بروكسل: يبدأ الاتحاد الأوروبي الجمعة عملية فرض عقوبات على بيلاروسيا خلال اجتماع بالفيديو يتوقع أن يعرب خلاله أيضا عن دعمه لليونان وقبرص في مواجهتهما مع تركيا.

وسينضم وزراء خارجية الدول الأعضاء البالغ عددها 27 إلى مؤتمر عبر الفيديو تم تنظيمه على عجل ويديره وزير خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل جوزيب بوريل الساعة 15,00 ت غ.

ولم يكن من المقرر أن يجتمع المجلس حتى 27 أغسطس، موعد المحادثات في برلين لكنّ الأزمتين تتفاقمان، ما أجبر العديد من الوزراء على قطع إجازاتهم الصيفية.

وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الوضع في بيلاروسيا حيث يشن الرئيس ألكسندر لوكاشنكو حملة قمع ضد الاحتجاجات بعد إعادة انتخابه المثيرة للجدل "أمر يثير قلقا كبيرا".

لكن العديد من الدول الأعضاء اعتبرت أن هذا الموقف لم يرق إلى مستوى الحدث، خصوصا جارتي بيلاروسيا بولندا وليتوانيا التي تستضيف حاليا مرشحة المعارضة المنفية سفتلانا تيخانوفسكايا.

وتقول بولندا ولاتفيا وليتوانيا إنها مستعدة للعمل كوسيطة لمحاولة حل أزمة ما بعد الانتخابات التي قالت بروكسل إنها "غير حرة ولا منصفة".

لذلك، سينظر الوزراء في فرض عقوبات محددة تتجاوز الحظر الحالي على مبيعات الأسلحة والمعدات لبيلاروسيا التي يمكن أن تستخدمها في قمع الاحتجاجات.

وانتقدت روسيا ضمنيا رد الاتحاد الأوروبي، مستنكرة ما وصفته الناطقة باسم وزارة الخارجية بـ"محاولات واضحة للتدخل الخارجي... تهدف إلى إحداث انقسام في المجتمع وزعزعة استقرار الوضع".

لكن وزير خارجية بيلاروسيا فلاديمير ماكاي قال في اتصال هاتفي مع نظيره السويسري إغنازيو كاسيس إن مينسك مستعدة "لحوار بناء وموضوعي مع الشركاء الأجانب" حول كل القضايا المرتبطة بسير الأحداث في بيلاروسيا خلال الحملة الانتخابية وبعد انتهائها.

ومن المقرر أن تكون التوترات المتصاعدة في شرق البحر الأبيض المتوسط على رأس جدول الأعمال أيضا بعدما أرسلت فرنسا سفينتين حربيتين ومقاتلات لدعم اليونان وقبرص.

وارتفع منسوب التوتر الاثنين بين تركيا واليونان مع إرسال أنقرة سفينة الأبحاث "عروج ريس" ترافقها سفن حربية لاستكشاف مصادر الطاقة قبالة شواطئ جزيرة كاستيلوريزو اليونانية في شرق المتوسط حيث البحرية اليونانية حاضرة أيضا من أجل "مراقبة" النشاطات التركية.

وستحرص بروكسل على إظهار جبهة موحدة في محادثات الجمعة، لكن الأعضاء سيكونون حذرين في التعامل مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

"تصاعد الادرينالين"

وقال دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس "من الواضح أننا في طريقنا إلى فرض عقوبات على نظام لوكاشنكو لكن الأمر سيكون اكثر تعقيدا مع تركيا".

وأوضح "مع تركيا، سيتعين علينا المرور بمرحلة تصاعد الأدرينالين لإجبار إردوغان على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".

وكان إردوغان أجرى محادثات الخميس مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الاتحاد الأوروبي شارل ميشال وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واتهمه بأنه "يستعرض".

وقال مسؤول أوروبي لوكالة فرانس برس إن ميركل حذرت إردوغان في يوليو من أن تركيا ستواجه عقوبات من الاتحاد الأوروبي إذا نفذت مناورات في المياه القبرصية أو قبالة جزيرة كاستيلوريزو اليونانية.

والخميس، شدد ميشال على تضامن الاتحاد الأوروبي مع اليونان وقبرص، العضوين في التكتل، وحض إردوغان على "تهدئة التوتر وتجنب الاستفزازات".

وتم تكليف بوريل وضع إجراءات اقتصادية لاتخاذها ضد تركيا. ومن المتوقع أن تكون هذه التدابير جاهزة بحلول اجتماع الوزراء وجها لوجه في برلين في وقت لاحق من هذا الشهر.

ومن غير المتوقع اتخاذ أي قرارات خلال الاجتماع الافتراضي يوم الجمعة لكن دبلوماسيين يتوقعون أن يشكل الوزراء مجموعات عمل لتسريع الاستعدادات لاتخاذ إجراءات ملموسة.

وإذا قدمت الدول الأعضاء دعما بالإجماع لفرض عقوبات، فيمكن تبنيها عندما يعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمتهم المقبلة في 24 و25 سبتمبر.

وستهيمن السياسة الخارجية على هذا الاجتماع مع طرح طريقة للرد على فرض الصين قانون الأمن القومي الجديد في هونغ كونغ.