إيلاف من لندن: اعتبر مجلس الأمن الوطني العراقي قتل القوات التركية لضباط من جيشه تجاوزا كبيرا لكل معايير التعامل بين الدول، وأكد خلال اجتماع مساء الأربعاء برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن العراق سيمارس جميع الوسائل للدفاع عن أمنه وحماية مواطني في مواجهة الاعتداءات التركية على أراضيه.

ودان المجلس المجلس بشدة الاعتداء التركي على الأراضي العراقية واستهداف قادة من الضباط العراقيين، مؤكداً أن هذا العمل يعد تجاوزاً كبيراً لكل معايير التعامل بين الدول وخرقاً لعلاقات حسن الجوار وتهديداً كبيراً للأمن الوطني العراقي واستقرار المنطقة كما ذكر بيان رسمي عن المجلس في ختام اجتماعه تابعته "ايلاف".

وشدد على أن العراق سيمارس جميع الوسائل للدفاع عن أمنه وحماية مواطنيه بما فيها الرسائل الدبلوماسية، مبينا أن الحكومة قد قررت إلغاء زيارة وزير الدفاع التركي ووفد تركي آخر الى بغداد، مؤكداً على ضرورة قيام وزارة الخارجية العراقية بالتنسيق مع المجتمع الدولي والعربي في الإطار الدبلوماسي لإدانة هذا العدوان واتخاذ ما يلزم تجاهه.

التعامل مع المتظاهرين وفق مبادئ حقوق الانسان

وأشار الى أن العراق ملتزم بسياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، منوها إلى أن دستور العراق يؤكد على أن الاراضي العراقية لن تكون مقرا أو ممرا لأي عدوان أو استهداف لدول الجوار ولن يسمح باستخدام أراضيه منطلقا للقيام بعمليات إرهابية ضد الدول المجاورة وبالخصوص تركيا.

كما ناقش المجلس تقييم الوضع الأمني في عموم البلاد وجرى التأكيد على الأجهزة الأمنية بتعزيز الأمن في بغداد والمحافظات وحماية التظاهرات والتعامل مع المتظاهرين وفق مبادئ حقوق الانسان وبحث المطالب الحقّة للمتظاهرين في بغداد والمحافظات حيث وجّه المجلس بأن تقوم الإدارات المحلية في المحافظات والوزارات بأخذ دورها في حل المشاكل القائمة وتقديم كل ما يخدم المواطنين.

وفي وقت سابق الأربعاء، ورداً على قتل مسيرة تركية لضابطين عراقيين بشمال البلاد، استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد فاتح يلدز وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة طالبت انقرة بتوضيح ملابسات الحادث ومُحاسَبة مُرتكبيه وشددت على ضرورة مباشرتها بإيقاف القصف وسحب قواتها المُعتدِية من الأراضي العراقيّة كافة.

وقالت وزارة الخارجيّة العراقية انها استدعت السفير التركي "على خلفيّة الخروقات والانتهاكات المُستمِرّة للجيش التركيّ ومنها القصف الأخير بطائرة مُسيّرة الذي طال منطقة سيدكان بمحافظة أربيل في اقليم كردستان وما تسبّب به من استشهاد ضابطين وجنديّ من الجيش العراقيّ".

واشارت في بيان الى انه قد تم تسليم السفير مذكرة احتجاج شديدة اللهجة سلّمها وكيل الوزارة السفير عبد الكريم هاشم إلى السفير التركي وقد حملت حُكُومته مسؤوليّة هذا الاعتداء الآثم كما طالبت الجانب التركيّ بتوضيح ملابساته ومُحاسَبة مُرتكبيه المُعتدِين.

تعزيزات عسكرية

وجاء هذا التحرك مترافقا مع تعزيز العراق قواته على الحدود مع تركيا بأسلحة ثقيلة ملوحا بسلاح التجارة ضدها ردا على استمرار اعتداءاتها على اراضيه واكد المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف ان بلاده تمتلك عناصر قورة يمكن ان تستخدمها لمواجهة الاعتداءات التركية ومنها التجارة التي وصل ميزانها بين البلدين الى اكثر من 16 مليار دولار سنوياً واستضافته لعشرات الشركات التركية للعمل على اراضيه.

ومن جانبه اعلن احسان جبي مدير ناحية سيدكان في محافظة اربيل الشمالية التي شهدت قتل مسيرة تركية للضابطين عن وصول تعزيزات عسكرية الى الحدود التركية لنشرها هناك منوها في تصريح صحافي الى إن حرس الحدود العراقي جلب المزيد من القوات والاسلحة الثقيلة والمتوسطة للانتشار على الحدود العراقية التركية حيث تم ابلاغ عناصر حزب العمال الكردستاني بعدم التعرض لهذا الانتشار.

ومن جانبه أكد العميد يحي رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي ان بلاده لن تتساهل في اهدار الدم العراق ودان قتل مسيرة تركية لعدد من العسكريين العراقيين بينهم ضابطان.

وكانت خلية الإعلام الأمني للقوات العراقية قد أعلنت الثلاثاء عن وقوع "اعتداء تركي سافر مِن خلال طائرة مسيرة استهدفت عجلة عسكرية لحرس الحدود في منطقة سيدكان باقليم كردستان الشمالي وتسببت في استشهاد آمر اللواء الثاني حرس حدود المنطقة الأولى وآمر الفوج الثالت / اللواء الثاني وسائق العجلة".