في وقت يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتّهامات بخرق الدستور بتمديده أحاديا العمل بحزمة المساعدات المخصصة لاحتواء تداعيات فيروس كورونا.

وسجّلت الولايات المتحدة أكثر من 162 ألف وفاة بكوفيد-19، وهي الدولة الأكثر تسجيلا لوفيات الوباء، تليها البرازيل التي أصبحت السبت ثاني دولة تتخطى عتبة مئة ألف وفاة جراء الفيروس.

وبلغت الحصيلة الإجمالية للوباء 727 ألفا و288 وفاة على الأقل منذ أول ظهور للفيروس في الصين في نهاية كانون الأول/ديسمبر ، وفق تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية.

وناهز العدد الإجمالي للإصابات حول العالم 20 مليونا، علما أن الأرقام لا تعكس إلا جزءا من العدد الحقيقي للإصابات.

في واشنطن، اعتبرت رئيسة مجلس النواب الأميركي الديموقراطية نانسي بيلوسي في تصريح لشبكة "سي ان ان" الإخبارية أن حزمة المساعدات الجديدة التي أعلنها ترامب السبت بعد وصول المفاوضات بين الجمهوريين والديموقراطيين إلى حائط مسدود، "غير دستورية".

بدوره اعتبر زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر في تصريح لشبكة "ايه بي سي" أن التدابير التي أعلنها ترامب أحاديا "غير قابلة للتنفيذ، وضعيفة وضيقة الأفق".

لكن مع استمرار معاناة الاقتصاد الأميركي للخروج من تداعيات الفيروس، يبدو الديموقراطيون غير مصرين على الطعن قضائيا بقرار ترامب الذي يعتبرونه غير مناسب.

ووقّع ترامب في منتجع الغولف الذي يملكه في بدمينستر في نيوجيرزي أربعة أوامر رئاسية وقرارات أخرى ترجئ اقتطاع ضرائب الدخل وتوفر تقديمات موقتة للعاطلين عن العمل.

ولم يكن تمديد المساعدات التي منعت وقوع العديد من الأسر في الفقر، موضع نقاش في الكونغرس، بل قيمتها هي التي كانت واحدة من نقاط الخلاف الأساسية. فقد اقترح الجمهوريون خفضها إلى مئتي دولار بينما يريد الديموقراطيون إبقاء قيمتها 600 دولار.

وأعلن ترامب أن المبلغ المخصص هو 400 دولار، لكن هذا المبلغ قد يصبح في نهاية المطاف 300 دولار، لأن الدولة الفدرالية لا تدفع سوى 75 بالمئة منه وعلى الولايات تسديد الـ25 بالمئة المتبقية.

أما الإجراء الثاني فينصّ على تخفيف الأعباء عن أجور الأميركيين التي لا تتجاوز مئة ألف دولار سنويا. وقال ترامب "إذا فزت في الثالث من نوفمبر، فأنوي إلغاء هذه الأعباء".

متأخر في الاستطلاعات

وسعى ترامب إلى الإضاءة على عملية توقيع القرارات الرئاسية لإبراز صورته كمتّخذ للقرارات الحاسمة قبيل موعد انتخابات الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر الرئاسية التي تشير الاستطلاعات إلى أنه قد يخسرها نظرا لاعتراض غالبية كبيرة من الناخبين على طريقة إدارة الأزمة.

ويقول الديموقراطيون إن أوامر الرئيس تشكل انتهاكا للصلاحيات التي يكفلها الدستور للكونغرس في ما يتعلق بالموازنة الفدرالية.

لكن بيلوسي لم تبدُ متحمّسة للطعن قضائيا بقرار ترامب قائلة "الأمر يستغرق وقتا لمعرفة ما إذا (القرار) قانونيا أم لا".

ودافع المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض لاري كادلو عن التدابير الجديدة.

وقال كادلو "ربّما سيتعيّن علينا الذهاب للمحكمة بشأنها، سنمضي بها قدما بكل الأحوال".

والأحد أصدر وزير الخزانة ستيفن منوتشين بيانا جاء فيه أن ترامب "حريص تماما على استمرار حصول الأميركيين الكادحين والشركات على الموارد التي يحتاجون اليها مع إعادة فتح البلاد بشكل آمن".

وجاء في تغريدة أطلقها منافس ترامب الديموقراطي جو بايدن أن خمسة ملايين إصابة بكوفيد-19 تعد "رقما يحيّر العقل ويفطر القلب"، مضيفا "ما كان يجب أن تصبح الأمور بهذا السوء".