حطت طائرة العال الإسرائيلية في مطار أبوظبي حاملة وفدًا أميركيًا - إسرائيليُا، بعدما عبرت الأجواء السعودية، في أول رحلة تجارية مباشرة بين تل أبيب وأبوظبي.

أبوظبي: حطّت في أبوظبي الاثنين أول رحلة تجارية بين إسرائيل والإمارات كانت انطلقت من مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب وعلى متنها وفد إسرائيلي أميركي يترأسه صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر، بعد نحو أسبوعين من الاعلان عن اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات.

وهبطت طائرة البوينغ 737 قرابة الساعة 15,39 (11,39 ت غ) في المطار الإماراتي بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس، بعد نحو ساعتين ونصف ساعة من اقلاعها من إسرائيل.

وتحمل رحلة شركة العال الرمز "إل واي 971"، وهو رقم الاتصال الدولي للإمارات، وخطت على الهيكل الخارجي لقمرة القيادة كلمة "سلام" بالعربية والعبرية والإنكليزية. وستحمل رحلة العودة رقم الاتصال الدولي 972 الخاص بإسرائيل.

يوم تاريخي

وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو "انه يوم تاريخي (...) لقد حلمنا به وعملنا لتحقيقه وها هو امام اعيننا".

وقبيل انطلاق الرحلة، أعرب مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر عن أمله بأن تكون الرحلة بداية "مسار تاريخي في الشرق الأوسط"، داعيا الفلسطينيين الذين اعتبروا الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي "خيانة" لقضيتهم" للعودة إلى طاولة المفاوضات.

وقال في مطار بن غوريون "نأمل أن تكون هذه الرحلة التاريخية، بداية مسار تاريخي في الشرق الاوسط وما وراءه"، مضيفا "يجب ألا يحدد الماضي، شكل المستقبل (...) هذا الوقت يبعث على الأمل بشكل كبير".

وأعلنت إسرائيل والإمارات في 13 أغسطس 2020 عن اتفاق بوساطة أميركية لتطبيع العلاقات بينهما، بعد سنوات شهدت تقاربا بين البلدين. وبذلك أصبحت الإمارات أول دولة خليجية وثالث دولة عربية تقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل بعد مصر (1979) والأردن (1994).

عبور أجواء السعودية

ولدى وصوله إلى أبوظبي، أعلن كوشنر أن السعودية سمحت للطائرة الاسرائيلية بعبور أجوائها في طريقها لجارتها الخليجية. وقال عند نزوله من الطائرة "هذه أول مرة يحدث فيها هذا الأمر وأود أن أشكر المملكة العربية السعودية لجعل ذلك ممكنا".

وتقول السعودية انّها ترفض تطبيع العلاقات مع إسرائيل قبل التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين، في وقت تحث الولايات المتحدة الدول العربية على الاحتذاء الإمارات في التوصل لاتفاقات مع إسرائيل. وأظهر مواقع تحديد مسارات الطائرات عبور الطائرة أجواء السعودية ومرورها فوق العاصمة الرياض، في أول رحلة معلنة لشركة طيران إسرائيلية تسافر في سماء المملكة. لكنّها تفادت أجواء البحرين وقطر.

وفي يونيو هبطت طائرة إماراتية تابعة لطيران الاتحاد في تل أبيب محملة مساعدات طبية للفلسطينيين لمواجهة وباء كوفيد-19، لكنها لم تكن تعتبر رحلة تجارية.

رفض فلسطيني

رفضت السلطة الفلسطينية هذه المساعدات قائلة إن الرحلة تمت من دون تنسيق معها. واعتبر الفلسطينيون اتفاق تطبيع العلاقات الإماراتي الإسرائيلي بمثابة "طعنة في الظهر" و"خيانة للقدس".

وكتب أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات على حسابه في تويتر الاثنين "السلام ليس كلمة فارغة تستخدم لتطبيع جرائم الحرب والاحتلال". وتابع "السلام نتاج للعدالة، وليس نتاجا لاخضاع الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه واخضاعه لنظام ابرثايد، وتوسيع منظومة الاستيطان الاستعمارية".

أما رئيس الوزراء محمد اشتية فقال "يؤلمنا جدا ونحن نرى اليوم هبوط طائرة اسرائيلية في الامارات تحمل اسم كريات غات المستعمرة التي بنيت على اراضي الفالوجة التي حوصر فيها (الرئيس المصري الراحل جمال) عبد الناصر في خرق واضح ومفضوح للموقف العربي المتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي". وأضاف إشتية "كم كنا نود أن تكون هناك طائرة إماراتية تحط في القدس المحررة".

وفي إطار اتفاق التطبيع، وافقت إسرائيل على تعليق ضم أراض جديدة في الضفة الغربية المحتلة، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أكد أنه لم يعدل عن ذلك على المدى البعيد.

رؤية وواقع

شهد الأسبوعان الماضيان تكثيف الاتصالات بين الإمارات وإسرائيل، وألغت الإمارات السبت قانون مقاطعة إسرائيل لسنة 1972، منهية 48 عاما من المقاطعة.

وقام الوفد الأميركي الإسرائيلي بالرحلة في طائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية "العال" المهددة بالإفلاس بسبب أزمة جائحة كوفيد -19.

وضمت وزارة الصحة الإسرائيلية في وقت متأخر الأحد الإمارات وثماني دول أخرى إلى قائمة "الدول الخضراء" ذات معدلات الإصابة المنخفضة بفيروس كورونا المستجدّ. وعليه، تم إعفاء المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين المسافرين إلى أبوظبي من الحجر الصحي لمدة 14 يوما عند عودتهم.

ويترأّس الوفد الاسرائيلي مستشار الأمن القومي مائير بن شبات ويضم نحو عشرين مسؤولا من المقربين من نتانياهو. وقال بن شبات في أبوظبي "جئنا إلى هنا لتحويل رؤية إلى واقع. لا حدود للتعاون (...) في مجالات التعليم والابتكار والصحة والطيران والزراعة والطاقة والعديد من المجالات الأخرى".

وسيلتقي الوفد الأميركي الإسرائيلي مسؤولين إماراتيين على مدى يومين لمناقشة سبل تعزيز التعاون.

التفوق محفوظ

في شأن بيع طائرات "اف 35" الاميركية للإمارات والتي تملكها إسرائيل، قال كوشنر إنّ واشنطن يمكن أن تحافظ على التفوق الإسرائيلي "مع تعزيز علاقتنا العسكرية مع الإمارات العربية المتحدة"، مضيفا أن القضية ستتم مناقشتها بشكل أكبر في "الأسابيع والأشهر المقبلة".

وكتب وزير خارجية الاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل على تويتر ان هذه الرحلة هي "اشارة مهمة الى صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الثنائية في الشرق الاوسط. آمل ان يساهم ذلك في استئناف المفاوضات من اجل سلام دائم" بين اسرائيل والفلسطينيين.