طهران: طالب زوج نازنين زاغري راتكليف، الإيرانية البريطانية المسجونة في إيران منذ عام 2016، حكومة المملكة المتحدة بتوفير "الحماية" لها، وذلك غداة الإعلان عن تبلغها لائحة اتهام جديدة.
وكانت زاغري راتكليف تعمل في مؤسسة طومسون رويترز، الفرع الإنساني لوكالة الأنباء الكندية البريطانية، حين أوقفت في أبريل 2016 في مطار طهران، بينما كانت تستعد للمغادرة مع طفلتها البالغة من العمر حينها 22 شهرا، في ختام زيارة لعائلتها.
وبحسب ما أورد الموقع الإلكتروني لتلفزيون "إيريب نيوز" الإيراني الرسمي الثلاثاء، "استدعت الغرفة الخامسة عشرة لمحكمة الثورة الإسلامية نازنين زاغري مع محاميها لإخطارها بصدور لائحة اتهام جديدة".
ومن المتوقع أن تبدأ الإجراءات القضائية الجديدة الأحد. وحكم على زاغري راتكليف بالسجن خمس سنوات لإدانتها بمحاولة قلب النظام في الجمهورية الإسلامية، وهو ما تنفيه.
وسمح لها في الربيع بالخروج من سجن إيوين في طهران موقتا لأسبوعين بسبب فيروس كورونا المستجد، وهي فترة تمّ تمديدها منذ ذلك الحين.
وقال زوجها ريتشارد راتكليف في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه الأربعاء "بات من الواضح بشكل متزايد في الأشهر الماضية أن نازنين باتت رهينة" تستخدم كورقة "ضد دين للمملكة المتحدة".
وأثارت وسائل إعلام في إيران والمملكة المتحدة احتمال وجود صلة بين توقيف زاغري راتكليف وغيرها ممن يحملون جنسية مزدوجة، والنزاع حول دين بريطاني قديم بقيمة 400 مليون جنيه استرليني (443 مليون يورو) مستحقة لإيران على صلة بصفقة أسلحة أبرمت خلال عهد الشاه.
ولطالما أنكرت كل من لندن وطهران رسميًا وجود أي رابط بين قضية زاغري راتكليف وهذا الدين الذي يعود إلى عقد لبيع دبابات حصلت لندن بموجبه على مبلغ مقدماً، ولكن لم تف به بسبب انتصار الثورة الإسلامية عام 1979. لكن صحيفة "غارديان" البريطانية ذكرت الجمعة الماضي أن وزير الدفاع بن والاس أقرّ للمرة الأولى بأنه يسعى لسداد هذا الدين.
وأفادت أن والاس أكد استكشاف "كل سبيل قانوني ممكن لسداد هذا الدين" لتأمين الإفراج عن زاغري راتكليف ومعتقلين آخرين يحملون جنسية مزدوجة إيرانية وبريطانية، وذلك في رسالة بعث بها الى محاميهم.
وقال الزوج في بيانه "من المهم أن تقوم حكومة المملكة المتحدة بكل شيء من أجل حمايتها والآخرين".
وشدّد على أن الخطوة الأولى في هذا المجال يجب أن تكون "إصرار السفارة البريطانية (في طهران) على أن تتمكن من حضور محاكمة نازنين الأحد".
وسبق لريتشارد راتكليف أن أعرب في أغسطس الماضي عن خشية زوجته من محاكمة جديدة بعد انقضاء فترة سجنها لخمسة أعوام، والتي من المقرر أن تنتهي في 2021.
واعتبرت وزارة الخارجية البريطانية في تعليقها على إعلان الأمس، أن توجيه تهم جديدة لزاغري راتكليف هو أمر "لا يمكن الدفاع عنه وغير مقبول"، مضيفة على لسان متحدث باسمها "كنا واضحين دائما لجهة ضرورة عدم عودتها الى السجن".
التعليقات